«المسيرات الصينية» تثير قلق واشنطن و تزيد التوتر بين البلدين
التحفز و التربص هم عنوان المرحلة الحالية بين قطبي العالم، ففي ظل التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية و الصين، الحذر و عدم حسن النوايا هم عنوان المرحلة.
وقد أوضحت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، أن هناك خطر أمني يقلق الولايات المتحدة الأمريكية، بعد تحليق مسيرات صينية بشكل كبير مؤخراً في سماء واشنطن، وحديث عن اختراقات يمكن أن تستغلها المخابرات الأجنبية.
وبحسب الصحيفة فأن مئات من مسيرات صينية الصنع، باتت تحلق بكثافة في مناطق حظر الطيران بواشنطن، مشيرةً إلى أن السلطات والأجهزة الأمنية الأمريكية تخشى من أن تصبح هذه الأجهزة وسيلة جديدة من وسائل التجسس الأجنبي.
كما ذكرت الصحيفة أيضاً أن طائرات الهواة المسيرة DJI لديها قيود برمجية تمنعها من التحليق فوق المنشآت الحكومية في العاصمة الأمريكية، مثل البيت الأبيض والكابيتول والبنتاجون، لكن الواقع يظهر أن المستخدمين بأمكانهم بسهولة التحايل على هذه المحظورات.
ووفقاً لما أفادته الصحيفة فإن على إثر ذلك تم تنظيم العديد من الجلسات المغلقة في مجلس الشيوخ، بمشاركة مسئولين وخبراء في تصنيع الطائرات المسيرة، ومع ذلك لم يتضح بعد ما إذا كان الكونجرس سيفعل شيئأ ما لمواجهة هذا التهديد.
وخلال تقريرها أوضحت الصحيفة نقلاً عن راشيل تابل ممثلة مركز ستيمسون التحليلي، قولها هناك ميل لاستخدام الطائرات المسيرة لأغراض خبيثة، إذ من الملاحظ بكثرة استخدام طائرات مسيرة في مناطق الصراع، وفي ميادين العمليات العسكرية في مناطق أخرى.
ومن جانبها فإن الصحيفة تؤكد أنه يؤخذ بالاعتبار أن يكون الأمر مقتصراً على جمع بيانات بريئة، وغير نظامية أو لمجرد اكتشاف العالم المحيط، ومراقبة ما يحدث هنا وهناك، لكن في المقابل يبقى هناك احتمال أن تشكل مسيرات صينية خطراً حقيقياً، حسب وصفها.
وبحسب تقرير الصحيفة فإن السهولة التي يتحايل بها المستخدمون الهواة على قيود الطيران، تعني أن بالإمكان التحايل لاختراق الكاميرات عالية الدقة أو أجهزة الاستشعار الأخرى بهدف جمع معلومات استخبارية.
وعلى إثر ذلك فإنه يتيح للمخابرات الأجنبية جمع بيانات ليس فقط عن المواطنين العاديين، وإنما عن البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة.
وقد أشارت الصحيفة إلى أن شركة DJI تنكر علاقتها بالقيادة الصينية، ورغم ذلك أعرب نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ماركو روبيو عن شكوكه، وذلك من خلال قوله أي منتج تكنولوجي يتم إنتاجه في الصين على المستوى الحكومي أو لدى الشركات الصينية ينطوي على مخاطر حقيقية ويمكنه استغلال نقاط ضعف محتملة لدينا، يمكن استخدامها الآن أو في حال نشوب صراع.
والجدير بالذكر أن البنتاجون كان قد حظر شراء مسيرات صينية الصنع قبل 5 سنوات، إلا أنّ دراسة أجريت عام 2020، تبين أن الآلاف من مراكز الأمن الفيدرالية والإقليمية تعتمد بشكل كبير على طائرات DJI المسيرة.
وحسب ما أفادته الصحيفة فإن عدد الطائرات المسيرة المسجلة حالياً في الولايات المتحدة أكثر من 870 ألف طائرة، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 2.3 بحلول عام 2024.