جريدة الديار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 10:12 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

شريف عبد المجيد: مواقع التواصل قدمت العديد من المواهب الأدبية.. وهذه أعمالى القادمة (حوار)

في مشواره القصصي راهن على الواقع المصري بكل تعقيداته، وفي تقدير النقاد والقراء كان الرهان لصالحه، رصد الشخصية المصرية واتكأ على ما يبرز تفردها الفكري والوجداني داخل سياقات قصصية كانت قادرة على نقل قطعة من الواقع على الورق.

في حوار القاص شريف عبد المجيد مع "ثقافة الديار" لم يتحدث عن مجموعته القصصية حديثة الإصدار "الببلوماني الأخير" فحسب، بينما اتسع الحديث عن فن القصة وتأثر مواقع التواصل الاجتماعي عليه، كما تحدث عن تأثير علم النفس والفلسفة والتاريخ على نصوصه الأدبية، وأيضا عن رواية تلوح في الأفق.

وإلى نص الحوار

ما مدى تأثير القصة القصيرة على الخريطة الأدبية المصرية؟ وكذ تأثيرها على القارئ المعاصر؟

القصة القصيرة والأدب عموما يؤثرعلى المشاعر الإنسانية ويحركها وحلم كل كاتب أن يجعل القارئ أكثر تفهما للواقع وللآخر لذا فإن فن القصة القصيرة - وهو في أحد تعريفاته هو فن الإنسان الصغيرالفرد في مواجهة الحياة - يؤثر ليس في الحركة الأدبية فقط ولكن في التعبيرعن الإنسانية وهو بهذا يشترك مع كل الفنون في نفس الهدف ولاشك أن هناك إزدهارحاليا في فن القصة القصيرة المصرية من واقع الكم الذي يصدر من المجموعات القصصية ومن حيث الكيف فيوجد كتاب مبدعين في كتابة القصيرة المصرية.

هل أثرت مواقع التواصل الاجتماعي سلبا على الأدب وخصوصا على القصة القصيرة؟

أعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تؤثر سلبا على فن القصة القصيرة بل قدمت مواهب عديدة في مجال الأدب والذي تغير شكل تلقي العمل فالكتب الإلكترونية ومنصات القراءة المدفوعة ساهمت في خلق قارئ جديد يعتمد على تحميل الأعمال سواء بشكل شرعي أو بشكل غير شرعي ولكنها ساهمت في التعريف بالكتاب والندوات وتوسيع دائرة القراءة بشكل أكبر هذا هو الدانب الإيجابي لها ولكن بالتأكيد هناك جوانب سلبية ولكن أعتقد أن الجوانب الإيجابية أكبر.

بمن تأثرت وتعلمت؟

تعلمت الكثير من كتاب عظام مثل محمد مستجاب ومحمد المخزنجي وإبراهيم أصلان ويحيي الطاهر عبد الله ويوسف إدريس ومن كتاب عالمين مثل رموند كارفر وتشيكوف وموبسان وإدجار آلان بو وغيرهم الكثير وكذلك من الكتاب في جيلي الذين يكتبون بشكل متميز وفيه فهم لروح العصر.

ما مدى تأثير علم النفس، الفلسفة، التاريخ على نصوصك الأدبية؟

التاريخ مهم جدا لفهم الحاضر والمستقبل وعلم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة هى الأدوات التى تساهم في فهم دوافع الشخصيات ومآلاتها وطريقة تصرفهم والتماس العذر لهم في أخاطئهم.

هناك مشتركات بين الرواية والقصة القصيرة.. لماذا لم تكتب رواية حتى الآن؟

هناك محاولات لي في كتابة فن الرواية ولكنها لم تكتمل بعد فهناك أكثر من نص أعمل عليهم ولم أنته من أي منهم ربما يكون عملي القادم رواية ولا أجد سببا للفصل بين الأنواع الأدبية فالكتابة أساسها الموهبة أي ما كان شكل العمل الفني قصة قصيرة أو مقالة أو رواية أو نص مسرحي.

كيف تأثرت من الثورات التي مرت على مصر؟

هناك تأثيرات كبرى على الفرد وعليِ بشكل شخصي وبالتأكيد أثناء عملية الكتابة لا أنظر للموضوع بشكل كلي خاصة أن أعمالي معظمها قصص قصيرة ولكن أهتم بشكل جزئي وأرصد أثر كل ذلك على حياة البشر وأحلامهم وطريقتهم في التعايش مع النتائج والمسببات والمواقف.

وكذا القارئ.. كيف تأثر؟

تأثر القارئ بالطبع خاصة الأجيال الجديدة التى تحاول البحث عن الحقائق وعن طرق للتعايش وخلق فرص جديدة للحياة

هل تعتقد أن الأدب كان له دور في رفع وعي المواطن البسيط الذي رفض حكم الإخوان؟

بالطبع لأن مهما كانت التنظيرات والتحذيرات من الحكم الديني فإن المواطن سيحاول تجريب هذا الحكم المتسربل بالغطاء الديني وادعاء أنه الطريقة المثلي للحياة ولكن التجربة العملية أثبتت بما لايدع مجالا للشك بأن الخلاف مع صاحب هذا الإدعاء بأنه يمثل حكم الله على الأرض سيكون نتيجته التكفير ناهيك عن دعم هذه التيارات لطرق في الحياة متحجرة وتفهم النص الديني من منظور ضيق ليس فيه مجالا للتأويل أو التعايش مع العصر لأنهم أسرى للتفكير في الماضي ولهذا شعر الناس بوجوب التغيير والتخلص من هذه العقليات التي تعتقد أنها تملك الحقيقة المطلقة.

هل تعتقد أن هناك منفذ لدخولهم مرة أخرى في الحياة السياسة؟

لا أعتقد وربما رفضهم الشعب بشكل مطلق وغير مسبوق في التاريخ المصري لأن الوطن أكبر من أي جماعة كما أن شركائنا في الوطن كانوا يشعروا بأغترابهم عن مجتمعه فمثل المهندس الذي كان صاحب فكرة تحطيم خط بارليف بالمياة هو مهندس قبطي للدفاع عن وطنه وليس بوصفة ذميا أو شخص أقل من أخيه المسلم ولهذا فإن هذه الأفكار محكوم عليها بالفشل في مصر.

أشرت في قصة "الذواق" بمجموعتك القصصية الحديثة "الببلوماني الأخير" على آفة التنمر.. كيف نتخلص منها؟

موضوع التنمر هو جزء من الثقافة السائدة في البلاد العربية فشعر الهجاء مثلا قائم على فكرة تميز قبيلة على قبيلة وهو كله تنمر على الآخر ولهذا فكلما كان المجتمع مدنيا وبه قوانين ومتحضر فإن هذه الظاهرة ستختفي ولكن التغير الإجتماعي يحدث ببطء في مجتماعتنا.

ما هي أعمالك القادمة؟

لي مجموعة من النصوص المسرحية ذات الفصل الواحد ستصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب

أين يقع الأدب المصري على الخريطة العالمية؟

أعتقد أن هذا دور الجامعات والنقاد وليس لي أن أطلق حكما دون معرفة كاملة بالموضوع ولكني اعتقد أن الأدب المصري له تأثير كبير ليس في مصر فقط ولكن في محيطه العربي وبالتأكيد لو ترجم بشكل أكبر لحقق انتشارا بشكل أعمق فبعد نجيب محفوظ وحصوله على جائزة نوبل لم يشتهر أدباء مصريون بشكل كبير في الخارج إلا مجموعة تعد على أصابع اليدين منهم خيري شلبي وجمال الغيطاني وبهاء طاهر وإبراهيم عبد المجيد وفي الأجيال التالية هناك أسماء لافته وتستحق كل تقدير واحتفاء.