محمد سعد عبد اللطيف يكتب: المنعطف الأخير للعالم العربي
في هذة الحقبة التاريخية من تاريخ العرب في لحظات ، سيظهر مثقفون وكتاب قلائل يقاومون الإنهيار العام ويلوحون في نظر العامة كحفنة مجانين.، في لحظة المنعطف الأخير يلوح التاريخ فيها ساكناً والمجتمع محنطاً، والسلطة راسخة وهي لحظات مكر التاريخ عندما لا يظهر بشكله الحقيقي، وخلف هذا السكون العميق تجري تحولات كبرى سرية الآن لنظام عالمي جديد ولد من رحم ضربات واوجاع (فيروس كورونا ومن نظام آحادي القطب) ،، ستنفجر دول في المنطقة العربية في تحليلي الشخصي بحروب جديدة يوماً بعامل ما (اقتصادي وفتنة طائفية. وصراع علي السلطة بين ايدولوجيات دينية وطائفية) قد يكون عابراً.
لقد عشنا وعاش جيلي وشاهدنا كيف سقطت دول دكتاتورية في ساعات، في شرق أوروبا وفي عالمنا العربي.
سقط مبارك وزين العابدين ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح ومن قبلهم صدام حسين “في منعطفنا لا القيم القديمة موجودة بل فقدت الهوية في حرب غزة الأن تعيش سنوات التية، والقيم الجديدة قد ولدت،منهارة من مستقبل بلا امل، أي صراع في لحظات المنعطف الآخير كالحروب الآهلية في منطقتنا اريد اجابة (من يحارب من في سوريا وليبيا واليمن)، يعيش العرب في دائرة الزلازل والعواصف السياسية الحادة، تنقلب الأشياء ويصاب نظام القيم بضربة عنيفة ويختل وتدخل قيم ومقاييس طارئة منحرفة، وفي مرحلة المنعطف تظهر الكثير من العاهات والتشوهات الاخلاقية والثقافية والسلوكية، فلا تستغرب من حرامي يتحدث عن الأمانة والفضيلة، ولا تستغرب من اصحاب الأمراض السيكوباتية من معتوة ومختل ان يتحدث عن ضياع القيم والأخلاق وهو مؤسس لهذا الضياع، ولا غرابة أيضاً لو رأيت “حرامي يعاتب علي شاشات السوشيال ميديا هذا يحدث في زمن الزلازل السياسية والطبيعية والعواصف الحربية والكوارث الطبيعية والمنعطفات الحادة، كالسرقات والاغتصابات وعمليات القتل العشوائي في مجتمعنا العربي من جرائم دخيلة علي المجتمع وأحياناً حتى في لحظة انطفاء الكهرباء اتذكر الأن اننا في المنعطف الأخير .. ومع ظهور ساسة وأحزاب في لحظات المنعطف، يظهر بالتزامن معها كتابها بل هؤلاء يسبقون الساسة في الترويج ويمكن أن نطلق عليهم “الممهدون” للخراب لآسباب مختلفة ، وهؤلاء “المخبرون” بعناوين خبراء ومحللين ومعلقين في المحطات والصحف والمنابر هم في الواقع جواسيس وعيون للسياسيين بعناوين أنيقة، وكل وظيفتهم هي تبرير كل شيء وخلق العناوين الزائفة للخراب….،” لحظة المنعطف لا القديم فيها يموت بل يتفسخ، ولا الجديد يولد وتظهر الكثير من الأعراض والتشوهات”.
لحظة صراع بين قديم يراقب ولا يموت، وبين جديد لا يولد فالولادة متعثرة وسوف يولد مشوة ، لكن لحظتنا تختلف إنها لحظة صراع الإستهتار وليست صراعات تقليدية بين قديم وجديد وبين تقليد وحداثة وبين عولمة وانغلاق.، زمن المعايير الفردية وانهيار المعايير العامة التي تضبط الإيقاع الاجتماعي تحدث عنة إبن خلدون سوف اسرد في نهاية مقالي عن مايحدث الأن ..، زمن كل فرد فيه يحلل ويحرم حسب مصلحته.
في لحظة المنعطف هذه يظهر وعاظ في كل شيء وفلاسفة في كل شيء وشعراء ورجال دين وقساوسة بل أن أحد أكبر الحرامية يفكر بتكوين جبهة إنقاذ وطنية ومؤسسة أدبية وجامعة أهلية وحتى كنيسة وصالة قمار ومرقص ومسجد وجمعيات خيرية للصوص ترتدي ثوب الشرف ، حتي اقترح شخصية عامة زراعة الأفيون لحل المشكلة الاقتصادية والعملة الصعبة ،، وهو مسؤول عصابة للقتل على شكل حزب، وهي الصيغة الدارجة.
في زمن انهيار المعايير أو إنقلابها، ندخل في مجتمع كتبت عنة مقال سابق “مجتمع التفاهات والفرجة”، حيث يصبح قول الحقيقة نوعاً من الزور وسط الزور العام يظهر الشكل الرمادي في كل الملفات المصيرية ، يصبح الإنسان الطبيعي في نظر التيار السائد مجنوناً، تسيطر في زمن المنعطف أخلاق الغلبة والربح والخسارة، وسيئ الحظ وغبي من يتحدث عن الصفاء الآخلاقي والجمال والوفاء والإخلاص العام والنزاهة الفردية أو الوطنية.سوف يتهم انة عبيط (ابلة) حقاً لقد صدق《إبن خلدون في” مقدمة كتابة ” قبل “سبعة قرون”: (عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والقوالون والمدّعون والمغنون النشاز؛ والشعراء النظّامون.. وضاربو المندل..
وقارعو الطبول والمتفيقهون.. وقارئو الكفّ والمتسيّسون والمدّاحون والهجّاؤون ؛ والانتهازيون.. وتتكشف الأقنعة؛ ويضيع التقدير؛ ويسوء التدبير.. ويختلط الصدق بالكذب؛ والجهاد بالقتل؛ وعندما تنهار الدول يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف؛ وتظهر العجائب؛ وتعم الإشاعة؛ ويتحول الصديق الى عدو ؛ والعدو الى صديق.. ويعلو صوت الباطل.. ويخفق صوت الحق.. وتظهر على السطح وجوه مريبة.. وتختفي وجوه مؤنسة.. وتشح الأحلام؛ ويموت الأمل.. وتزداد غربة العاقل؛ ويصبح الانتماء الى القبيلة أشد التصاقاً والى الأوطان ضرباً من ضروب الهذيان.. ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء.. والمزايدات على الإنتماء..
ويتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعماله والخيانة كما حدث في دول الربيع العربي .. وتسري الشائعات عن هروب كبير..
وتحاك الدسائس والمؤامرات.. وتكثر النصائح من القاصي والداني.. وتطرح المبادرات من القريب والبعيد.. ويتدبر المقتدر أمر رحيله ؛ والغني أمر ثروته.. ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار.. ويتحول الوطن الى محطة سفر.. والمراتع التي نعيش فيها ؛الى حقائب.. والبيوت الى ذكريات والذكريات الى حكايات “كل أنواع التشوهات تتحول الى ظواهر” عادية” لشيوعها، الخيانة والسرقة والغدر والقتل والكذب وكل المساوئ تدخل في نسيج يعرف بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وفي هذه الحالة لا شيء يثير الغرابة كل شيء “عادي في المنعطف الأخير “،…!!
محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري ومتخصص في علم الجغرافيا السياسية ""[email protected]