دكتور أحمد دسوقي يكتب.. أصحاب ولا شوربة ضفادع
تعجبت كثيرا من ردود الأفعال المختلفة بعد عرض فيلم "أصحاب ولا أعز" و تابعته باستغراب وما أكثر ما أثار انفعالى هو ردود أفعال الفنانين المؤيدين لهذا الفن ومعترضين بشدة على رفض المشاهدين مثل هذه النوعية من الأفلام ما أثار حفيظتى كمحاضر لأصول الإدارة وفنون مهارات البيع أن أرى هذه المجادلات من منظور مختلف.
صناعة السينما صناعة قوية تقوم عليها دول كبيرة ومصر رائدة فى هذه الصناعة منذ بدايات الصناعة دوليا، وهذه الصناعة تنتج سلعة هى الأفلام بجميع أنواعها والعميل هو المشاهد المتلقى لهذه السلعة، لذلك كان ومازال مقياس نجاح هذه السلعة متوقف على رضا المتلقى الذى كان يقتطع من ماله ليشترى تذكرة الذهاب إلى السينما ويقتطع من وقته للذهاب وإن لم يرض عن المنتج أصبح الفيلم من الأفلام الخاسرة بناءً على رأى العميل. ولا يصح أبدا أن يكون المشاهد خاطئًا إذا اعترض على أداء الفيلم.
وقياسا على ذلك، هذه الفنانة المعترضة على رأى عميلها إذا افتتحت مطعم يقدم أرقى وأجمل الأطعمة المستساغة للشعب المصرى، فتقدم أطباقًا شرقية محترمة وزبائنها فى سعادة ورضا، وفجأة قررت استبدال قائمة طعامها بأطباق أخرى مشهورة فى دول أخرى.
وبدأت الفنانة فى تقديم شوربة الضفادع من فرنسا وطبق لحم القرد من اليابان وطبق حشرات من الصين، وحين غضب الزبائن ورفضوا هذه الأطباق، اتهمتهم بالجهل والتخلف وأنهم مش عارفين يقدروا الأطباق الغالية دى.
هذا هو رد فعل الفنانين فيما يقدموه، إما أن يتقبله الجمهور أو يكون الجمهور هو المتخلف، ومش عارف يتفرج، وما زاد الطين أن زميل لها من أكبر تجار هذه الأكلات، وكمان تاجر أغذية فاسدة، يقول لها إنه متضامن معها وكمان إن دى هجمة على الفن إذا اعتبرنا أن ما يقدمه أسمه فن.
أنا عن نفسى ومعى كل المعارضين مبسوطين وشبعانين من أكلنا المصرى اللى طعمه حلو ومذاقه محترم ولا عمرى هاكل شوربة ضفادع حتى لو بيقدمها مطعم نيتفليكس والحمد لله على الفول والطعمية.