مدحت الشيخ يكتب: أمريكا صناعة الحروب وإبادة الشعوب
منذ أكثر من عام ويتعرض الشعب الفلسطيني لحرب إبادة لم تفرق بين شاب وشيخ ولم ترحم ضعف النساء وبراءة الأطفال مجاز متعددة ومتجددة استخدمت فيها كل الأسلحة المحرمة والمجرمة وامتد العدوان والطغيان إلى ما هو أكثر من ذلك فمنع الماء وقطع الغذاء في ظل صمت دولي غير مسبوق ودعم أمريكي لا محدود على الملأ وأمام الجميع.
في الوقت الذي تظهر فيه بين الحين والأخر بعض المبادرات أو بمعني أدق مناورات لوقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع، وللإيضاح فالفرق كبير بين المبادرة والمناورة فالمبادرة هي السعي الحقيقي إلي الحل والمناورة فما هي إلا مقاطع تمثيلية عبثية غير جادة وغير جيدة للاستهلاك الإعلامي الخاوي التأثير وبهدف التضليل.
في الوقت الذي يعلم فيه القصي والداني أن 99% من حل الأزمة الراهنة في يد الولايات المتحدة الأمريكية وهنا لابد من تساؤل هل ترغب أمريكا حقا في وقف الحرب على الشعب الفلسطيني، للإجابة على هذا السؤال علينا الرجوع إلى التاريخ لفهم الحاضر وقراءة المستقبل.
وبنظرة خاطفة على تاريخ أمريكا منذ نشأتها وحتى الآن سيتضح تماما أن ما يحدث للشعب الفلسطيني ما هو إلا نسخة مكررة مما حدث للسكان الأصليين للولايات المتحدة الهنود الحمر منذ وصل إليها كريستوفر كولومبس عن طريق الخطأ عام 1492وتم إبادة ما يقرب من95% من السكان الأصليين فالقتل والإبادة منهج متبع قامت علية الولايات المتحدة منذ نشأتها.
ثانيا هل من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية انتهاء الحرب بالطبع لا ولذلك لعدم رغبتها في وجود قوي في المنطقة لضمان هيمنتها واستمرار مصالحها، وقد استخدمت هذه الاستراتيجية من قبل عندما كانت أمريكا هي الراعي الرسمي للحرب العراقية الإيرانية رغم أن العراق كان حليف الروس ورغم إن إيران الخميني كانت ضد الولايات المتحدة بشكل واضح إلا إن الولايات المتحدة وزعت دعمها وتأييدها بالتساوي حتى يطيل أمد الحرب وبالتالي يتم استنزافهما بالقدر الذي يقلل خطورة كل منهما في المنطقة.
وبالتالي ستظل ثروات المنطقة وخاصة البترول عن تفكير الدول لانشغالها بالحروب واستمرار للاستراتيجيات الأمريكية القديمة الحديثة وبعد طوفان الأقصى وحرب الإبادة علي الشعب الفلسطيني وما أعقبه من حروب أخري امتدت من الأراضي المحتلة إلى العراق ولبنان واليمن وسوريا أنها حرب مزدوجة أي حرب ذات مسارين المسار الأول ممثل في المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وهذا المعلن وكما يراه البعض إما المسار الأخر في حرب من الباطن بين قوي عالمية ممثلة في الولايات المتحدة للحافظ على مصالحها وقوي إقليمية ممثلة في إيران والتي تخشى الولايات المتحدة من امتداد نفوذها الإقليمي أمريكا هي صناع الحرب ولا تقل جرما عن الكيان المحتل وتتحمل المسؤولية كاملة عن ما يحدث في الأراضي المحتلة، حينما تجد الصراع ابحث عن الشيطان الأمريكي.