جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 12:03 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
الزراعة تطلق الحملة القومية الثالثة لتحصين المواشي ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع على مستوى الجمهورية بالأسماء مصابى انقلاب أتوبيس دير الأنبا أنطونيو ينقل 50 راكبا إلى دير بالبحر الأحمر وزير الإسكان: جار تنفيذ 1392 وحدة سكنية بالمبادرة الرئاسية ”سكن لكل المصريين” بمدينة بدر مواعيد مواقيت صلاة الجمعة اليوم بالمحافظات المختلفة أسعار الدولار واليورو أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة مساجد شمال سيناء تشهد أنشطة تفاعلية لبناء وعي الأجيال علي مدار يومين مواعيد مباريات كرة القدم اليوم الجمعة إتحاد الصحفيين والإعلاميين العرب يواجه جشع التجار وارتفاع الأسعار بالتعاون مع الأحزاب والمجتمع المدني بنك مصر يحتفي برواد الأعمال المشاركين في برنامج ”تقدر” للابتكار التشاركي حقيقة زيادة مدة إجازة نصف العام 2025 لطلاب المدارس الحكومة: العمل على تخفيض الإيجار لصغار المزارعين من ملاك 5 أفدنة فأقل تفاصيل مثيرة.. بيان مهم من حزب الله اللبناني

محمد سعد عبد اللطيف يكتب: قرار الموت والموت الرحيم!!

أُثِيرَ مُنذ سنوات قضية شائكة الي مشيخة الأزهر الشريف وهي "الموت السريري" لحالات مرضية في غيبوبة او نزيف في المخ أو موت جذع المخ وما زال قلبه ينبض....!! هل نرفع عنه الأجهزة ..؟ ما المستحب وما المكروه...؟ هل نحن نعذبه بإبقائه على الأجهزة لفترات طويلة تحت الأجهزة ...؟ او بعض الأمراض المستعصية من الشفاء ومأساة المريض من الألم الشديد والصراخ ،وقد أثارت حالة من الجدل ،،هل يسمح الشرع ويتخلص الطبيب برفع الأجهزة عن المريض ويفقد اخر انفاسة.. ؟ وفريق يعارض ذلك علي انه قتل للمريض ..!!

وقد أقر،،، [مجمع الفقه الإسلامي] رفع أجهزة الإنعاش وإيقافها متى تبين بالفحوصات الطبية المؤكدة من قبل المختصين .بأن هذا الشخص قد مات دِماغِيًّا ، فجاء في قراره المتعلق بذلك: المريض الذي رُكِّبت على جسمه أجهزة الإنعاش، يجوز رفعها، إذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلاً نهائيّاً، وقررت لجنة من ثلاثة أطباء اختصاصيين خبراء أن التعطيل لا رجعة فيه، وإن كان "القلب والتنفس" لا يزالان يعملان آلياً بفعل الأجهزة المركبة...فإن ثبت موت جذع دماغ هذا المريض، فلا حرج في رفع أجهزة الإنعاش عنه، فإن موت جذع الدماغ هو الذي يترتب عليه الموت الدماغي، وفي نفس السياق من أجمل الكُتب التي قرأتها مؤخرًا، كتاب

«مسألة موت وحياة»

تأملات عالم النفس الشهير "إرفين يالوم" في مرض زوجته "مارلين"{بالسرطان النقوي} وقرارها الأخير [بالموت الرحيم] على يد طبيب.

يتخلى {إرفين} عن هالته العلمية الرصينة ويكتب مثل عجوز بداخله قلب طفل مُحب، رجل في العقد الثامن ، قضى حياتة مع زوجته أكثر من "خمسين عامًا" ويرتجف من مواجهة العالم بعدها بصفتة كاتب واديب وروائي مشهور ، تتوسله ليوافق على مُغادرتها الحياه،، ويتوسلها أن تبقى.،،

يُصارح إرفين ملايين القُراء حول العالم أنه يتوق (للإنتحار) معها، أن يموتا معًا على يد الطبيب ذاته، لكن أمانته العلمية تحرمه من ذلك، لقد ساعد كطبيب نفسي مئات الأزواج والزوجات على تخطي مأساة فقد الشريك، يقول في ذلك:

«سيكون إنهاء حياتي بمثابة خيانة لعملي معهم، ولعملنا مَعًا.

فقد ساعدتهم على أن يتخلصوا من آلامهم ومعاناتهم، وعندما أواجه ما عانوه، أختار أن أهرب من التزامي تجاههم. لا، لا يمكنني أن أفعل ذلك. إن مساعدة المرضى يقبع في جوهر حياتي : شيء لا يمكنني أن أنتهكه. لا أستطيع أن افعل ذلك،

ولن أفعله.»يوافق الزوج "إرفين" أخيرًا على وداع زوجته عندما تٌخبره أنه منحها كل شيء، منحها حياة تستحق العلامة الكاملة، أو على حد قول "زوربا" في رواية كازانتزاكيس

«لا تترك للموت إلا قلعة مُحترقة»

فهي تستقبل الموت مثل شُعلة أتممت إحتراقها وأضاءت حياته وحياتها، تشعر بالإمتلاء الكامل و الإمتنان الكامل لشريك منحها كل شيء، ورغم أنها لا تؤمن بالروحانيات إلا أنها ستُغادر العالم بقول القديس بولس

( وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لدي محبة فأنا لست شيئًا)

بينما هي ملكت المحبة طوال حياتها، لذا هي ملكت كل شيء

يُخبر إرفين زوجته بسماحه لها بالذهاب لكنه يستاء من أن قبره سيُجاورها فقط، يتمنى قبر يسعهما كما الفراش، تهمس له بلطف أخير أنها زارت كل مقابر الولايات المُتحدة الأمريكية، ولم تجد أبدًا تابوت يسع لشخصين.

يصف إرفين (قُبلته الأخيرة) لزوجته وراحته لإنعتاقها من الألم ولو كان سيحمله في وحدته فيما تبقى له حتى موته، لكنه سيفعل ما أجاده طوال أكثر من خمسين عامًا، سيحول الأمر كله لخبرة نفسية يُمررها بإيثار نبيل لقراؤه، سيحول مأساته وألمه الأخير لكتاب يصفه أنه ربما في لحظات كتابته هو كل ما يبقيه على قيد الحياة ويمنعه من تحطيم جهاز تنظيم ضربات القلب والذهاب لمارلين، لذلك ربما إمتنانًا لكل أثر صنعته روايات وكتب إرفين يالوم في نفسي أُتمم دائرة الأثر الجميل بقراءة كلماته. وتخيل الرحمة تسعه هو وزوجته ولكل مريض يتألم علي الكرة الأرضية، إن الرواية الحاضرا التي تبحث عن المجهول هي رواية أخلاقية !!