أحمد سلام يكتب: «أسامة أنور عكاشة» في ذكراه
مشاهد الغروب دوما أليمة ومابعد الغروب أكثر ألماً ولكنها الطبيعة التي تتبدل ودائماً يظل التوهج مبعث شجون لاتفارق كلما طال إنتظار النهار !.
حديثي عن الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة في ذكري رحيله الحادية عشر وقد لقي ربه راضيا مرضيا 28 مايو سنة 2010 ,واليقين أنه فارق وترك فراغاً موحشاً في توقيت غاب فيه صدق التعبير عن دراما الوطن التي تنشد من يترجمها إلي أعمال روائية توثق أيام مصر ومن سوي أسامة أنور عكاشة يفعلها ولكنها إرادة الله التي لامعقب عليها .
كلما ترحل موهبة غير مسبوقة يتكرر السؤال الأليم عن إفتقاد عبقرية الفطرة في مواضع كثيرة لتبقي الأماكن تنعي من بناها تزامنا مع إفتقاد ثمار كانت وارفة تُغدق بلا حدود .
أكتب عن ذكري أسامة أنور عكاشة الكاتب الفذ صاحب ليالي الحلمية بأجزائها والشهد والدموع وزيزينيا والكثير من الروائع التليفزيونية التي جعلته بحق عملاقاً لن يتكرر .
رحل صاحب الشهد والدموع وقد غاب أثر الشهد ولازمت الدموع وصار الصمت خير دواء جراء كثرة الصخب وقد إتسعت الساحة لكثير من العبث والمبتلي هو الوطن .
سطر الكاتب العملاق أسامة أنور عكاشة تاريخا غير مسبوق في كتابة الأعمال الدارمية التليفزيونية علي نحو جعله في مصاف كبار الكتاب رغم أن المعتاد دوما أن يتم تحويل الأعمال الروائية لكبار الكتاب كتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس إلي أعمال درامية !.
كانت بحق عبقرية فذة لرجل بدأ حياته أخصائياً إجتماعياً في أكثر من موضع بمصر موظفا حكوميا وإنتهي به المطاف بأن قدم إستقالته من الوظيفه ليتفرغ للتوهج والإبداع وقد أبدع .
في ذكراه ال11. تفتقد مصر المؤرخ الملتصق بثري مصر المعبر عنها وقد فقدت الدراما المصرية هرما شامخا، وكلما يذاع له عملا دراميا من أعماله التي تعد درة مكتبة التليفزيون المصري يزداد الحنين إلي عبق زمن الدراما الجميل وفارسه أسامة أنور عكاشة.
إلي أن يوجد من يكمل تجربته يظل أسامة أنور عكاشة ملكا متوجاً علي عرش الدراما التليفزيونية، وقد ترك تاريخا موثقا من خلال مؤلفاته الدرامية.
"أسامة أنور عكاشة" دوام الحضور في ذكري الرحيل.
تغمده الله بواسع رحمته.