سامية غشير : أكتب عن الإنسان المعاصر وعن هواجسه وقضاياه المختلفة وهمومه المتعددة… حوار
حوار مع الدكتورة سامية غشير من بلد الأحرار بلد الثقافة والجمال بلد المليون ونصف شهيد الديار تلتقي بالدكتورة سامية غشير
بداياتك مع الكتابة ولمن تكتب د.سامية غشير ؟
اكتب عن الإنسان المعاصر وعن هواجسه وقضاياه المختلفة وهمومه المتعددة موضوعات تعددت وتلاقحت في نصوصي منها ،الاجتماعيةوالسياسية والفكرية والنفسية من حروب وأزمات ،قلق واغتراب ،حب وخيبات،مشاكل أسرية،هموم الشباب ومشاكل المثقف ،قضية الأنا والآخر وغيرها.
حوثينا عن تجربتك السردية وكيف تصفيي صورة السرد النسائي في الجزائر؟
أنا اكتب في السرد القصصي والروائي كتبت العديد من القصص وأنهيت كتابة رواية ، وأنا اكتب مجموعة قصصية جديدة بعنوان .../يكفي.. أن نحلم /وهي إطلالة إنسانية على عالم عربي موات تغذى على نيران العنف والفساد والحروب ،إذ فقد فيه الإنسان العربي ثقته في هذا العالم ،فلم يعديملك غير الحلم فقط.
السرد في الجزائر لا يزال يعاني من هيمنة الكتابة الذكورية وضعف حضور المرأة إبداعاً ونقداً .
رغم بروز العديد من الأسماء الإبداعية إلا أن هناك أسماء كاتبات طغت على المشهد الإبداعي على حساب أسماء أخرى لم تحظى بالبروز والإعلام والاحتفاء النقدي .
د.سامية أي الأجناس الأدبية هي الأقرب إليكِ ؟
أحب الكتابة السردية ،الخاطرة والقصة والروائية ،أجد أنها قادرة على تعبئة الحمل الإنساني الذي أحمله داخلي .
مجموعتك القصصية ؟
حواس زهرة نائمة حدثينا عنها وعم مواضيعها ومن أين استقيتِ أفكارها؟
مجموعتي القصصية حواس زهرة نائمة انبنت بناء فلسفياً وجودياً وقد تأثرت كثيراً بالفلسفة الوجودية عند سارتر ومقولاتها المتعددة من موت ،وعدم واغترابروقلق وجودي وهي رحلة الإنسان بحثاً عن الخلاص وعن عالم أكثر توازناً يضمن فيه الحرية والجمال والسعادة .
كما تضمنت موضوعات اجتماعية الطلاق ،الخيانة الزوجية الهجرة غير الشرعية وموضوعات اجتماعية وموضوعات سياسية الربيع العربي ،أزمة المثقف العربي وغيرها .
شاركتِ يالعديد من الكتب الورقية المشتركة مع نخبة من أدباء الوطن العربي ..مارأيكِ بهذه التجربة وماذا قدمت للأدباء ؟
المشاركة في الكتب الأدبية العربية فرصة جميلة للتواصل والاحتكاك الإبداعي العربي والتحاور الثقافي .
نحن اليوم بحاجة إلى كسر حواجز الحدود ،والقراءة لبعضنا والتعرف على تجربة بعضنا البعض وأنا أعتز كثيراً بهذه التجارب الإبداعية الجماعية فقد شكلت إضافة نوعية لمسيرتي الأدبية .
كيف يمكن للنص العربي أن يحافظ على هويته ويكون وثيقة تؤسس للبعد الإنساني ليقدم أمته بالشكل اللائق أمام العالم في هذه المرحلة العصيبة من تاريخنا ؟
النص العربي يحافظ على هويته بالحفاظ على أصالته وعدم الذوبان في هوية الآخر العربي يجب عليه الاهتمام أكثر بالجانب الإنساني الذي نعطه حقه من الكتابة والاقتراب من الطبقات المهمشة والسعي إلى إسماع صوتها ورؤاها ،الغوص في مواضيع الأمة الأكثر حساسية وسوداوية ،وضرورة تتبيل الكتابات الإبداعية بالأسئلة الوجودية المتصلة بحياة وفكر ووجود الإنسان المعاصر .
روايتك... لارين ..حدثينا عنها وعن دلالة العنوان وماهي لغتك في هذه الرواية ؟
رواية ..لارين.. سيمفونية الحب والموت ..والاسم مشتق من كلمة la raine ومعناه الملكة .
وهي تتمحور حول فتاة فرنسية اسمها لارين تطمح أن تصير فنانة مشهورة والرواية صراع حضاري ديني بين الأنا الجزائري والآخر الفرنسي كما أقترب فيها من الهم السوري من خلال شخصية البطل نزار صديق البطل الجزائري فؤاد الذي يهاجر .
كان يحلم أن يحلم بنيل جائزث الأوسكار عن الوضع في سوريا .
وقد اشتغلت فيها على لغة شاعرية جمالية ،كماوظفت مقاطع غنائية من تأليفي كون النص يركز على تيمة الفن الموسيقى ودورها في التخفيف من شدة الصراع بين الشرق والغرب وخلق عالم أكثر سلاماً وأملاً وفرحاً.
مامقاييس الرواية الإبداعية الناجحة ؟
وضوح الفكرة والموضوع المعالج في الرواية والتحكم الجيد في التقنيات السردية البنائية من لغة وحوار ومكان وزمان وشخصيات وحبكة وإثراء النص بمرجعيات شتى وحوارية الأجناس والفنون والميل الدائم إلى تجريب أنماط وأشكال سردية مغايرة متمردة عن السائد .
تمر الرواية العربية بتحولات بنيوية مهمة… هل بالإمكان. تحديد الانعطافات الأساسية في التجربة الروائية ؟
الرواية العربية اليوم تمر بمرحلة مهمة جداًفي تشكيل ملامحها البنائية فقد استفاد الروائيون من التقنيات السردية الغربية ومالوا إلى المغامرة الروائية شكلاً ومضموناً فالروائي اليوم أصبح يصبغ تجربته بهموم وقضايا وطنه ومجتمعه فأضحى أكثر تعاطفاً مع الأصوات المقموعة يشخصها ويمنحها مساحة واسعة للبوح كما استفاد من مرجعيات شتي تاريخية وسياسية ونفسية واجتماعية .
كما اشتغل على اليوميات والتماهي مع صوت السارد لنقل تجربته النفسية .
فالكتابة العربية طموحة .لاتزال تغامر وتبحث عن أشكال وأنماط تجريبية للوصول إلى العالمية .
كيف تصفين المشهد الثقافي الجزائري؟
المشهد الثقافي الجزائري اليوم أضحى يعيش انفتاحاً وثراء فقد تخلص ..نوعاما.. من الحواجز التي تعيق تقدمه فقد أسهمت العولمة في تحرير الكتابات الإبداعية من حاجز التهميش والتغييب وأصبح بإمكان أي كاتب أن يشهر إبداعه بنفسه لكن رغم ذلك لا يزال المشهد الثقافي الجزائري بحاجة إلى حركيةوحيوية لكي يكون أكثر عطاء وتجدداً وتطوراً فيجب تفعيل الأنشطة والمبادرات الفردية وتكاثف الجهود وتشجيع المواهب الصاعدة.