جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 09:18 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مدحت الشيخ: الاستراتيجيات الأمريكية للسيطرة على الشعوب العربية

مخطئ من يُعول على نتيجة الانتخابات الأمريكية وانعكاساتها على المنطقة من أحداث سيتغير اسم الرئيس الأمريكي مع ثبات السياسات الأمريكية.

ما يحدث في الدول العربية لم يكن إلا سيناريو به أهداف محددة بدقة متناهية منذ نشأة الكيان ابتداءً من السطو على الأراضي الفلسطينية مرورا باحتلال سيناء المصرية والسيطرة على الجولان السورية إلى تخريب الدولة العراقية بحجج واهية المتمثلة في وجود أسلحة دمار شامل إلي نشر الفوضى داخل الدولة الليبية، وصولا للعدوان علي الأرضي اللبنانية.

صولات مستمرة وجولات لم تنتهي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة علي الدول العربية اتبعت خلالها العديد من الطرق منها المواجهات العسكرية غير المباشرة تارة عن طريق وكيلها في المنطقة والممثل في الكيان المحتل والتدخل في الشأن الداخلي للدول بدعوي نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان تارة أخري لحماية مجموعة من الثوابت أولا الحفاظ على إسرائيل، ثانيا التحكم في النفط، ثالثا الحفاظ علي المصالح الأمريكية والسيطرة علي الممرات البحرية.

ومع بداية التسعينات وفي أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة بين كل من الاتحاد السوفيتي وأمريكا بدأت مرحلة أخري حيث ابتدعت الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة أفكار وأسس وأطلقت عليها مصطلح النظام العالمي الجديد القائم على ما يدعونه أو يسمونه الديمقراطية وحقوق الإنسان ، تحت مبررات فكرية وإيديولوجية شمولية والانفتاح على العالم الحر وفرض الهيمنة على مناطق حيوية خاصة العالم العربي ،إذ إتبعت أمريكا بعد مؤتمر مدريد 1991 منهج مستحدث واستراتجيات متعددة تهدف إلى إضعاف قوة العرب الثقافية و الاقتصادية والسياسية والقضاء علي قدرتهم الدفاعية والتسويق لنظام الشرق الأوسط كنظام إقليمي يكون فيه لإسرائيل دور مركزي ومحاولة فعلية لتهميش الدور العربي الإقليمي.

كما سعت الإدارة الأمريكية كزعيمة لذلك النظام إلى تفكيك بعض الدول العربية مستخدمة العديد من الاستراتجيات لمن لا يعرف الإستراتيجية ببساطة هي ببساطة خطة طويلة الأمد للوصول إلى هدف ما، وتُعد مهارةً لازمةً لتحقيق النجاح في الحرب، أو السياسة، أو الأعمال.

كانت هذه الاستراتجيات بمثابة ضرورة ملحة لدي الولايات المتحدة حتى تتمكن من فرض سيطرتها علي العالم بشكل عام والدول العربية بشكل خاص معتمدة في ذالك علي العديد من الآليات أولها توظيف الإعلام لتسويق الأوهام.

لعب الإعلام دور كبير في تسويق صور براقة لأمريكا لا تمت للواقع بصلة فكيف لدولة الحريات وحقوق الإنسان كما يسوق لها البعض أو تسوق لنفسها ترك الشعب الفلسطيني فريسة للكيان المحتل علي مرئي ومسمع العالم.

ليتأكد للجميع إن الشعارات الأمريكية ما هي إلا إستراتيجية للضغط علي الدول لتحقيق ما يخدم المصالح الأمريكية واستمرارا لدور الإعلام فقد تم وتوظيفه بمهارة بالغة في رسم صورة ذهنية للولايات المتحدة الأمريكية وتصويرها في صورة الدولة التي لا تقهر علي غير الحقيقة.

والسؤال ماذا فعلت أمريكا في أفغانستان سقطت سقوط واضحا باعتراف قادة الجيش الأمريكي وماذا فعلت أمريكا في حرب فيتنام ولكنها الأسطورة التي صورها وصنعها الإعلام الأمريكي وما تبعه من وسائل إعلام عربية الاقتصاد بأموال العرب.

نعم تتمتع أمريكا بالاقتصاد الاقوي عالميا علما بأن الأموال الأمريكية والاقتصاد الأعظم قائم بشكل كبير علي الأموال العربية بعدما نجحت أمريكا من جعله سوق مفتوح للسلع الاستهلاكية أمريكية الصنع والعمل علي قتل كل ما هو عربي محلي لتصبح الشعوب العربية خاضعة خانعة.

ويعد نتاج طبيعي لدول عاجزة عن إنتاج دواءها وغذائها و لتستولي أمريكا ودول الغرب علي الأموال العربية بشكل مباشر بوضع مليارات الدولارات العربية في البنوك الأمريكية وبشكل غير مباشر عن طريق تسويق سلعها الاستهلاكية في الأسواق العربية.

ثانيا تأجيج الصراعات

تأجيج الصراعات بين الدول العربية بعضها البعض تارة وبين الشعوب وحكوماتها تارة أخري ويعتبر تأجيج الصراعات من الاستراتيجيات التي باتت مكشوفة ومدعومة بشكل واضح من الدول الغربية لتفكيك الدول العربية علي أساس طائفي وديني وهو ما عرف باسم الربيع العربي الذي ندفع ثمنه جميعا كعرب الآن.

ويكفي، وبالرجوع إلي مقولة ديفيد بن غوريون قوتنا ليست في سلاحنا النووي بل في تدمير وتفتيت دول ثلاث كبرى حولنا مصر العراق سوريا إلى دويلات على أسس طائفية ودينية متناحرة ونجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر وهو ما تم بالفعل فقد سقطت العراق ولحقت بها سوريا، ولم تتخلف اليمن وليبيا .

المؤامرة كبيرة والمخطط مستمر والاستراتيجيات تستحدث كل يوم حسب المعطيات المطروحة علينا العودة إلي عروبتنا والتخلي عن التابعية ألأمريكية.