الصين تكشف عن خطواتها الأولى نحو فرض الوحدة مع تايوان
وجهت الصين اتهامها للحزب الحاكم في تايوان، بالعمل على الإضرار بفرص إعادة التوحيد السلمي، من خلال اتباع سياسات "انفصالية"، ولم تستبعد استخدام القوة لإعادة توحيد الجانبين، كما سحبت تعهدها بالامتناع عن إرسال جنود أو موظفين إداريين إلى تايوان.
والجدير بالذكر أن هذا جاء في "كتاب أبيض" بشأن النزاع مع تايوان، أصدره "مكتب شئون تايوان" فى بكين اليوم، هو الأول منذ عام 2000، أي قبل تولّي الرئيس الصيني شي جين بينج الحكم في عام 2012.
وقد جاء هذا الكتاب ، في تقرير بعنوان "قضية تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد"، علماً أن مصطلح "العصر الجديد" يرتبط بحكم شي جين .
ومن جانبها فقدعلّقت الرئيسة التايوانية تساي إينج وين، على "الكتاب الأبيض" الصيني، متحدثة بصفتها رئيسة لـ"الحزب الديمقراطي التقدمي" الحاكم، بقولها "أصدرت الصين كتابها الأبيض هذا الصباح بطريقة التفكير الرغبوي، متجاهلة حقيقة المضيق" ، كما أكدت على أن الشعب التايواني لن يتنازل عن حماية سيادته.
ويشار إلى أنه مع ذلك، تجنّبت تساي اتخاذ أيّ خطوات لإعلان الاستقلال رسمياً، معتبرة أن أيّ خطوة مشابهة ليست ضرورية، لأنها تقود بالفعل دولة مستقلة بحكم الواقع.
وقد عبر "مجلس شئون البرّ الرئيس" في تايبيه، عن إدانته لـ "الكتاب الأبيض"، معتبراً أنه "مليء بأكاذيب التفكير الرغبوي ويتجاهل الحقائق".
حيث أكد المجلس أن "جمهورية الصين"، وهو الاسم الرسمي لتايوان، هي دولة ذات سيادة، كما أوضح أن "فقط سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون فرد، لديهم الحق في تقرير مستقبل تايوان، ولن يقبلوا أبداً بنتيجة يحدّدها نظام استبدادي".
والجدير بالذكر أن "الحزب الديمقراطي التقدمي" تأسس على وعد باستقلال تايوان، ويرفض قبول أن تايبيه وبكين تنتميان إلى "صين واحدة".
ويذكر أن إصدار "الكتاب الأبيض"، جاء بالتزامن مع اختتام الصين مناورات عسكرية حول تايوان، جاءت على إثر زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي للجزيرة.
وقد تضمن "الكتاب الأبيض" وعوداً بازدهار اقتصادي بعد "إعادة التوحيد"، إذ تقترح الصين تعزيز العلاقات الثقافية وفي مجال الضمان الاجتماعي والصحة، وحتى تعزيز "التكامل" الاقتصادي بشكل أفضل، خصوصاً عبر "سياسات تفضيلية".
كما أكد أن "بوجود وطن قوي يُعتمد عليه، سيكون مواطنو تايوان أقوى وأكثر ثقة وأماناً، وسيحظون بمقدار أكبر من الاحترام على الساحة الدولية".
ووَرَدَ في "الكتاب الأبيض" أن بكين ستعمل "بأكبر مقدار من الإخلاص وتبذل قصارى جهدها، لتحقيق إعادة التوحيد السلمي".
إلا أنه شدد أيضا على أنه "لن نتخلّى عن استخدام القوة، ونحتفظ بخيار اتخاذ كل الإجراءات اللازمة، من أجل الحماية من التدخل الخارجي وكل النشاطات الانفصالية".
حيث ذكر أن "سنكون دوماً مستعدين للردّ، باستخدام القوة أو وسائل أخرى ضرورية، على تدخل من قوى خارجية أو عمل راديكالي من عناصر انفصالية، يتمثل هدفنا النهائي في ضمان آفاق إعادة التوحيد السلمي للصين ودفع هذه العملية".
وشدد الكتاب على أن بكين "لن تترك أيّ هامش مناورة لعمليات انفصالية تستهدف استقلالاً زائفاً لتايوان، أياً تكن"، حيث أفاد أنه "يمكن استخدام القوة كملاذ أخير، في ظروف قاهرة، سنُضطر إلى اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة استفزازات الانفصاليين أو قوى خارجية، إذا تجاوزوا خطوطنا الحمر".