الأمين العام للجمعية الشرعية لـ«الديار»: علاقتنا بمؤسسات الدولة جيدة.. وما تردد عن المنع والحجب سهام مسمومة صوبت إلينا
► نكفل ثلث مليون طفل يتيم.. ونملك 1500 محطة لمياه الشرب
► نخدم فى القطاع الطبى منذ 5 سنوات ونهتم بتأهيل شباب الأطباء
تعد الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية، واحدة من أهم مؤسسات المجتمع المدنى، التى تقوم بالعمل الخيرى فى مصر والعالم الإسلامى، فقد أنشئت فى العام 1912، على يد الشيخ محمود خطاب السبكى.
واتخذت الجمعية الشرعية، الوسطية والاعتدال منهاجًا لها، وتعددت أنشطتها الدعوية، والإصلاحية، والخدمية، لتطور آليات عملها، وتوسع نشاطها لخدمة المجتمع، ما بين التنموى والطبى.
"الديار" إلتقت الشيخ مصطفى إسماعيل، الأمين العام للجمعية الشرعية، فى حوار مفتوح ليجيب عن أسئلة كانت دائمًا مثارًا للجدل والمناقشة، فإلى نص الحوار...
- بداية حدثنا إجمالًا عن الجمعية الشرعية وأنشطتها؟
-- الجمعية الشرعية، هى جمعية دعوية خيرية، تجاوز عمرها المائة عام فى تواجدها الميدانى وخدمة المجتمع، وتعمل على خمس محاور أساسية، المحور الطبى وتشمل نوعيين من الخدمات، المراكز الطبية المتخصصة للعلاج بالمجان على مستوى "الرئيسية".
والثانى مراكز ومستشفيات على مستوى الفروع للعلاج بالأجر الرمزى، والثانى الاجتماعى، المتمثل فى كفالة اليتيم، وتيسير زواج الفتيات، ورعاية طلاب العلم، ورعاية ذوى الاحتياجات، ومحو الأمية.
والثالث التنموى، يشمل توصيل مياه الشرب إلى المنازل فى القرى والمحافظات، والرابع، المشروعات، ويشمل مشروع إنتاج وتوزيع الخبز بالمجان، ومشروع تربية رؤوس الماعز، وتيسير شرائها وتمليكها للأهالى، بالإضافة إلى الجانب الدعوى، ويشمل العديد من المساجد، ومعاهد إعداد الدعاة.
- تحدثنا عن عدد ضخم من المشروعات .. ما هى مصادر تمويلكم؟
-- تنفرد الجمعية الشرعية بمصدر تمويلى واحد، وهو التبرع من "جيوب" المصريين داخل مصر، وعلى مدار مائة عام، لم نتلق مليمًا واحدا من خارج مصر، وإن كان القانون يجيز لنا تلقى تبرعات بإجراءات قانونية معروفة، لكننا نتحرك وفق المعنى "أغنياء مصر إذا تحركوا بهدف كبير يستطيعون تغطية حاجات كل غير القادرين".
- إغلاق المعاهد الخاصة بالجمعية الشرعية قضية شائكة .. كيف تعاملتم معها؟
-- إطلاقًا.. ليست شائكة، ولا يجوز أن نضخم الأمور بما لا تحتمل، والمسألة كلها تخص استصدار التراخيص الخاصة بهذه المعاهد، ومن ثم تبعيتها للأزهر الشريف منارة العلم، وهو الأمر الذى نرحب به ونقبله تمامًا، ونحن فى انتظار ما تراه مشيخة الأزهر فى هذا الصدد.
- كيف تتعامل الجمعية الشرعية مع جهات ومؤسسات الدولة المختلفة؟
-- التعامل مع مؤسسات الدولة جزء مهم من حركة الجمعية، والتعاون معها عندنا يقوم على ركائز أساسية، الاحترام المتبادل، والإلتقاء على المصالح المشتركة لخدمة الناس، ودعم شراكتنا مع الدولة.
والحقيقة أننا نجد من مؤسسات الدولة كل ذلك، ونجد الدعم التام والتأييد فى كل مشروعاتنا مثل مبادرة "حياة كريمة"، التى كان بيننا وبين الدولة شراكة كبيرة لخدمة الناس.
وأريد أن أصوب، أن الجمعية لم تتعرض لا من قريب ولا من بعيد للتضييق أو المنع، وما أشيع عن التحفظ لبعض الفروع كان كذبًا، والحقيقة أنه كان مطلوبًا استبدال مجالس الإدرات، واستغل البعض ذلك للتشهير وتدليس الحقائق.
- دخلتم القطاع الطبى مؤخرًا.. لماذا وما هى إنجازات الجمعية فيه؟
-- القطاع الطبى، تم إنشاءه منذ 5 سنوات، وكان السبب فى ذلك انطلاقنا من رسالتنا التى على أساسها وجدت الجمعية، خدمة مجتمعنا الذى نعيش فيه، ومحاولة لإكرام أهالينا بالتخفيف عنهم ومساعدتهم فى هذا الشأن، لأننا نرفع شعار "رعاية الإنسان مهمتنا".
وكانت فكرتنا فى ذلك أننا لا نتعامل فقط على أساس تقديم الخدمة الطبية المجانية، ولكن أيضًا على مستوى تقديم الدعم التدريبى المستمر للأطباء لرفع كفاءتهم.
أما عن الإنجازات فقد حققنا الكثير على مدار الأعوام الخمسة الأخيرة منها: "مستشفى الجمعية الشرعية للحروق والأورام، المراكز الطبية لحضانات الأطفال المبتسرين، وصلت إلى 1000 حضانة فى 27 مركز طبى منتشرة بكافة المحافظات، علاوة خدماتنا فى الغسيل الكلوى، ومراكز الأشعة، ومناظير الجهاز الهضمى، وتشخيص وعلاج العيون بالليزر، علاوة على المؤتمر الطبى الدورى للأطفال الذى يقدم الدعم التدريبى لشباب الأطباء".
- ماهى أحدث مشروعات الجمعية الشرعية؟
-- الجديد لدى الجمعية الشرعية فى 2019، مركز "ذوى الاحتياجات الخاصة، والمعنى بأبناءنا من ذوى الإعاقة، وهو يقدم خدمات طبية من كبار أساتذة الطب فى مصر، ويضم كافة فروع الإعاقات الحركية والذهنية، وسوف يتبعه عشرات المراكز فى المحافظات، لأداء الخدمات المختلفة فى العلاج الطبيعى والتخاطب وغيره.
- ما هى علاقة الجمعية بالأزهر الشريف.. وكيف؟
-- علاقتنا بالأزهر الشريف، علاقة وثيقة، وجميع الأئمة الثمانية للجمعية الشرعية من علماء الأزهر الشريف، بل إن لوائح الجمعية الداخلية تنص أن يكون رئيس مجلس إدارتها وإمامها أحد علماء الأزهر.
ونحن الآن بصدد تعاون مع الأزهر فى كثير من المشروعات، منها تبعية المعاهد، وتسكين الطالبات فى مرحلة الدراسات العليا، وغيرها من المشروعات.
- هل الجمعية غير قادرة على تسويق نفسها أم أنها لا تريد؟
-- نعلم أن الإعلام يساعد كثيرًا فى تسويق ونشر الأفكار، وهو ما تتبعه جمعيات فى ميدان العمل الخيرى أقل عمرًا من الجمعية الشرعية.
ولكننا نؤمن أننا نريد أن نصل للناس بالأعمال، وهو ما نريده ونتمنى أن يحدث، وهى رسالة نوجهها للإعلام ساعدونا أن نصل إلى الناس بالعمل على الأرض من خلال خدمة يستفيد منها المواطن.