مدرب تويوتا الياباني في حوار لـ«الديار»: لا مانع من تدريب الأندية المصرية.. وصفقة إنييستا مفيدة
واحدة من قصص النجاح في عالم كرة القدم المصرية التي تستحق التقدير، فعندما يتعلق الأمر بالإخفاقات التي ربما لم يكون لك دخل فيها مثل الإصابة أو أي عامل آخر، ومن ثم تكسر حاجز التحديات المليئة بالمغامرات والمتاعب وتقف مرة أخرى لمواصلة هدفك، يتوجب علينا إلقاء الضوء على هذه النماذج المشرفة.
إنه الكابتن محمد راضي، مدرب فريق تويوتا AFC بالدوري الياباني، الذي بدأ حياته لاعبًا في نادي الداخلية وابتعد عن الملاعب بسبب إصابة في كسر الترقوة ومن ثم سافر إلى اليابان ولعب في دوري الشركات اليابانية، وحصل على رخصة التدريب المعتمدة من الاتحاد الياباني باللغة اليابانية، ثم دبلومة التكوين لمدرب كرة القدم من إسبانيا، وأصبح مدرب كرة قدم في نادي تويوتا AFC الحالي.
مدرب فريق تويوتا AFC تحدث، في حوار لـ"الديار"، عن أمور كثيرة تتعلق بكرة القدم خاصة ما يتعلق بتطوير الكرة المصرية والاستراتيجيات التي تتبعها اليابان لتطوير منظومة الكرة وكيفية الاستفادة من هذه التجربة وإمكانية عودته إلى تدريب أحد الأندية في مصر.. وإلى نص الحوار..
حدثنا عن مستقبلك الكروي وطموحاتك الحالية في عالم التدريب؟
الآن أنا مستقر في اليابان؛ ولكن إذا جاء عرض مناسب سوف أدرس العرض، وإن كان العرض يتيح لي مزيدًا من طموحاتي التدريبية فلما لا؛ فالطموح لا يوجد له سقف أو أرض معينة، ولكن يتوجب البيئة المناسبة التي تستطيع من خلالها النجاح بالتجربة، فأنا أحب العمل تحت خطة وهدف يكون واضحًا للجميع.
بالطبع هناك اختلاف كبير بين الكرة المصرية واليابانية.. ما وجه الاختلاف بينهما؟
اللاعب المصري مهاري بالفطرة؛ ولكن تنقصه اللياقة البدنية والسرعة في الأداء والحفاظ على المستوى الذهني طوال المباراة.
ومن ناحية الذهنية، فأحيانًا اللاعب المصري يشعر بأنه النجم الأوحد في الفريق؛ ما يصعب من نتائج الفريق ويصعّب من مهمة الجهاز الفني للفريق.
وبشكل عام، يحتاج اللاعب المصري إلى ثبات الحالة الذهنية طوال المباراة، وليس على فترات متباعدة من المباراة، فعند الوقوع على أرض الملعب يطيل السقوط، مع العلم بأنه ليس مصابًا؛ ما يجعل المباراة في بعض الأحيان مملة لبعض الوقت، بالإضافة إلى الاعتراض الكثير على قرارات الحكم.
أما في اليابان، فيكسبون اللاعب من الصغر المهارات، ويهتمون بالناحية البدنية العالية والسرعة في الأداء للفريق ككتلة واحدة.
وعن عقلية اللاعب الياباني، فإنه يحاول جاهدًا الحفاظ على ثبات الحالة الذهنية طوال المباراة، فعند السقوط يقف بسرعة؛ لأنه يعلم أنه ولو كان النجم الأوحد سيتم استبداله من مدربه لو أطال الوقوع، بالإضافة إلى الخوف من تفاقم الإصابة وتشويش تركيز اللاعبين عن المباراة.
غير أن اللاعب الياباني لا يعترض على قرارات المدرب، ونادرًا ما نرى الاعتراض على قرارات الحكم خاصة بعد دخول حكم الكاميرا "الفار".
كيف تستفيد الكرة المصرية من التجربة اليابانية في الاهتمام بالناشئين وتطوير المنظومة؟
عندما نتحدث عن منظومة معينة فيجب نعرف ما هي خطة هذه المنظومة، وسنجد أن اتحاد الكرة الياباني يعمل بنظام الخطة طويلة الأمد لرفع مستوى اللعبة داخل اليابان أولًا ثم الوصول بها للعالمية وعلى سبيل المثال: تم وضع خطة يتم تنفيذها من سنة ٢٠٠٢ كأس العالم (اليابان-كوريا) لتنظيم كأس العالم مرة أخرى سنة ٢٠٥٠ والفوز بهذه البطولة؛ حيث تم وضع خطة لرفع مستوى المنظومة ككل، وعندما ننظر لأي دوري في العالم سنجد مقومات أسياسية لكرة القدم وهي "القيمة التسويقية للدوري، النجوم في هذا الدوري، الجماهير".
لذلك رفعت اليابان من مستوى القيمة التسويقية من خلال جلب نجوم عالميين، ومن ثم جذب الجماهير لحضور المباريات ومن خلال هذا سيتم رفع مستوى اللاعبين اليابانيين عبر الاحتكاك بنجوم عالميين يلعبون بجانبهم.
وأخيرًا يهتم اليابانيون برفع مستوى المدربين حتى يصلوا للعالمية، ونلاحظ كثيرًا أن بعض المنتخبات والأندية الآسيوية مدربهم مدرب ياباني.
في السنوات الماضية لم نرَ مدربين مصريين يتولون قيادة أندية خارج مصر ما تفسيرك لذلك؟ وماذا ينقص المدربون المصريون للتدريب في أوروبا أو الدوريات الكبرى في آسيا؟
أعتقد السبب الرئيس في ذلك هو جائحة فيروس كورونا، ولولا ذلك لوجدنا كثيرًا من المدربين المصريين خارج مصر.
أما التدريب في أوروبا فالجميع يحاول ويجتهد؛ ولكن أعتقد أن ذلك صعب؛ بسبب عقلية أوروبا نفسها أو ما يسمى بـ"عقدة الخواجة"، حيث إنها لن تعطي فرصة لمدرب من أفريقيا أو آسيا لقيادة فريق قمة في الدوريات العالمية.
ما تفسيرك عندما يلعب منتخبنا الوطني أمام اليابان أو الصين نجد صعوبة كبيرة في اللعب أمام هذه النوعية من المنتخبات؟
اللعب ضد هذه المنتخبات نجد أمامها صعوبة بسبب - كما قلت سابقًا - السرعة في الأداء طوال المباراة والضغط العالي المستمر طوال المباراة، وليس على فترات وهذه المنتخبات تأقلمت من الصغر على اللعب هكذا.
بما إنك مشرف على الفئات العمرية المختلفة بالفريق الياباني.. ماذا ينقصنا في هذه الفئات بمصر؟
كما قُلت آنفًا، سنجد في كل الفئات العمرية المختلفة في مصر لاعبين ذي مهارة كبيرة بالفطرة ولكن ينقصه السرعة في الأداء والتعلم من الصغر على التحركات التكتيكية للفريق ككل، ومن المؤكد ثبات الحالة الذهنية طوال المباراة وليس على فترات متباعدة من المباراة.
من وجهة نظرك.. هل ترى تقدمًا في مستوى المنتخبات المصرية؟
لستُ على دراية كاملة بكل المنتخبات؛ ولكن بالطبع أرى المنتخب الأول والمنتخب الأولمبي، وهنا في اليابان يعطون المدرب الصالحية التامة عند الاختيارات، ولا يتم نقده مطلقًا ولكن يقيمون التجربة بعد انتهائها وكتابة التقارير التي تعبر عن الإيجابيات و السلبيات حتى لا يقعوا في الأخطاء نفسها مستقبلًا. وأعتقد أن كل مدرب سواء المنتخب الأول أو الأولمبي له ثقل تدريبي.
ما تقييمك للكرة المصرية حاليًا والمنتخب المصري؟
أصبح للمنتخب ثقل عالمي وشخصية بسبب النجوم أمثال: محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي ومحمد النني لاعب أرسنال الإنجليزي ومحمود تريزيجية لاعب أستون فيلا الإنجليزي، إلخ.
هل تواصل معك أحد من مصر لتدريب أحد الأندية أو الاستعانة بك في المنتخبات؟
لا، لم يتواصل أحد معيّ، وإن كنتُ لا أمانع ولكن عندما تتوفر البيئة المناسبة للنجاح سوف أدرس العرض بعناية.
أما عن الاستعانة بيّ في أي من منتخبات مصر؛ فهذا لا يحتاج تفكيرًا، سوف ألبي نداء بلدي على الفور طبعًا.
هل ترغب في العودة إلى مصر وتدريب أحد الأندية؟
الآن أنا مستقر في اليابان، ولكن لما لا إذا جاء عرض مناسب سوف أدرس العرض وإن كان العرض يتيح لي المزيد من طموحاتي التدريبية، في حال وجود البيئة التي تساعد على النجاح.
ما الطرق المختلفة التي تستخدمها اليابان لتطوير كرة القدم؟
كما قُلت سابقًا خطة طويلة الأمد بتطوير اللعبة من خلال القيمة التسويقية والاهتمام بالدوري الياباني والجماهير ورفع مستوى اللاعبين باستقدام لاعبين عالميين يلعبون بجانبهم ورفع مستوى المدربين.
ما اقتراحاتك لتطوير الكرة المصرية بدايةً من قطاع الناشئين والأندية حتى المنتخب الأول؟
وضع خطة طويلة الأمد ووضع حلم يشارك فيه الجميع، وإظهار هذه الخطة للجميع؛ حتى يلتف الجميع حول الهدف.
بعيدًا عن العوائد المادية لصفقة إنييستا مع فيسيل كوبي والأهمية الفنية الكبيرة للاعب الإسباني.. كيف استفاد اليابانيون من هذه الصفقة؟
رفع مستوى اللاعبين اليابانيين بوجود لاعبين عالميين أمثال: لاعب برشلونة السابق الإسباني أندريس إنييستا، وإضافة لذلك القيمة التسويقية للدوري، نتيجة رغبة الجماهير اليابانية ارتفعت في رؤية إنييستا داخل ملاعب لادهم.
وجهة نظرك في ظاهرة انتقال لاعبين كبار إلى دوريات ليست بمستوى الدوريات الأوروبية الكبرى مثل: الدوري القطري والياباني والصيني والأمريكي؟
سأتكلم عن اليابان لوجودي هنا، كما قُلت سابقًا إن جلب لاعبين عالميين بهدف رفع القيمة التسويقية للدوري ورفع مستوى اللاعبين اليابانيين والشهرة العالمية للدوري وإكساب الثقة للمدرب الياباني من خلال التعامل مباشرة مع لاعبين عالميين تكون خطوة عند الخروج للتدريب خارج اليابان.
برأيك الفني.. لماذا لم ينجح اللاعب الياباني تاكومي مينامينو مع ليفربول؟ وكيف تُقيم أداءه في الدوري الإنجليزي؟
أعتقد أن اللاعب تعجل في إثبات نفسه؛ ما جعله تحت ضغط، وفي ظل وجود نجوم الخط الأمامي لنادي ليفربول أمثال: المصري محمد صلاح والبرازيلي روبيرتو فرمينو والسنغالي ساديو ماني جعل الضغط أكثر؛ ولكن عندما خرج للإعارة لنادي ساوثمبتون الإنجليزي قلَّ الضغط، واستطاع لعب كرته المعهودة منه.