محمد سعد عبد اللطيف يكتب: الحوار الوطني.. وفجوة الاستقرار السياسي.. والبديل الفوضي؟
بدأت الجلسات الأولي التنسيقية للحوار الوطني في مصر بعد الدعوة التي وجهها ( الرئيس المصري) .علي مأدبة إفطار "العائلة المصرية" في رمضان الماضي من شهر إبريل ، لحوار وطني ؛- وفي ظل الأوضاع العالمية الراهنة ،أصبحت
المشكلة اليوم واقع واحوج ما نكون للحوار،" الحوار الذي يبدد مخاوفنا وشكوكنا من بعضنا، ويؤسس لمنطق تعاملنا الصحيح مع قضايانا، ويحسم الأسئلة التي تزدحم في اذهاننا بإجابات واضحة، ويعيدنا الى دائرة “العقل” وصواب الفكرة الحوار كقيمة مثمرة، لكي نحسم كل الأسئلة التي تتردد في انحاء مجتمعنا، من إصلاح" سياسي ،وإقتصادي ، وإجتماعي " وكل القضايا التي نحن اليوم احوج ما نكون للحوار، الأن نعيش أزمة أرتفاع الأسعار (أزمة سلة الخبز والطاقة) أزمة أخلاق وفوضي في الشارع . كذلك تداعيات الحرب الدائرة في شرق أوروبا التي سوف تعصف بدول في منطقتنا من مجاعات تهدد أمننا القومي ، وهي خارج كل حسابات البشر والدول وتوقعات الأسوأ إذا إستمر الوضع العالمي والحرب الدائرة في شرق اوروبا ، هناك من يقفز فوق التاريخ والصراعات والبشر ، والإقتصاد والسياسة والعالم بطريقة مرفوضة ، ولا يهمة امرنا !!
لماذا اصبح الحوار مقطوعاً في
مجتمعنا ؟ ولماذا يتحول حين نستدعيه الى حوار الطرشان؟
لدينا بالفعل مشاكل متراكمة وملفات شائكة يجب أن يتم فتحها ، بكل شفافية ومصدقية وعلي القائمين علي الحوار ، أن يسع الحوار كل أطياف الشعب ،
لنجرب 《 الرآي والرآي الأخر》، ونطرح من خلالة ما نحتاجه من “ادوية" لأمراضنا ومشكلاتنا، وفي مرات عديدة دفعنا ثمن افتقاده وتغييبه وانقطاعه، وكان بوسعنا بعد هذه التجارب السابقة ان نتعلم من دروس النجاح والفشل، وان نتوجه الى “الاستثمار" في الحوار كقيمة مثمرة، لكي نحسم كل الأسئلة التي تتردد في انحاء مجتمعنا، وكل القضايا التي نحن اليوم احوج ما نكون للحوار،
الحوار أو الفوضي !!
هل الوضع الراهن من الأزمة الاقتصادية سيؤدي الي سيناريو الفوضي العارمة في المنطقة تستند إلى مفهوم” فجوة الاستقرار” التي تحدث عنها الكاتب الأمريكي 《صموائيل هنتنجتون》 وهي الفجوة التي يشعر المواطن بوجودها بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، فتنعكس بضيقها أو اتساعها على الإستقرار بشكل أو بآخر.
اتساع الفجوة بين الطموحات والواقع يولد إحباطاً ونقمة، مما يعمل على زعزعة الإستقرار السياسي، خصوصاً
إذا ما انعدمت 《الحرية الإجتماعية والإقتصادية》 وافتقر صناع القرار للقابلية والقدرة على التكيف الإيجابي، مما يؤدي إلى الإحتقان الذي قد يتطور الى مطالب ليست سهلة للوهلة الأولى، وأحياناً غير متوقعة، ما يفرض على مؤسسات النظام ضرورة التكيف من خلال الإصلاح السياسي، وتوسيع المشاركة السياسية، واستيعاب تلك المطالب. أما إذا كانت تلك المؤسسات محكومة بالنظرة الأحادية، والدولة العميقة ؛ فإنه سيكون من الصعب الإستجابة لأي مطالب، إلا بالمزيد من الفوضى التي يرى (هنتنجتون) أنها ستقود في نهاية الأمر، إلى إستبدال قواعد اللعبة واللآعبين.وأرتفاع سقف المطالب للجماهير ؛-
أننا أمام لحظة فارقة في تاريخ البشرية .نكون او لا نكون مجتمع خارج التاريخ؛-
يجب علي الجميع نخب وساسة ومثقفين وكتاب إستثمار الحوار لآنه
فيه المستقبل الذى يحمل لنا طوق نجاة حقيقى !!
"محمد سعد عبد اللطيف "
كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية"