الدكتور رجب العبد الخبير الاقتصادى والزراعى لـ«الديار» : أطالب بدعم صغار المزارعين لزراعة المحاصيل الاستراتيجية
انتهينا من إنشاء 2000 صوبة زراعية من مشروع مستقبل مصر .. والمشروعات الصغيرة هى عصب الاقتصاد المصرى
التعاون بين المستثمر والحكومة بنظام المشاركة للنهوض بالإنتاج الزراعى وسد الفجوة الغذائية
نشوى نادى
فى ظل ارتفاع أسعارالسلع الغذائية فى الآونة الأخيرة خُلقت فجوة كبيرة بين دخل المواطن وتحقيق المتطلبات الأساسية فى حياته، حيث يضع كل من الوسطاء والتجار الأسعار كل يوم ويتم تغيره فى اليوم التالى دون رقابة فى ذلك الوقت الذى يتزامن فيه العمل على تنفيذ الحلول والبرامج السياسية والحكومية للتخفيف عن احتياجات المواطن والحد من الفقر والعمل على سد الفجوه الغذائية.
ولكن بالنتيجة يشعر المواطن بالضرر لذلك طالب بتفعيل الرقابة لضبط السوق وتفعيل أجهزة الرقابة وحماية المستهلك لانقاذهم من جراء ارتفاع الأسعار والعمل على إيجاد حلول مناسبة لسد العجزالغذائى وتأمين حياة كريمة لهم.
لذلك قامت "الديار" بحوار مع الدكتور رجب العبد، الخبير الاقتصادى الزراعى والمسئول عن مشروع مستقبل مصر للصوب الزراعيه فى طرح المقترحات للنهوض بالإنتاج الزراعى وتحقيق فائض فى المعروض الغذائى الذى يعمل على خفض الأسعار، فإلى نص الحوار...
- حدثنا عن أحدث التطورات فى مشروعات الصوب الزراعى التى تحدث عنها الرئيس السيسى؟
-- مشروع مستقبل مصر من المشروعات الواعدة التى كلف بها الرئيس عبدالفتاح السيسى والقيادة السياسية وهو المشروع الذى يحدث نقلة اقتصادية عملاقة فى الزراعة وبالفعل تم الانتهاء من بناء وزراعة 2000 صوبة زراعية من الأراضى المخصصة للمشروع غرب القاهرة الصحراوى من خلال تنفيذ وانشاء البنية التحتية وتركيب شبكات وحفر الآبار ورفع المساحات وكان العاملون فى المشروع مصريين بالكامل على قلب رجل واحد وتم البدء فى تنفيذ الصوب الزراعية ويتم تنفيذ كل من الصوبة الواحدة على مساحة فدان وعدد العاملين فى الصوبة الزراعية الواحدة يتجاوز 5 عمال فى الدورة ويتخطى الموسم فى الحصاد إلى 3 آلاف عامل وإنشاء الصوبة يستغرق من 3 إلى 4 أيام وفى المقدمة نقوم بزراعة المحاصيل الاستراتيجية على رأسهم القمح والذرة والبنجر..وغيرهم.
- وما هى أهمية الزراعة فى الصوب الزراعية المكلفة عن الأماكن المفتوحة المتوفرة؟
-- هى أفضل بكثير من الأماكن المفتوحة، حيث تتضاعف إنتاجيتها بما يوازى إنتاج 6 أفدنة عادية ويستمر إنتاجها على مدار السنة من خلال تهيئة جو الصوب، وأيضًا تعمل على حفاظ منسوب المياه من خلال عمل الإنشاءات والشبكات اللازمة بالطرق الحديثة فى الرى بالنشع أو بالتنقيط بدلًا من الرى بالغمر منعًا لإهدار كمية السماد والمياه والعمل على مخاطبة جذور النبات بشكل مباشر فى ظل الأزمة التى تشهدها البلاد.
- وما هى المقترحات للنهوض بالإنتاج الزراعى والمشروعات الصغيرة؟
-- للنهوض بالإنتاج الزراعى لابد من دعم صغار المزارعين والفلاحين لزراعة المحاصيل الاستراتيجية من مبيدات وتقاوى وكيماوى وتقديم الدعم المهنى والتدريبى بتنفيذ الطرق الحديثة فى الزراعة من خلال تفعيل دور الإرشاد الزراعى والتعاونيات نظرًا لتواجدهم داخل الجميعات وتسهيل عملية التسويق إلى أن يصل بتصدير المنتج مثل الدول الأخرى.
وضرورة تبنى فكرة المشروعات الزراعية الصغيرة فهى عصب الاقتصاد المصرى التى يقام عليها باقى الصناعات الغذائية وأيضًا فى المقابل لابد وأن يكون لدى الشباب فكر ورؤية قبل القدوم على المشروعات والأهم من بناء المشروع هو الاستمرارية والعزيمة والصبر.
- وماهى أهم المشروعات التى تنصح بها الشباب فى البداية؟
-- يوجد الكثير من المشروعات الصغيرة الواعدة التى يمكن لأى شاب القيام بها وغير مكلفة بشكل كبير على سبيل المثال: (إنتاج جاموس التسمين- السمان من المشروعات الصغيرة ودروت التسمين فيها لا تستغرق أكثر من شهر- الدجاج البياض- واستغلال المساحات الصغيرة المتوفرة من الأراضى فى عمل مشروع الصوب الزراعية التى تضاعف الإنتاجية)، وإن لم يمتلك الشاب أرض يوجد فرص مطروحه للإيجار أو بحق الانتفاع لحين تملكها ومن لا يملك المبلغ المالى يوجد الكثير من مبادرة القروض بفائدة 8% من بنك التنمية والائتمان الزراعى والتى قام بطرحها الرئيس عبدالفتاح السيسى فعلى الشاب التقدم بدراسة جدوى وأخذ القروض بشكل مباشر فى شكل معدات أو مواشى أو روؤس أغنام بدلًا من المبالغ المالية التى تنفق بشكل غير سليم وينتج عن ذلك التعثر فى السداد وإيقاف المشروع.
- ما رأيكم فى مشروع المليون ونصف فدان فى سد الفجوة الغذائية ولماذا لم يرى المواطن ثمار هذا المشروع حتى الآن؟
-- أولًا كان لابد وأن نضع فى عين الاعتبار قبل البدء فى المشروع واختيار الأماكن التى يتم الطرح فيها الخدمات والمرافق التى يقام عليها المشروع المياه والكهرباء وشبكات الطرق ولابد من الإدارة الصحيحة التى تحترم التخصصات صاحبة القرار وفكر ورؤية على تنفيذ المشروع والاستعانة بالكوادر والخبرات.
ولذلك أطالب وزارة الزراعة بفتح باب للاجتماعات الدورية بين كل من الخبراء والباحثين فى مجال الزراعة والاقتصادين والمستثمرين الزراعين الكبير والصغير لطرح جميع الأفكار التى تعمل على سد الفجوة الغذائية ونجاح تلك المشروعات.
وأقترح أن تقوم وزارة الزراعة بنظام المشاركة بينها وبين المستثمر وإلغاء فكرة ببيع الأراضى أو تخصيصها بنظام حق الانتفاع وتقوم بإلزام المستثمريين فى زراعة الأرض بالمحاصيل الاستراتيجية "القمح والذرة وغيرهم" وتقديم كل ما يستلزم لنجاح المشروع من دعم الأسمدة والتقاوى والمبيدات والخدمة الزراعية والإشراف عليها والعمل على إزالة التعقيدات والبيروقراطية التى يجدها المستثمر فى القطاع الحكومى حتى يشعر بالأمان.
وعلى الجانب الآخر يقوم المستثمر بضخ المال فى الإصلاح وإنشاء البنية التحتية والشبكات وتشغيل العمالة وحين الانتهاء إلى أن تصل وتصبح الأرض منتجة ويتم استرداد التكاليف مع الربح يتم تقسيمها وطرحها من جديد على صغار الشباب المزارعين على سبيل المثال 5 أو 10 أفدنة ثم نقوم بإعادة التجربة مرة أخرى حتى لا نقع فى أخطاء تنفيذ مشروع أرض شباب الخريجين الذين قاموا بتسقع الأراضى وإعادة بيعها مرة أخرى.
- ما هى المشروعات التى تقوم بالإشراف عليها خلال الوقت الحالى والتى ستقوم بها فى الفترة المقبلة؟
-- فى الوقت الحالى نقوم بزراعة جميع أنواع النباتات الطبية التى ولابد أن نعتمد عليها بشكل كبيرة إذا أرادنا تحسين اقتصادنا وزراعة (الجوجوبا) الذى ينتج عنه زيوت تستخدم فى أكثر من شئ وهى زيوت صواريخ لأنه يتحمل درجة غليان مئوية يخرج عنه مشتقات البنزين والشحوم والتجميل، وأيضًا من أهم المشروعات هى (الصوب الزراعية) لإنتاج جميع أنواع الخضار.
وفى إطار دعم العلاقات المصرية سوف يتم التعاون خلال الفترة المقبلة على تنفيذ شركة مصرية سعودية مع الأمير تركى ومقرها بمصر والسعودية وكذلك الشركة الجديدة سيكون مقرها فى مصر والسعودية ودبى والكويت.
ومن أهم المشروعات التى تقوم عليها مشاريع استيراد الخضراوات والفواكة وإنشاء ثلاجات غذائية على مساحات شاسعة فى مصر وإنشاء أكبر مصنع للكاتشب والصلصة بمنطقة جنوب السعودية.
وكذلك الحدث الأكبر وهو إنشاء أكبر مزرعة سمكية فى السعودية بشرط أن يتم استيراد كل المستلزمات من خضر من مصر و70% من العمالة مصرية.