جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 08:11 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حياة الحريري لـ«الديار»: هناك أزمة نظام في لبنان.. وتسييس قضية انفجار مرفأ بيروت يعرقل المحاسبة

حياة الحريرى
حياة الحريرى

» هذه أسباب فشل «سعد الحريرى» فى تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة

 

» أتمنى أن تنجح مصر في مساعدة لبنان على تجاوز أزمتها

أكدت حياة الحريري، الباحثة في الإعلام والتاريخ السياسي، أنه مازال جرح انفجار مرفأ بيروت غائر بقلوب اللبنانيين، وأنهم مازالوا ينتظرون محاسبة كل من كان سببا فيها، لاقنا إلى أن هناك تسييس لهذه القضية مما يعرقل ويؤخر المحاسبة.

وإلتقت "الديار" مع الباحثة في الإعلام والتاريخ السياسي "حياة الحريرى"، لكشف ملابسات انفجار مرفأ بيروت واسباب فشل تشكيل "سعد الحريري" للحكومة، وحول إمكانية تشكيل "ميقاتى" للحكومة اللبنانية الجديدة، فإلى نص الحوار...

- بعد مرور عام على انفجار مرفأ بيروت.. أين المحاسبة ومن بنظرك يتحمل المسؤولية؟

-- للأسف ما يزال التحقيق غير مكتمل في قضية انفجار مرفأ بيروت بحيث أن القاضي يتعرّض لكثير من الضغوطات السياسية والعوائق، والمحاسبة ما تزال بعيدة خاصة وأن القرار الاتهامي الرسميّ لم يصدر بعد.

في هذا الإطار، لابدّ من الإشارة إلى العوائق الكثيرة التي تعرقل التحقيق ومنها قضية حصانات النواب والوزراء والرؤساء. فالقاضي طلب رفع الحصانات وهو ما لمّ يتمّ حتى الساعة تحت ذريعة الدستور، مع العلم أنه بإمكان مجلس النواب إقرار رفع الحصانة في جلسة واحدة. ومن هنا، تسييس هذه القضية تعرقل وتؤخر المحاسبة.

- برأيك كيف سيمر 4 أغسطس آب فى لبنان؟

-- نشرت العديد من التقارير الإعلامية حول إمكانية حصول إشكالات وأعمال شغب، ونتمنى أن يمرّ هذا النهار بسلام وأن يستطيع الجيش والقوى الأمنية ضبط أي محاولة لاستغلال المناسبة.

وحتى يومنا هذا، ما تزال الفرضيات مطروحة. ولكن، حتى لو ثبت أن الانفجار هو نتيجة لعمل إرهابى، فلا يمكن إغفال الإهمال الوظيفي في قضية تخزين نيترات الأمونيوم منذ سنوات طويلة منذ ٢٠١٣ أو٢٠١٤.

وفي هذا الإطار، إن المسؤولية الأساسية تقع على الحكومات المتعاقبة والوزراء المعنيين في المرفأ وبعض الأجهزة الأمنية الموكلة حماية أمن المرفأ وبعض القضاة لإهمالهم موضوع تخزين نيترات الأمونيوم رغم التحذير من خطورته. إذا ثمة مسؤولية تقع على منظومة كاملة متكاملة.

- وهل الوضع السياسي فى لبنان يضمن الظروف المناسبة لتحقيق يتمتع بالشفافية والنزاهة؟

-- للأسف لا.. الوضع السياسي لا يؤشر بذلك لا سيما أننا نعلم جميعا ارتباط أو ارتهان القضاء للسياسيين وتحديدا الزعامات السياسية في لبنان.

ولكن في الوقت نفسه، نعوّل وننتظر خطوة من القضاة الذين يتمتعون بنظافة الكفّ والشفافية والكفاءة وهم كثر.

- برأيك هل سيدعو رئيس المجلس لهذه الجلسة؟ 

-- أعتقد أنه في نهاية المطاف سيدعو إلى الجلسة إذا ما استمرّ الضغط الشعبي. والإعلامي.

سعد الحريري

- لماذا فشل سعد الحريري فى تشكيل الحكومة.. برأيك؟

-- عوامل داخلية وخارجية لعبت دورا برأيي في فشل سعد الحريري في تشكيل حكومة. لا شكّ أننا وصلنا في لبنان إلى أزمة نظام تتخطّى موضوع تشكيل الحكومة، وفي الوقت نفسه ما تزال عقلية المحاصصة هي السائدة عند كل الطبقة السياسية في لبنان.

أما العوامل الخارجية فهي تنقسم إلى قسمين: أولا، التغيرات في علاقة الحريري بالمملكة العربية السعودية وما يعكسه ذلك في ما يخص الحكومة.

ثانيا، ارتباط لبنان في لعبة المحاور بسبب الانقسامات السياسية والطائفية والمذهبية. وبالتالي عدم قدرة الطبقة السياسية في لبنان على تغليب المصلحة العامة عبر توفير نوعا من الاستقرار السياسي وحماية لبنان عبر توفير نوعا من الاستقرار السياسي.

ميقاتى

- وهل إحلال «ميقاتي» بدلا من «الحريري»، سيحل مشكلة تأليف الحكومة فى لبنان؟

-- الساعات الـ٤٨ المقبلة يجب أن تكون حاسمة لكي يتضح ما إذا كان «ميقاتي» قادر على تدوير الزوايا في الداخل وخاصة في ما يتعلّق بالتجاذب السياسي الداخلي حول ما هو مطلوب من الحكومة في قضايا عدة مثل التحقيق الجنائي، ترسيم الحدود، الانتخابات وغيرها.

أيضا، ستكشف الـ٤٨ ساعة المقبلة ما إذا استطاع «ميقاتي» استثمار علاقاته الخارجية لضمان تسهيل تشكيل الحكومة من عدمه.

ولكن بالطبع، في حال تمّ تشكيل الحكومة، سيكون هذا الموضوع بمثابة حلّ مؤقت أو تأجيل في المشاكل البنيوية في النظام التي وتكشّفت بفعل الانهيار الحاصل.

- بدا للمراقبين للشأن اللبناني أن هناك دور مصرى متنامى لمساعدة لبنان على تجاوز أزماتها.. كيف تنظرين إلى هكذا دور وما هى فرص؟

-- لطالما اعتبرنا في لبنان أن حضور مصر في المنطقة العربية عامة يعزّز الاستقرار ويعيد المنطقة إلى توازنها. وللبنان علاقات تاريخية مع مصر، وأساسا لطالما كان لبنان في صلب الاهتمامات المصرية في الخمسينيات والستينيات، وبالتالي مصر على دراية بتشعبّات وتعقيدات المسألة اللبنانية.

وشخصيا أتمنى أن تنجح مصر في مساعدة لبنان فعليا على تجاوز أزمتها خاصة وأن هناك إصرار مصريّ على الوقوف إلى جانب لبنان وتأمين الحدّ الأدنى من الاستقرار الأمني والاجتماعي وهذا ملفت ومهمّ جدا وكأنه رسالة للدول العربية كما الأجنبية أن لبنان لا يجب أن يترك، كما وأنه يعكس جديّة الاهتمام والحرص المصري على استقرار لبنان فعليّا وليس فقط إعلاميّا.