عيون بكين على تايوان.. ما هو سر تمسكها بهذه الجزيرة الصغيرة؟
على هامش زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي التي أشعلت الموقف بين بكين وتايوان فلا يزال التوتر سيد الموقف حيث تعتبر السلطات الصينية تايوان جزءاً لا يتجزأ من البلاد.
فإن الاحتدام الذي شهدته العلاقات بين الجانبين خلال الأسابيع الماضية، بسبب زيارة بيلوسي، إلى الجزيرة شبه المستقلة يتفاقم، لذا عرضت تايوان مقاتلتها الأكثر تطوّراً وهي طائرة حربية أميركية الصنع من طراز "إف16-في" مزوّدة بصواريخ، وذلك خلال طلعة ليلية نادرة أمس الأربعاء.
كذلك، ردت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الخميس، وأكدت أنها ستتخذ كافة الإجراءات للحفاظ على أمن البلاد الإقليمي.
وقد جاء استعراض القوة هذا بعد مناورات عسكرية غير مسبوقة أجرتها الصين قبالة سواحل الجزيرة خلال الأيام الماضية.
فهناك تساؤلات كثيرة أمام هذا التوتر المتصاعد، ماهي أهمية تايوان للصين وسر التمسك الصيني بتلك الجزيرة؟
وهناك أسباب توضح موقف بكين هذا، يكمن في أهمية تايوان الصناعية والاقتصادية، لكونها تستحوذ على الجزء الأكبر من صناعة الرقاقات و"الموصلات" في العالم، خاصة عبر شركة TSMC التي تمتلك ما يقارب نصف حصة تلك السوق عالمياً، والتي يبلغ حجمها نحو 100 مليار دولار.
ويكلف تعطيل سلسلة توريد الرقائق لمدة عام شركات الإلكترونيات العالمية حوالي 490 مليار دولار من الخسائر، وفقا لتقرير صدر عام 2021 عن مجموعة بوسطن الاستشارية.
وفي هذا السياق، اعتبر غاريث ليذر، خبير الاقتصاد في شركة الأبحاث كابيتال إيكونوميكس، أن "تايوان أكثر أهمية بكثير للاقتصاد العالمي من حصتها البالغة 1 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، حيث إن قطع صادرات الجزيرة سيؤدي إلى نقص في رقائق السيارات والإلكترونيات حول العالم ويزيد من الضغوط التضخمية"، وفق مانقلته صحيفة"وول ستريت جورنال.
من المعروف، تقع تلك الجزيرة على أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاما في العالم، حيث تبحر آلاف السفن من وإلى الصين، محملة بأطنان من السلع والمعدات والوقود سنوياً.
وأثارت التدريبات الصينية مؤخراً ولا تزال مخاوف عالمية من سعي بكين إلى حصار الجزيرة، ما سيؤثر بالتأكيد على الأسواق العالمية.
ولكن جاء الموقف الأميركي المساند لتايوان ليزيد ليثير حفيظة التنين الصيني!