في ذكرى وفاته.. لمحات من حياة الشيخ مصطفى اسماعيل
يحل اليوم 26 ديسمبر ذكرى وفاة القارئ الشيخ مصطفي إسماعيل أحد أبرز شيوخ التلاوة في مصر والعالم الإسلامي.
ولد الشيخ مصطفى إسماعيل 17 يونيو عام 1905 في قرية ميت غزال، مركز السنطه محافظة الغربية.
حفظ القرآن الكريم ولمَّا يتجاوز الثانية عشرة من العمر في كتّاب القرية، ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القرءات وأحكام التلاوة أتم الشيخ تلاوة وتجويد القرآن الكريم وراجعه ثلاثين مرة على يد الشيخ إدريس فاخر، وذهب للإقامة بطنطا ومن هناك سُجّلَت الانطلاقة الحقيقة لموهبته.
ذاعت شهرته في أنحاء محافظة الغربية والمحافظات المجاورة لها ونصحه أحد المقربين منه إلى الذهاب إلى القاهرة وبالفعل ذهب إلى هناك والتقى بأحد المشايخ الذي استمع إليه واستحسن قراءته وعذوبة صوته ثم قدّمه في اليوم التالي ليقرأ في احتفال تغيب عنه الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي لظرف طارئ وأعجب به الحاضرين وسمعه الملك فاروق وأعجب بصوته وأمر بتعيينه قارئًا للقصر الملكي على الرغم من أنه لم يكن قد اُعتُمدَ بالإذاعة، وكان أول قارئ يسجل في الإذاعة المصرية دون أن يمتحن فيها.
زار الشيخ مصطفى إسماعيل خمسًا وعشرين دولة عربية وإسلامية وقضى ليالي شهر رمضان المعظّم وهو يتلو القرآن الكريم بها، كما سافر إلى جزيرة سيلان، وتركيا وماليزيا، وتنزانيا، وزار أيضا ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وقد تلقى الشيخ إسماعيل الدعوات والطلبات من دول عربية وإسلامية للقراءة فيها، فلبّى تلك الدعوات، وسافر إلى العديد من تلك الدول، وقرأ فيها.
كما زار مدينة القدس عام 1960، وقرأ القرآن الكريم في المسجد الأقصى في إحدى ليالي الإسراء والمعراج.
كان الرئيس محمد أنور السادات من المحبين لسماع صوت الشيخ مصطفى إسماعيل، حتى إنه كان يقلد طريقته في التلاوة عندما كان السادات مسجونًا كذلك اختاره ضمن الوفد الرسمي لدى زيارته ل القدس سنة 1977، وهناك قام ثانية بقراءة القرآن الكريم في المسجد الأقصى.
حصل الشيخ مصطفى إسماعيل على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعلى وسام الأرز من لبنان عام 1958، ووسام الفنون عام 1965، ووسام الامتياز عام 1985 من الرئيس الراحل حسنى مبارك، ووسام الاستحقاق من سوريا، كما حصل على أعلى وسام من ماليزيا.
توفى الشيخ مصطفى اسماعيل في صباح يوم 26 ديسمبر 1978 وأقيمت له جنازة رسمية يوم الخميس 28 ديسمبر 1978 ودفن في مسجده الملحق بداره في قرية ميت غزال بالسنطة بمحافظة الغربية.