التعصب الديني والتخلف الفكري صورة من صور الإرهاب ..؟!
قال السلف ( إحذر العالم الفاجر والعابد الجاهل ؟! وتقول الحكمة ويأتيك من طرف أللسان حلاوةٍ ويروغ لك كما يروغ الثعلبْ الماكرُ ..! .. أحياناً نرى أشياء قد تبدو لنا من الوهلة الأولى هي شيئ جميل وذا قيمة ولكن هي في الحقيقية ليست بذلك .. فهناك المظاهر الخداعة التي توسوس لنا وتداعبنا ودعونا بالإنجذاب إليها .. وتكون بعدة صور وعدة أقنعة وألبسة .. منها من يكون إنسان عادي ومنها مايكون متلون كالحرباء كل حين لون يصطبغ به للإختفاء وراءه للوصول إلى غاياته فبهذا هو يبرر لنفسه بألوانه للوصول إلى أهدافه وعلها أن تكون شريفة وذا نفع ..! وهنا الإشارة إلى الذين مايسمون أنفسهم برجال الدين أو ساسة وهم أساسا لا هذا ولا تلك .. أزداد في شكل ملحوظ في السنوات المنصرمة
من ظهر بأنه رجل دين ويحكم في شرع ألله ويقوم ويقعد بأسمه وقال فلان وحكى فلان والدين لديه فوق كل شيء وكل الأعتبارات الحياتية والإجتماعية وكل شيء شمل بها حتى الجانب السياسي الذي هو لا علاقة له به ..! وأن المراوغة لديه هي أهم صفاته ومبتكراته التي لولاها هو لا شيء .. ولولا رفعه الشعارات المراوغة المغلفة بغلاف الدين والتقوى وينتقون من القرآن نصوص تخدم أفكارهم وتقرر أعمالهم المنافية لضرب الحق بالباطل بلباس الحق الباطل ..
وأن الجماعات الدينية السياسية ترفع شعارات مراوغة لا يمكن أخضاعها للتدقيق والتقييم المنهجي أتخاذها تفسيرات ضيقة جداً للشرع ، أستناداً إلى مفهوم الحاكمية معتبرين بذلك هو وكلاء ألله على الأرض .. إذا يعتبر التخلف الفكري هو النقيض الأساس لمفهوم التنمية .. حيث أن الدول العربية المجتمعة خاصة التي نالت أستقلالاً بُعيد الحرب العالمية الثانية لم تنجح في أن تبرز مفهوماً رئيسياً للتنمية تستطيع من خلاله تحسين الواقع الإجتماعي والأقتصادي لشعوبها لأنها قامت على مايسمى بنظرية الأحلال والتي هي أحلال النظريات الغربية داخل البنى والبيئات العربية أملا منها في تحسين الواقع الأقتصادي والإجتماعي وتوظيف مفاهيم تنموية ترغب من ورائها تحقيق أنعاش أقتصادي ينعكس بدوره على المواطن العربي .. وأمام هذا الفشل الذي منيت به النخب والقيادات العربية في تحسين الواقعين أفرادها ، كان لابد من هذا المفهوم أن يبقى مهيمناً على الساحة إلى يومنا هذا دون وجود أي إستراتيجيات أو حلول منطقية نابعة من الداخل تحاول أن تكفل هذا المفهوم ، وتجد بدائل ذات صيغ علمية في الإرتقاء بالواقع الذي يحكمنا الإجتماعي اولاً والأقتصادي ثانياً الذي هو عصب الدولة والمجتمعات كافة ..
وإن مفهوم التخلف : هو حالة سكون وبطئ تصاحب عمليات التنمية نتيجة لعدم قدرة النخب والقيادات السياسية والأقتصادية مجتمعة على صياغة نظريات ومفاهيم ذات روئ علمية وعملية في تحسين الواقع العربي إلى الأفضل حيث أن توفر الأمكانات والموارد المالية إلى جانب الوسائل الفنية والبشرية تدون أستحالة تطبيقها على أرض الواقع لن تجدي نفعاً في تحسين البنى الأقتصاديه والإجتماعية للأفراد القاطنين في تلك البلاد .
ولو نأتي ونعرف الأمية الدينية لنراها هي أحدى آفات المجتمعات الدينية التي تعتبر أخطر أشكال التخلف والأمية لما تشكله من خطورة ..! وهي التي كانت سبباً في تفشي عدد من السلوكيات المذمومة والمنبوذة التي أنتشرت في مجتمعاتنا بصورة كبيرة .. متمثلة بالأنحراف والتطرف والغلو والتعصب الأعمى والأنحطاط والرذيلة .. بعد أن جعلت الفرد بنجر وينحرف نحوها في التيار المعاكس للإتجاه الصحيح بكل سهولة والذي يعتمد هذا التيار على التوجهات غير السوية بأسم الدين والأفكار المضللة حيث يستغل ذلك القصور في الوعي الفكري ومنها الديني لتحقيق بعض المصالح الذاتية ذات المنفعة الخاصة الدنيوية .
ويلعب الأتزان الفكري والوعي العقلي الصحيح دورا هاماً في حياة الشعوب والأفراد لما له من أهمية لبناء نموذج الأنسان القويم المتفتح والذي نطلق عليه مجازاً الإنسان السوي المدرك لأمور الحياة وضرورات الإنسان وكيفية التعامل والتصرف .. فعندما يفقد الإنسان ذلك الأتزان نجد أن حين نشأ الأتزان في جماعات ومجتمعات صغيرة عاشت حياة متزنة بعض الوقت في تقدم مادي جاد وحياة وجدانية ودينية راقية رغم صغر هذه الفترات الزمنية .. لكن للأسف ذلك ليستمر طويلاً فسرعان ما يتم الإلتفاف على المبادئ المحاربة دائماًمن قبل ضعاف النفوس ومن ذوي الأمية الفكرية والشخصية والتي تطلع الطباع الحيوانية للحيلولة والسيطرة على الغير والتميز بالباطل فتنشب الحروب وتسفك الدماء وتتاجر بذلك بأسم الدين والتقوى والإستيلاء على مافي إليد للغير وأستحلال الفروج والحرام حلال والحلال حرام .. والهيمنة الأقتصاديه والسياسية وكل المساوء البشرية معروفة .. كل هذا والتقدم المادي يزداد قوة وجبروت وأشباعاً لحاجات ورغبات البشر المادية حتى أرهق العقل البشري جراء ضئالة فكره ووعيه لحد الأمنية .
لينتج هنا غلو وطفو ما نشاهده ونسمع بكثرة في عصرنا هذا معتاشاً على أجواء الأزمات قبل وبعد .. وأتباع وتنكر الخطاب الديني المتطرف الذي يستغل الدين للوصول إلى أهدافه سلطوية هي ليست من أختصاصه وأستحقاقه ولأنه خطاب جاهل ، جهل الواقع والذات والنتيجة فهو يصطدم دائماً بالعلم والمتعلمين والطبقة المثقفة التي تشكل له تضاد لاينسجم معها بتاتاً لأنها تبطل من أنتعاشه وتسيده لأنها بيئة غير صالحة له على العكس من البيئة الأمية الفقيرةالتي غالبية مجتمعها من الطبقة الفقيرة بكل المقاييس المعيشية والفكرية والعلمية والثقافية لذلك هنا توجد ضالته وبيئته الخاصة به .
إذاً لو لا هذا العدو المنتحل أو الحقيقي الذي جرت صناعته لم يكن هناك من مبرر مقنع لوجود كل هذا الزخم الكهنوتي هذا الزخم الذي يقدم نفسه إجتماعية كصاحب مهنة وفضل له قدسية ودور مركزي في أدارة زخم الحياة لاوجود له قدوه.. وأن بدون هذا المنتحل الذي يصنعه خيال المتطرفين لغايات براغماتية يسقط الخطاب المتطرف من الأساس .. أي من حيث مبدأ الوجود ذاته لأنه خطا