جريدة الديار
الأحد 24 نوفمبر 2024 02:48 صـ 23 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

كيف خدع سمير الإسكندراني الموساد الإسرائيلي، وانقذ جمال عبدالناصر من الاغتيال.

الرئيس جمال عبد الناصر _ سمير الاسكندراني
الرئيس جمال عبد الناصر _ سمير الاسكندراني

‎كثير ما نسمع عن قصص وروايات عن المخابرات المصرية، منها الحقيقة وأخري الخيال، ولكن ماذا إذا امتزجت الحقيقة والخيال معا، أطل عليكم اليوم بقصة حقيقية من وأقع المخابرات المصرية، ‎ للثعلب المصري، سمير الاسكندراني، منقذ الرئيس جمال عبد الناصر من الموت المحقق. (نشأت الثعلب المصري النجم الراجل سمير الاسكندراني. ) سمير الاسكندراني من حي الغورية، عاش فيها مع والده الحاج فؤاد، بين أمسيات الأدب، والفن الجميل الاصيل، والغناء فوق سطح المنزل، هنا امتزج نموه بأشعار بيرم التونسي وألحان الشيخ زكريا احمد، وغناء والده بصوته العذب وأحاديث السياسة. عند إنتقال الأسرة من الغورية إلي شارع عبد العزيز كان ذلك بمثابة محطة تنقُل كبيره فى حياة الفنان الجميل ثعلب المخابرات المصريه. كانت المنطقة فى ذلك الوقت مليئه بالأجانب وجاليات إيطالية ويونانية وإنجليزية واليهود، حيث السهرات والامسيات مع هذه النوعيه خاصى الايطاليين واليهود والذى تعلم منهم تقاليد وأسرار فى الحياة. وفي كل روايه من روايات العشق كما يحدث دائما مايقابل البطل فتاة احلامة الجميلة، قابل سمير الفاتنة يولندا، التى عشقها كثير وحب كل ما هو إيطالي وتعلمه وأصبح ذلك الشاب العربي غير عادياً مختلف تماماً عن جيله من هذا الزمن، أصبح يجيد لغات متعددة ويعرف أسرار وتقاليد الحياة لفئات كثيرة ومهمة،وأصحاب أديان أخرى، بل أصبح فيها متميزا مما ساعده على الحصول علي منحة دراسية لمدينة بيروجيا الإيطالية حيث السحر والجمال. وعندما عاد الي لقاهره، للمره الاولى كانت حبيبته يولندا، اول من جاء فى فكره، ولكنه اصتطدم بشده عندما علم برحيلها مع أورلاندو،صديقها القديم، ليتزوجا في أوروبا. فدفعت تلك الصدمه سمير، فقرر الحصول على منحه دراسيه جديده بايطاليا. ( ذكاء ثعلب المخابرات المصريه وخداع الموساد الاسرائيلي.) سمير الاسكندراني كان لدي ذكاء فطرى فوق العادي، عندما ذهب سمير في منحة دراسية الي إيطاليا وتحديدا مدينة"بيروجيريا"، وكان ذلك عام 1958، من هنا بدأت اللعبة الخطير،كان وقتها في سن العشرين، ولكن بشكل وطبع مختلفاً بعض الشيء عن الشباب التي في جيله، كان يتحدث سمير وقتها خمس لغات،وكان يبدو عليه التحرر والانطلاق، بجانب الرقص والغناء، غير رسم بورتريهات في الشارع. وقتها لم تختلف إيطاليا عن باقي دول أوروبا، ولكنها بداخلنا الكثير من العيون، التي تمتلئ بعيون صيادي الموساد، لعلهم يقعون علي الأصلح، لأن يكون فريسة سهلة، لااغراضهم الدنيئه الخسيسة، لتجنيده في شبكاتهم الجاسوسية، وكان سمير ممن وقع عليهم اختيارهم، حيث تصوروا ان سلوكه الراقي المتحرر لا ينتمي للنموذج العربي، المتحفظ الذي اعتادوه في الشباب المصريين الذين يدرسون في الخارج فظنوا انه من السهل تجنيده، والتعامل معه لم يعلمو وقتها ان ذلك المتحرر هو نفسه الذي ولد وترعرع في "حوش قديم " بالغورية، وهو الذي سيقع بهم في الفخ، وينقلب السحر علي الساحر. (لقاء سمير الاسكندراني بالمدعو الجاسوس سليم.) في يوم من الأيام في إيطاليا التقى سمير بذلك الشاب سليم فى الجامعه، الذى كان يبهرالجميع بذكائه وباتقانه للكثير من لغات بطلاقهمنها العربيه، ولكن وعلي الرغم من انبهار سمير بهذا الشاب في البداية، إلا أن شيئا ما بعث الكثير من الحذر، كان يشعر به في أعماقه، خاصة بعد تحركاته المريبه ومعرفة سمير بموضوع جواز سفره الأمريكى، عكس ادعائه بانه عربى، هنا دقت أجراس الخواف، والحذر الشديد بداخل سمير فقرر في تلك اللحظه ان يستقي بما تعلمه من قبل، عن طبائع المجتمع الأوربي، واليهودى، من عشرته لهم في القاهرة، وبالفعل إستطاع ثعلب المخابرات المصريه سمير أن يخدع سليم ليعرف نواياه الدنيئة، هنا أدعي سمير أن جده الأكبر كان يهوديا، واسلم ليتزوج جدته، ولكن أحدا لم ينس أصله اليهودي، مما دفع والده للهجرة الي القاهرة، وتعرف علي أمه، ذات الطابع اليوناني، وتزوجها، وانه يميل بشدة لجذوره اليهودية، من هنا سقط سليم في فخ الثعلب سمير، الاسكندراني، وأندفع ووقع في الكلام في حماس، قائلا أنا أيضا لست مصريا أنا يهودى ياسمير. (مخطط سليم وتقديم سمير الى جوناثان شميت الضباط في الموساد الإسرائيلي.) قام سمير بخداع شميت هو الآخر، كما فعل مع سليم، حيث اوهمه بكراهيتة في النظام فى مصر، بعدها تم تدريبات مكثفه لسمير على الحبر السرى، وكيفية جمع المعلومات العسكرية، عرض جوناثان العمل لصالح منظمة تدعي الحبر الأبيض، وذلك لمحاربة الشيوعية،والاستعمار، والتى كان هدفها وقف الزحف للشيوعية التي بدأت تزحف علي الشرق الأوسط، وكان هدف المنظمة هنا وقتها القضاء علي تلك الشيوعية، واسترداد الأموال التي أخذتها حكومة مصر، من اليهود الذين كانوا قد هاجروا من مصر بعد حرب 1956، وذلك مقابل راتب شهري كبير ثابت، بجانب المكافآت، وبدأت التدريبات المكثفه لسمير على الحبر السرى وكيفية جمع المعلومات العسكرية. ثم طلب جوناثان الضابط الإسرائيلي من سمير ثعلب المخابرات المصريه، التطوع في الجيش، وان يبرر حصوله على المال بانه كان يعمل مغنيا،فى احد النوادى الليلية فى روما، تعلم سمير الكتابة بالحبر السرى، وكيفية إرسال الرسائل المهمة لجهاز الموساد الإسرائيلى، وفور عودته لمصر حكي لولده ما حدث، وتواصل والده مع صديق له يعمل فى المخابرات المصرية. (مبنى المخابرات المصرية ومقابلة الزعيم جمال عبد الناصر) عندما قابل سمير الإسكندرانى الرئيس جمال عبد الناصر، فى صالونه الخاص، احتضنه سمير بكل حب واحترام، من هنا بدأ تعامله مع المخابرات المصرية، حيث إستطاع سمير الإسكندرانى ذلك الشاب العشرينى وقتها أن يحبط محاولتين لاغتيال أهم رموز الدولة أخبر سمير الإسكندراني الرئيس عبدالناصر بأن هناك نوايا إسرائيلية لاغتيال المشير عبدالحكيم عامر، والرئيس عبدالناصر بوضع السم في الطعام، من خلال تجنيد "شيف" يوناني في مطعم (جروبي) حيث كان يتردد عليه الرئيس عبدالناصر، فتم القبض على الشيف، وأعترف بمخطط إغتيال الرئيس، وهنا بدأ دور الدولة المصرية لإسقاط باقي أعضاء الخلية الإسرائيلية بالاستعانة بسمير الإسكندراني، إلي أن أوقع الشبكة بأكملها. (محاولة الإنتقام من سمير الاسكندراني من قبل الموساد الاسرائيلي) حاولوا وقتها الإنتقام منه بقتل شقيقه فى النمسا، لكن المخابرات المصرية كانت تعى ذلك وسارعت باستعادته، وبهذا خدع سمير الإسكندرانى المخابرات الإسرائيلية، وفي نفس الوقت حمى بلده. (وفاة ثعلب المخابرات المصرية سمير الاسكندراني بعد صراع مع المرض) توفى الفنان سمير الإسكندرانى منذ أيام قليلة عن عمر يناهز 82 عامًا، بعد صراع مع المرض بمستشفى النزهة، حرصت المخابرات العامة المصرية، على نعى الفنان الكبير سمير الإسكندرانى، الذى رحل عن عالمنا ولكن سوف يظل خالد في ذكرياتنا، وذكري كل مواطن شريف يعرف كيف يحافظ علي تراب بلده ويفديها بدمائه. النجمة هنا الزاهد تشارك جمهورها بكواليس فيلم الغسالة