مدحت الشيخ يكتب: فضفضة
كان للريف جماله الخاص وهدوءه المتفرد وكان للمدينة بريقها المعهود وقيمها المتوارثة كانت بمثابة مصادر إسعاد للمصريين ولكن مع مرور الوقت وقفزات الزمن تغير الثقافات فقد الريف جماله وفقدت المدينة بريقها ولو استمر الوضع كما هو لم يتبقى لدينا في مصر إلا إسعاد يونس.
ولكن هذا لا يتعارض مع قناعتي بأننا شعب له ثقافة صلبة وعاداته المتأصلة فنحن الشعب الوحيد الذي ترك قراءة الكتب والصحف واستمر في قراءة الفنجان، ويبقي الأمل في الشباب في مواكبة العصر وركوب موجة التكنولوجيا فانقسموا إلى نصفين النصف ركب دماغه والنصف الأخر ركب الترند ليتغلب البحث عن فضيحة على البحث العلمي.
وذلك في الوقت الذي تحدث فيه العديد من الكتاب وغالبية المتخصصين عن مخاطر التغيب والسعي وراء مكاسب الإنترنت التي تمثل أجراس إنذار متعددة، ولكننا في الواقع لا نعترف إلا بأجراس الفسحة في المدارس، في الغرب يبدأ الشاب حياته مبكراً بالعمل والاعتماد علي النفس وشراء متطلباته وإذا فشلت التجربة يحول مجدداً أما في مصر الأمر مختلف يبدأ الشاب حياته بالعمل وإذا فشل بشتري دماغية.
وهذا في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة علينا التفكير واختيار طريق من اثنين للعبور من عنق الزجاجة أما طريق الخانكة أو طريق أبو زعبل، وبلا شك ويتحمل الإعلام جزء كبير من هذا الخلل فقد غاب عنه الحياد حيث اهتم بطلوع الكلب لقمة الهرم وتجاهل الشعب بعد طلوع روحه.
من الغرائب انتشار مصطلح اتحاد في كافة الرياضات ومعظم القطاعات تلاشت جميعا ولم يبقي منها إلا الاتحاد السكندري، تبدلت عادات المصريين واختلفت مقراتهم ولكي تعود لابد أن تصبح مفردات اللغة أهم من مفردات المرتب.