جريدة الديار
الأربعاء 12 مارس 2025 01:19 مـ 13 رمضان 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
محافظ الدقهلية في جولة تفتيشية منفردا برئاسة مركز ومدينة المطرية سكرتير عام محافظة الدقهلية يقود حملة تفتيشية علي الوحدة المحلية لحي غرب المنصورة لمتابعة تلافي السلبيات وتحقيق الانضباط الإداري وزارة العمل: تسليم عقود عمل جديدة لذوي همم من أبناء محافظة القاهرة صحة القليوبية: مدير عام طب الأسنان يعقد تدريبا لأطباء وتمريض أقسام الأسنان بإدارة قليوب الصحية نائب وزير الصحة يتفقد وحدات طب الأسرة بالقاهرة ويوصي بصرف مكافأة للمتميزين مستشفيات ومراكز طبية جامعة المنصورة من تقدم لتقدم مستشار رئيس الوزراء العراقي: أميركا تبقي استثناء الغاز الإيراني وزير الداخلية يعتمد حركة شرطة وزيرة التضامن الاجتماعي توجه بتشكيل فريق دفاع قانوني عن طفلة الشرقية البورصة مرآة الاقتصاد.. وحزمة الحوافز الجديدة هل تعيد الحياة إلى ”دق الأجراس”؟ رصد ومتابعة ما ينشر بخصوص الشأن الإسرائيلي الفلسطيني ووضع غزة التفاصيل الكاملة لجريمة مقتل طفلة حقدا وغيرة وانتقاما من امها

محمد سعد عبد اللطيف يكتب: الطريق إلى جهنم (الانتحار)

 محمد سعد عبد اللطيف
 محمد سعد عبد اللطيف

اعتقد رواد شبكات التواصل الاجتماعي أن الانتحار وجرائم القتل جرائم جديدة؛ -ويرجع السبب لسهولة وصول الخبر بسرعة البرق، قبل الميلاد قال الفيلسوف اليوناني "أفلاطون" أن الانتحار أمر مشين وأنه يجب دفن مرتكبيه في مقابر لا تحمل شواهد.

ورأى (أرسطو) أن القتل الذاتي الطوعي خطأ في "حق الدولة والمجتمع والأعراف الإنسانية"، ويبدو في خطاب الفلاسفة القدماء غياب خطاب الحقوق الفردية ورفاهية الإنسان الحر التي أصبحت هاجسا لدى الكتاب والفلاسفة في عصرنا الحديث.

ومن اغرب قصص الانتحار الكاتب والروائي الياباني "ميشيما "، والذي ارتدى صباح يوم انتحاره ملابسه العسكرية، وحمل مخطوط روايته الأخيرة مودِّعاً زوجته ومن ثم توجه إلى الناشر، ومن بعدها توجه برفقة مجموعة من رفاقه إلى ثكنة عسكرية في محاولة انقلاب على إثر التدهور الاقتصادي الياباني والتوجّه نحو الغرب، وهذا ما كان يرفضه.

سوى أن الانقلاب فشل، فما كان من ميشيما ومساعدين َ اثنين له إلا أن قاموا بالانتحار على طريقة الساموراي التي يطلق عليها تسمية: الهاراكيري أو السيبوكو، وهي شعيرةٌ تقليدية تعود إلى الساموراي أو فئة المحاربين، تتمثل ببقر البطن بالسيف ومن ثم قطع الرأس بالسيف ذاته على يد أحد المرافقين.

يقال أنّ آخر جملة تلفظ بها “أرجوك اضرب بدقة وافصل رأسي عن جسدي فوراً، لا أريد أن أتعذَّب”، ميشيما لم يكتف بالرد على المخربين في أدبه بل أقدم على الانتحار رداً على المستوى الرديء واللا أخلاقي اللذين وصلت إليهما السياسة والاقتصاد في عصره.

فتنوع الانتحار بين جميع الفئات حتى مرتكبي الجرائم، فطالبة الطب تقتل صديقها، وطالب يقتل وطبيب يقتل وكاتب وفيلسوف ينتحر، فالجريمة جريمة فكم من جرائم ارتكبت وبدون أن يعلم أحد عنها.

لقد ارتكب الغرب وأمريكا جرائم بحق البشرية في الحرب العالمية الثانية راح ضحاياها حوالي 70 مليون نسمة، وهناك جرائم قتل ارتكبت في مدارس أمريكية من إطلاق نار على الطلبة، وهذه جرائم فردية منذ خلق الله البشرية؛ ومع أشهر كاتبة بريطانية في قصة انتحارها.

فيرجينيا، أديبة إنجليزية، اقتحمت عالم الكتابة الروائية، وذاع صيتها في أدب ما بعد الحرب العالمية الأولى، حيث تمحورت روايتها حول أفكار وقضايا تتعلق بإيقاظ الضمير الإنساني، ودوافع الإنسان الطامعة التي دفعته باتجاه حرب اعتبرتها حدثًا يخرق كل القيم الإنسانية المنادية بالسلام، مثل رواية السيدة دالواي، والأمواج.

أصيبت باكتئاب شديد فور انتهائها من كتابة روايتها الأخيرة «بين الأعمال»، التي نشرت بعد وفاتها، وازدادت حالتها سوءا بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وتدمير منزلها في لندن والاستقبال البارد الذي استقبل به البريطانيون السيرة الذاتية التي كتبتها لصديقها الراحل روجر.

وفي 28 مارس 1941 ارتدت فيرجينيا معطفها وملأته بالحجارة وأغرقت نفسها في نهر "اوس" القريب من منزلها.

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية