لنصرة فلسطين.. جهود غير مسبوقة من الجامعة العربية
على مدار الأيام الماضية لم تتوقف الإدانات لجرائم الاحتلال الإسرائيلي واعتدائه الغاشم على منطقة جنين في الأراضي الفلسطينية، وإدانة كل الأعمال العدوانية التي تمارسها سلطات الاحتلال على جميع الأراضي الفلسطينية، بجانب التحرك العاجل لجامعة الدول العربية لوقف تلك الانتهاكات والاعتداءات الغاشمة للاحتلال والتحرك العربي الواسع لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
ومنذ اللحظة الأولى أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط العملية العسكرية الغاشمة التي باشرها الاحتلال الاسرائيلي في جنين المحتلة، واصفا العملية العسكرية بأنها مدانة بالكامل، ومعتبرا قصف المدن والمخيمات بالطيران، وتجريف المنازل والطرقات هو عقاب جماعي وانتقام لن يؤدي سوى لمزيد من تفجير الموقف.
وناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية أنصار السلام في العالم التدخل الفوري لوقف هذه العملية المشؤومة والإجرامية.
وفي اليوم التالي من الاعتداء على منطقة جنين عقد الثلاثاء الماضي الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية، بناء على طلب من دولة فلسطين بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، وبرئاسة السفير محمد مصطفى عرفي المندوب الدائم لجمهورية مصر العربية والذي تتولى بلاده رئاسة الدورة 159 ومشاركة المندوبين الدائمين ورؤساء الوفود، وبحضور السفير د. محمد الأمين ولد أكيك - الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطع الشؤون القانونية، لبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم المستمر والمتصاعد على الشعب الفلسطيني في جميع انحاء المدن والمخيمات والقرى بما في ذلك العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين ومناطق أخرى في الضفة الغربية المحتلة.
وبحث اجتماع مجلس الجامعة العربية سبل التحرك الفعال على المستوى العربي والدولي لوقف العدوان الإسرائيلي ومساءلة مرتكبيه وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، مؤكدا على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية جمعاء، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير والعودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين، وحقه في تجسيد دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على خطوط 4 يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وكذلك حق الشعب الفلسطيني في الدفاع المشروع عن النفس في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف حياته ومقدساته وممتلكاته.
من بين الثوابت التي أكدت عليها الجامعة العربية حماية المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 ألف متر مربع، باعتباره مكان عبادة خالص للمسلمين فقط، ورفض الاقتحامات الإسرائيلية له، والحفريات التهويدية أسفله، ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيه، ورفض الانتهاكات الإسرائيلية للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، والتأكيد على سيادة دولة فلسطين على مدينة القدس ومقدساتها، ودعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وكذلك الجهود التاريخية والمستمرة التي تبذلها مصر لتحقيق المصالحة بناء على التفويض العربي، وكذلك جهود الجزائر في التوقيع على اتفاق لم الشمل الفلسطيني.
وأدان مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، الجرائم الإسرائيلية واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطيني، بما فيها العدوان على مدينة ومخيم جنين وباقي المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، والتي استهدفت المدنيين والأطفال والنساء في الأحياء السكنية، معربا عن تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني، ودعم صموده في وجه العدوان الإسرائيلي المتواصل والمتصاعد عليه، وحقه المشروع في الدفاع عن النفس، مقدما التعازي لأسر شهداء وضحايا العدوان.
وقرر مجلس جامعة الدول العربية التحرك على العديد من الأصعدة الدولية والإقليمية من خلال القيام بزيارات واتصالات وتوجيه رسائل مشتركة وثنائية رفيعة المستوى إلى مجلس الأمن وأعضائه ومراكز صنع القرار الدولي، بهدف تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية بأشكالها كافة على الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له، بما فيها قرارات مجلس الأمن وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما حمل مجلس جامعة الدول العربية إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال- مسؤولية نتائج عدوانها كافة، وفي حال عجز مجلس الأمن عن القيام بدوره وتولي مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، يتم التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد دورة مستأنفة عن الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة تحت عنوان الاتحاد من أجل السلام، لإصدار القرارات اللازمة نحو وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ومنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
كما قرر مجلس الجامعة العربية الدعوة إلى تحرك عربي عاجل، بما في ذلك من خلال اللجنة الوزارية العربية مفتوحة العضوية والمكلفة من القمة العربية بمهمة التحرك على المستوى الدولي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، من بين مهام أخرى، وذلك بهدف إطلاق تحرك دبلوماسي عربي عاجل و مكثف، بما في ذلك من خلال مجالس السفراء العرب وبعثات جامعة الدول العربية، ومن خلال التواصل عبر القنوات الرسمية مع الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ومراكز صنع القرار الدولي، للتعبير عن التوجه العربي لاتخاذ ما يلزم نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وجميع سياساته وممارساته وإجراءاته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
ولمحاسبة إسرائيل على جرائمها في حق الشعب الفلسطيني قرر مجلس الجامعة العربية مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالوفاء بمسؤولياتها بموجب ميثاق روما المؤسس لعملها فيما يخص العمل على إنجاز التحقيق الجنائي في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، بما فيها جرائم الاستيطان والضم، والعدوان على المدن والقرى والمخيمات، وقتل المدنيين والصحفيين والمسعفين، والتهجير القسري، ومطالبة المحكمة بدراسة كل الخيارات التي يمكن من خلاها ممارسة ولايتها القضائية في أرض دولة فلسطين المحتلة وإنجاز التحقيق، وتوفير كل الإمكانيات البشرية والمادية لهذا التحقيق وإعطائه الأولوية اللازمة.
كما قرر المجلس حث المجتمع الدولي، دولا ومؤسسات على المشاركة في حماية المدنيين الفلسطينيين وتشكيل آلية عملية وفعالة لتنفيذ ما جاء في قرار الجمعية العامة رقم -10/20A/RES/ES( 2018)، وحث الأمين العام للأمم المتحدة على تطبيق إجراءات عملية وفعالة لحماية المدنيين الفلسطينيين، ودعوة الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة لتحمل مسؤولياتها وكفالة احترام وإنفاذ الاتفاقية في أرض دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، من خلال وقف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وطالب مجلس الجامعة العربية المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، للسماح للجنة تقصي الحقائق المستمرة التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان بتاريخ ،2021/5/21 بالدخول إلى أرض دولة فلسطين المحتلة لممارسة ولايتها في تقصي الحقائق حول الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية التي ترتكب في الأرض الفلسطينية المحتلة، ومطالبة اللجنة بمتابعة كافة الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المنوطة بولايتها وتقديم تقاريرها وتوصياتها بهذا الشأن، إضافة إلى دعم كل الخطوات والإجراءات والقرارات التي تتخذها القيادة الفلسطينية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني بما في ذلك العدوان الإسرائيلي على مدينة ومخيم جنين.