”الحرب الفاترة ” .من القاتل ؟
في ظل الأزمة المستجدة بين روسيا وأمريكا وتجدد الصراع، تراقصت طبول أشباح الحرب الباردة من جديد .وتبدو الساحة الدولية جاهزة لأستقبال نظام عالمي سيولد من رحم أوجاع وضربات وباء جائحة كورونا ،مع بداية التصعيد الأمريكي ضد روسيا وكذلك الحالة العدوانية ضد الصين أزمة "دبلوماسية" تشعل نيران مناطق من الصراعات في أوراسيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية. من القاتل ؟ سؤال اشعل فتيل الأزمة الأمريكية الروسية ويعيد مناخ الحرب الباردة .وأعادة المنافس التقليدي الجيوبوليتيكي في الصراع الدولي بين القطبين .وبعيدا عن جيوسياسبة الصراع القاري والبحري .كانت اللهجة الشعبوية .في خطاب الأتهام عندما سئل" جوبايدن" هل تعتقد أن بوتين قاتل؟ قال :" نعم أعتقد ذلك "
كان الرد من" جو بايدن" يحمل كراهية تتجاوز اللياقة في التخاطب الدبلوماسي والبرتوكولات المعهودة بين قادة الدول حتي ولو كان لا ترتبط بها بصداقة".
مرحلة تشبة أجواء صعود النازية والفاشسيتية .بعد الحرب العالمية الأولي أسئلة مهمة حول معايير النضج السياسي بين قطبين مهمين في العالم، فهل يمكن أن تكون هذه المرحلة العالمية تسير بالإتجاه المعاكس للعقلانية والنضج السياسي، هناك منطقة انحدار ومستويات منخفضة في المناخ السياسي الدولي وهو امر مقلق في الحقيقة". ففي مستهل بداية القرن المنصرم شهد العالم صعود زعماء من الشعبويون كانت النتيجة قتل وتشريد حوالي 70 مليون نسمة، لقد فجرت أزمةتصريح بايدن ،، بالتحركات العسكرية الروسية علي الأقليم المتنازع علية في اوكرانيا عقب تصريح بايدن كرد فعل ، كذلك الوضع في سوريا وفي إيران وفي فنزويلا ، لقد فجرت تصريحات الرئيس الأمريكي" جو بايدن "احتمالات تصعيد غير مسبوق، لا يبدو أنه من الممكن حتى الآن ضبطه؛ لكنه في كل حال لن يصل إلى حدود المواجهة المباشرة" يبدو ساخن ولكن في الحقيقة بارد "فاتر " رغم عدم الاعتراف الأمريكي بالأتحاد السوفيتي بعد الثورة البلشفية عام 1917 ورغم التعاون الاقتصادي بينهم حتي عام 1931كان الأتحاد السوفيتي أكبر مستورد من أمريكا ،وبعد صعود النازية حدث تقارب ودعم أمريكي وتعاون بينهم في الحرب العالمية الثانية ومن رحم المعارك .ظهر نظام عالمي جديد ومعسكرين وتقسيم اوروبا ،حتي انهيار جدار برلين عام 1989م وانهيار الأتحاد السوفيتي عام 1991 وظهور القطب الأحادي والعولمة . عاشت البشرية أجواء حرب باردة وأزمات عالمية وتسابق للسلاح النووي ،وحروب في فيتنام وأزمة كوبا . وحرب أفغانستان الأهلية الأولي والصراع العربي الإسرائيلي .وفي بداية الألفية الثانية حاولت أمريكا بالتوسع في شرق ووسط أسيا بالقرب من جنوب القوقاز وجورجيا والتدخل في نظم الحكم في دول الأتحاد السوفيتي القديم البلطيق وتصفية النظم الاشتراكية في .يوغسلافيا سابقا . وكان حادث برجي التجارة العالمي .وبداية عصر القوة والهيمنة الأمريكية علي العالم وحرب الخليج وأفغانستان . كانت روسيا تعيد قومياتها مرة أخري وكانت الصين تصعد لتكون لاعب مهم في نظام عالمي جديد . ففي الشرق الأوسط كانت بوادر حرب باردة تظهر مع ثورات الربيع العربي . والتدخل الروسي في سوريا والأطماع الروسية في المياة الدافئة شرق المتوسط ،وصراع وتأمين الغاز الي أوروبا كورقة ضغط روسي في اللعبة الجديدة .لقد أصبحت المسألة السورية لما لها من خصوصية إقليمية ودولية محط حسابات مؤخرا بين القضبين حيث تحولت الي أزمة وصراع دولي من الطراز الرفيع يشبة الي حد صراع دولي بين الشرق والغرب وأجواء الحرب الباردة .ودخلت ازمة سوريا في التجاذبات والمساومات بين روسيا وأمريكا والمصالح السياسية والأقتصادية والاستراتيجية لقد صنع الرئيس السابق "ترامب" عدو في فترة حكمة من الصين بإعلان حرب تجارية.والأن اختار" بايدن "عدو له هو الرئيس الروسي .وتصعيد الأتهامات والعقوبات الاقتصادية وحتي علي بعض الشخصيات الروسية ليعيش العالم .ولادة نظام جديد لمدة فترة بايدن .ووباء جائحة كورونا علي حرب باردة جديدة . وانطلاقًا من الأزمة الحالية هل تدفع الشعوب العربية الثمن غاليًا من حساباتها بتدمير دولها والتدخل في الأزمة ، وتفتيت كياناتها وأنظمتها، وتشريد شعوبها وانتهاك سيادتها لتُدرك تمامًا حقيقة الأطماع الدوليّة، وأهدافها الإستراتيجيّة ومصالحها اللامحدودة في عالمنا العربي؟
"محمد سعد عبد اللطيف "
كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية ""