معانقة وإمساك يد الزوجة .. هل يبطل الصيام؟ ( الإفتاء تجيب )
هناك أفعال تبطل الصيام بين الزوجين في رمضان، لا شك أنها من أهم ما ينبغي على الزوجين معرفته لتجنب الوقوع في أي من أفعال تبطل الصيام بينهما في رمضان ، وذلك لأن كفارتها غليظة وهي صيام شهرين متتابعين.
وقالت دار الإفتاء إن على الأزواج الحذر كثيرًا والانتباه من أفعال تبطل الصيام بين الزوجين وعلى كل من الزوجين أن يعين بعضهما البعض على الطاعة واغتنام نفحات تلك الأوقات والأزمنة المباركة، والتي يأتي شهر رمضان من خيرها، وقد حددت نصوص القرآن والسُنة النبوية الشريفة أفعال تبطل الصيام بين الزوجين وحذرت من الوقوع فيها أشد التحذير.
ولفتت دار الإفتاء إلى أنه ورد أن تبادل عبارات الحب والغزل بين الزوج والزوجة في شهر رمضان، هو شرع محلل ولا يبطل الصيام، لكن من المهم أن لا تتضمن هذه العبارات أي معانِ حميمية، من شأنها إثارة المشاعر، كما يجوز للزوجة معانقة زوجها أو الإمساك بيده في رمضان، كونها تصرفات تظهر الحنان بين الشريكين وليس أكثر، وعلى الزوجة الإمتناع عن زوجها عند ممارستها لواجب الصوم في شهر رمضان المبارك.
حكم الكلام الجنسي بين الزوجين في رمضان
ورد فيه أنه إذا كان الكلام الجنسي مجرد كلام ولم يؤد إلى الإنزال فالصيام صحيح،
ولكن القيام بهذا الفعل من مكروهات الصيام ولابد على المسلم الصبر والنية الصادقة في إتمام الصيام إيمانًا واحتسابًا.
وروى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :”الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها” ومعنى (لا يرفث) أي لا يتكلم في الجنس، فهذا أدب من آداب الصيام، ينقص أجره لكنه لا يبطله.
وينبغي للمؤمن أن يصون نفسه عمَّا حرم الله، ولا سيما الصائم يصون صيامه من الغيبة والنَّميمة والمشاتمة وغير هذا مما يقدح في الصوم؛ لأنَّ المقصود هو ترك المعاصي، والإقبال على الله بالاجتهاد في طاعته، وحفظ الجوارح عمَّا لا ينبغي، ليس المقصود مجرد ترك الطعام والشراب، المقصود الصوم عن محارم الله، وأن يكون ترك الطعام والشراب وسيلة لغير ذلك من أعمال الخير، والتَّحفظ مما حرَّم الله، والبُعد عن كل ما يُغضب الله،
فالصائم مأمور بأن يكفَّ جوارحه عن محارم الله، فيحفظ لسانه عمَّا لا ينبغي، ويحفظ جوارحه كلها عمَّا لا ينبغي؛
ولهذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: الصيام جُنَّة يعني: سترة وحاجز من النار لمن صانه وحفظه، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب يعني: لا يُجامع، ولا يأتي الرفث من القول: الرديء، ولا يصخب لا يتكلم بما لا ينبغي، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني صائم، يعني: إن اعتديت عليَّ لا أُقابلك، لا أُكافئك على ما قلتَ من السبِّ؛ لأني صائم، والصائم منهيٌّ عمَّا لا ينبغي.