جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 01:02 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

اللواء طارق المهدي: رحيلى عن الإعلام لم يكن استبعاد.. أصدق كلام «طنطاوى».. ولا أخشى أحد

محرر الديار مع اللواء طارق مهدى
محرر الديار مع اللواء طارق مهدى

لم أسعى لمجد شخصى و مبدأى «يا أعيش راجل يا أموت أحسن»

أخرجت إلى النور 4 قنوات إقليمية ولم أكلف الدولة مليما واحدا

حوار : الرفاعى عيد

اللواء طارق المهدى، رجل من طراز فريد، شغل العديد من المناصب وأوكلت إليه العديد من المهام التى كانت ذات مسئولية كبيرة، فكان ملحق دفاع بون – ألمانيا، وقائدا للواء صواريخ هوك، وكذلك رئيس فرع التخطيط بشعبة عمليات الدفاع الجوى، ثم قائد الفرقة الثامنة دفاع جوى، وهى تمثل نسبة حماية 75% من سماء مصر، وشغل أيضا رئيس شعبة تدريب الدفاع الجوى، ورئيس اركان قوات الدفاع الجوى، ثم عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، ورئيسا للمجلس الوطنى للاعلام فبراير فى وقت حرج من تاريخ مصر فى اعقاب 25 يناير.

وتميز الرجل بقراراته الحاسمة، وشخصيته القوية، التى جعلته متربعا فى منصب المحافظ لثلاث محافظات هى البحر الأحمر، الوادى الجديد، الإسكندرية، ومع كل هذا التاريخ الطويل من الأداء العسكرى والعمل التنفيذى، تخترق "الديار" عوالم المهدى عبر هذا الحوار كاشفا عن كواليس وأسرار وذكريات يرويها للمرة الأولى.

بعد ثورة 25 يناير توليت منصب القائم بأعمال وزير الإعلام ..هل رحيلك كان إبعادا عن المشهد

لا اعتبره كذلك، ولم أرحل عن المشهد بدليل أنى ذهبت محافظا للوادى الجديد اكبر محافظات مصر من حيث المساحة، وأنا أصدق ما قيل لى وقتها من المشير "طنطاوى"، بان ذهابى إلى الوادى الجديد "تقوية لحركة المحافظين، لرؤيتها فى ما لدى من خبره أو ماشابه، ولا أتصور انه كان وقتها سببا يدعو إلى استبعادى بالمعنى السيئ.

من منصبك عضو فى المجلس العسكرى الذى كان يدير شئون البلاد إلى مسئول عن الاعلام فى مصر ما الذى تغير فى نظرتك إلى مجتمع يعيش الثورة؟

الحقيقة ونحن مشغولون فى الحياة العسكرية، لم نكن ندرك بشكل واضح "الشارع فيه إيه"، وخروجى إلى الشارع كان صاخبا بشكل كبير، من حياة عسكرية منغلقة نوعا ما إلى الإعلام، أى ترى كل شىء، فرأيت كل شىء، وما وصلت إليه حالة المجتمع المصرى الذى أصبح طبقات جميعها ذهب فى طريق مختلف، الفقراء والطبقة الوسطى، واثرياء المجتمع.

واعترف انها كانت فرصة جيدة لأن نلمس الواقع بشكل مختلف، ونتعامل مع أصحاب المشكلات بشكل حقيقى ونبنى قناعات حقيقة من خلال الناس، وأن تستمع وأن تعى ظرفية تاريخية نعيشها لا تجيز لك التصادم مع الأشياء، وتقبل على فهم الأمور بأفق إيجاد حلول حقيقة وغير نمطية، وكذلك غير مكلفة نظرا للظروف.

ماسبيرو كانت أكبر المشاكل التى واجهتها كيف كان تصورك للحلول واعادة تصحيح الأوضاع؟

هناك مغالطات كثيرة حول ماسبيرو تتردد في الإعلام، من بينها أن عدد العاملين به ليس 40 ألف عاملًا، وعندما توليت قيادة ماسبيرو كان حديثى مع شباب الثورة أن الهدف من الثورة هو قيام الدولة وليس إسقاطها، وقرار المجلس العسكري الأول وقت ثورة 25 يناير كان "عيب البلد تقع وإحنا موجودين".

وبالتالى كانت نظرتى للأمور هى الحل وليس تسويف المشاكل أو الإبتعاد عنها ، وأضرب لكم مثالا على ذلك، كانت القنوات الإقليمية متوقفة فى ذلك الوقت، وكان قرارى وقتها، لابد من عودتها، ودون أن تكلف الدولة مليما واحدا، فأخرجنا إلى النور 4 قنوات إقليمية بفوارق قنوات كانت مهملة.

■ من المسئول عن الإعلام الأول فى مصر إلى محافظ للوادى أكبر محافظات مصر ..ما أهى اهم الإنجازات

محافظة الوادى الجديد محافظة ذات طبيعة خاصة، تحتاج إلى جهد استثمارى كبير، وتعيش ما تعيشه مصر، لأن60% من مشاكل مصر تتركز فى قضية المركزية داخل المحافظات، وهو ما يعوق التنمية والاستثمار فى المجتمعات المحلية،90% من موارد وكنوز الوادى الجديد رصيد أمان للأجيال القادمة، وتكمن فى الطاقة المتجددة، وأصر أنها تحتاج إلى وزارة مستقلة.

انجزنا مشروعات فى التعدين والطاقة الشمسية، وكذلك تصميم كراسة شروط خاصة بعمليات التنقيب أقل تكلفة، بضمان عدم تصدير الخام وتصنيعه فى مصر ، خصوصاً الفوسفات.

■ لك العديد من المواقف الجريئة التى شكلت خطرا عليك .. كواقعة دخول ميدان التحرير بالزى العسكرى، أو واقعة تبادل اطلاق النار مع عصابة السكك الحديد هل تقيم ذلك الأن انه كان اندفاع أم جراة؟

لم أدخل ميدان التحرير فى شدة الأزمة ومعى حراسة، ولم اكن اخشى شىء، واعتليت المنصة والقيت كلمة فى المتظاهرين، وليس لدى الآن حراسة شخصية ، وأتصور اننى إذا كنت فى حاجة إلى حماية فمن يقوم بها هم الناس، وليس أحد آخر.

أنا لا أحتاج لمجد شخصى ولكن مبدأى فى الحياة «يا أعيش راجل يا أموت أحسن»، وأنا تحديت عصابة طوال سنوات تسرق السكة الحديد «عشان يبطلوا سرقة»، ولكن عندما تعمل بجد وجهد لا تجد إلا مؤامرة هنا وأخرهناك، لكنى أؤمن اننى أديت دورى بشكل جيد ولو عاد الأيام إلى الوراء لاتخذت نفس المواقف بنفس القدر سواء فى حربى على الفساد، أو فيما اتخذته من خطوات الحفاظ على المال العام فى كل مكان عملت فيه.

■كانت لك اسهامات فى منتديات داخل مصر وخارجها عن الإرهاب وكيف نواجهه كيف تقيم الوضع الحالى ؟

تحدثت كثيرا عن الامر وقلت أن الإرهاب حقيقة لا يمكن إنكارها، ونحن فى مواجهة حقيقة معه طوال الوقت، ولابد من فهم واستيعاب فكرة أن المواجهة الشاملة أمر ضروري لمحاربته، وأنا أقصد كلمة الشاملة بمهناها الحقيقة والجامع للأسباب التى أدت إلى وجوده، و أن المعركة الأهم تفكيك بنية التنظيمات الإرهابية، وهناك مشروع أمريكي يعتمد على الإخوان والجماعات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط.

ولذلك عليك أن تعمل جاهدا على تفكيك بنية هذه التنظيمات، وأن تخلق مناخا جيدا ومناسبا يساعد على فكرة المواجهة عبر حصر كافة أسباب وجود هذه الحالة وعلاجها فى مسارات متوازية، سواء كانت الأسباب اجتماعية او اقتصادية أو سياسية، وقتها سوف تكون إدارتنا لهذه الحرب صائبة ومجدية.

■أريد أن أذهب بك إلى الإسكندرية والرحيل الذى صاحبه جدل كبير.. فهل كانت مؤامرة عليك؟

رأيت المؤمرات فى كل وقت، لكن الأمر فى الإسكندرية كان مختلفا بعض الشىء، وقد قلت هذا الكلام مرارا.. فدائما هناك من لا يريد أن تظهر عيوبه، وبالتالى كان هناك افتعال لأزمة، وخلق حالة من التوتر لم تكن موجودة، وهو ما ترتب عليه الأمر برمته.

فقد عملت محافظا للإسكندرية ووفقت لأن أؤدى فيها دورا أتصور انه كان جيدا بالأرقام والوقائع، فلم يتحدث أحد عن الإنجازات وتم تصدير أزمة كنت انت البطل فى إداراتها.

لكن انت تعمل بفكر وعقل يحرص على هذا الوطن، وأمامك دائما هدف ورؤية فتريد مثلا أن ترسخ لقواعد الاستقرار وان تضرب مثلا للجميع ان هذا الوطن جميل ويستحق منا أن نقف لنهضته، فتحرص فى ظروف صعبة على تنظيم المهرجان السينمائى بالإسكندرية، بشكل نموذجي تنظيميًا، لتقول رسالة تفيد أن مصر بلد الأمن والأمان وتستحق أن تعطى نموذجًا للجذور الثقافية فى رغبة حقيقة على النهوض مرة أخرى.

لكن تجد من يتربص ويفتعل الأزمات، ويحاول تشكيل الأمور وفق ما يريد، نجح أو فشل ليست القضية، لكن قضيتى انى عملت واجتهدت وأديت ما كا يجب على.

■ وجدناك فى بعض المؤتمرات الاقتصادية المعنية بالشأن الافريقى كيف ترى هذا الملف؟

نحن فى مرحلة مهمه فى علاقاتنا بإفريقيا، ونحن نقود السفينة الآن، وأتصور أننا ندخل فى العمق الإفريقى بشكل اخترافى جيد، وهو الأمر الذى تحرص عليه الدولة المصرية، لإيمانها الشديد بأهمية هذه القارة "الكنز"، ونحمل إليها الكثير من التعاون المثمر بشكل متبادل.

وقد رأيت اهتماما ونشاطا كبيرا من المسئولين والوزارات المعنية بهذا الملف الكبير، مشروعات افتصادية عملاقة، وتبادل تجارى يحدق الآن على الأرض، وهى خطوة جديرة بالدعم والمساندة، إفريقيا فى حاجة كبيرة ان نكون فيها بثقل مصر وطاقاتها، وهو ما يجب أن يسهم فيه القطاع الخاص أيضا لإثراء وجعل مصر الوجهة الحقيقة فى إفريقيا كما كانت دائما.