محمد الأشقر يكتب : الهروب من الجحيم
الهروب..هو شعور بالخوف.. وفقدان الامان يصيب الانسان.. يجعله يجري بعيدا خارج حدود المكان.. او خارج سيطره من يملك القرار في هذا المكان.
اتابع بتركيز وهدوء... مايحدث في افغانستان حاليا.. ومنذ عده اسابيع... وماتم في المطار وحول المطار خلال هذا الاسبوع... الالاف من الافغان... والمقيمين بافغانستان من الاجانب يسعون بكل قوه وسرعه لمغادره البلاد والمطار.... وتباينت الاسباب... بين خائف او قلق من طريقه حكم حركه طالبان.. مع تذكر تاريخها القديم في اداره البلاد..... وبين انسان ارتكب الكثير من الجرائم الماليه او القانونيه.. او الانسانيه في حق اهل البلاد.. مستعينا ومعاونا للاستعمار ضد مصلحه الوطن.. ومخالفا لكل القيم والاعراف والقوانين.. مقابل ان يحصل علي المال من المستعمر... او عقار او حمايه واستضافه في بلاد المستعمر.
تسارع الاحداث في الايام الاخيره.... وضع الالاف من الافغان في مازق... عندما حان وقت الهروب.. بالطبع كانت اولويه ركوب الطائرات الخاصه والعامه لقاده الحكم.. وكبار رجال المال والاعمال.. ثم ياتي بعدهم المساعدين لاهل الحكم... وكبار موظفي رجال المال والاعمال..... بعيدا عن عائلات السفارات الاجنبيه والجاليات الغربيه التي لها طائرات خاصه بحمايه عسكريه وامنيه..
العامه والبسطاء يراقبون المشهد من بعيد.... وهم في ديارهم يبحثون عن لقمه خبز او بعض اللبن او الماء للاطفال.... الكبار هربوا الي امريكا.. واوربا.. وبعض دول الخليج...
المشكله كانت لدي المتارجحين بين الكبار.. وبين اهل البلد البسطاء... بعضهم استطاع ايجاد مقعد في طائره مغادره للبلاد... والبعض فشل في مغادره المطار..... بعض الافراد تسلقوا عجلات الطائره ثم هوي الي الارض قتيلا عند اقلاع الطائرات....والالاف هربوا عبر المنافذ والطرق البريه الي البلاد المجاوره..
واثناء مصيبه الهروب والزحام الرهيب في المطار... كان الرئيس السابق يحتسي الشاي في تراس الفندق الكبير بدوله اوربيه........ وكان كبار حركه طالبان يحتسون القهوه في الدوحه.. انتظارا للصعود الي الطائره التي تقلهم الي مدينه قندهار.. معقل الحركه.. ثم استكمال الرحله الي القصر الرئاسي بكابول.
الطلاب والنساء حياري في افغانستان... هل سيكملون تعليمهم او عملهم.. ام سيصدر مرسوم بالتحريم... ؟؟
المتحدث باسم حركه طالبان..... تحدث عن عفو عام... وعن احترام ادميه الانسان والقوانين... وعن الالتزام بشريعه الاسلام في العدل والرحمه....ونشر الامان.
هل ستصدق الحركه في حديثها..... مع مرور الايام.... ام ان الامر تخدير للعقول والافهام.. حتي تقبض تماما علي مقاليد الامور.... هذا ماستكشف عنه احداث الاسابيع القادمه.... وهل سيكون الانتماء الي خالق الارض والسماء.. والانسانيه والوطن.. ام سيكون الانتماء الي قوي اقليميه.. وفكر مذهبي.. ؟؟
لايخدعني رايه العلم الجديد التي تحمل شهاده التوحيد...بكل ماتحمله من معاني راقيه وساميه...
لكن يقنعني مايتم من اعمال واحداث في الواقع والحياه... وهل سينعم البسطاء بكوب ماء وحليب... وبعض اللقيمات.. مع عمل وسكن وامان.... ام سيتردد في الفضاء اصوات طلقات الرصاص بين الفرقاء طمعا في زينه الحكم وصندوق المال...... هل ستنهض افغانستان الي الامام.... ام سيكون حديث الاعلام الردئ هناك.... عن طول اللحيه والجلباب.... واللف والدوران حول تفسير حديث ضعيف او مشكوك في صحته..... هل سيكون التركيز علي العلم والعمل.. ودقه وغزاره الانتاج..... ام الانشغال بتاكيد الطاعه والولاء لقاده الحركه.... ودفع الملايين من الدولارات للحركه من زراعه الافيون والحشيش في ارض افغانستان.
اتمني لاهل افغانستان الازدهار... واحمل لجمال الدين الافغاني كل الاحترام.. وهناك نماذج ناجحه وجميله من اهل افغانستان تعمل في عده بلاد..... وتبقي مراقبه الاحداث.. وواقع الامر علي الارض.. هو افضل اجابه علي السؤال الحائر في الاذهان وهو... هل ستنعم المراه والطفل بالامان والطعام والحريه في افغانستان ام لا....... وهل ماحدث.. هو انتصار لاهل افغانستان علي الاستعمار..... ام رده وانحدار...... هل هو فوز ومكسب للشعب الافغاني.... ام خساره.... هرب منها من اسرع بالهروب الكبير..... هذا ماستجيب عنه الاحداث في الشهور القادمه...
ال