مؤلف «كفار يدخلون الجنة» ل «الديار»: لا نطلق على أحد كافرا الكل يؤمن بالله
أصدرت دار بوك جارد عن مؤسسة زحمة كتاب، رواية جديدة تحت عنوان: "كفار يدخلون الجنة" للشاعر عبدالرحمن ناصر، وذلك ضمن إصدارات معرض القاهرة الدولى للكتاب لعام 2019، الذي تبدأ دورته من غد الأربعاء وحتى الخامس من فبراير المقبل .
من جانبه ، كشف "عبد الرحمن ناصر" مؤلف رواية "كفار يدخلون الجنة"ل "الديار" عن سبب اختياره لهذا العنوان، الذي يعد صادما للقارئ قبل أن تقع عيناه على طيات الرواية .. إلى نص الحوار:-
•• بداية .. نتعرف بك
عبدالرحمن ناصر، صاحب ديوان كأس واحد ياصديقى، "كفار يدخلون الجنة" أول عمل مطبوع على ورق، وتالت عمل روائى، ولي "مذكرات عاهرة" تحت النشر .
•• كيف جاءتك فكرة الرواية؟ جاءت الفكره لملاحظة ان هناك شروخ بدأت تظهر فى المجتمع مع ظهور الجماعات الدينيه المتشددة، والافكار الواردة من الخارج ..فطبيعة مصر الزراعية أهلت أهلها ليكونوا من أطيب الناس على وجه الارض وأجملهم وأكثرهم تسامحا ..لكن يبدوا أن هناك أفكار أتت من طبيعة صحراوية قاسية بدأت تؤثر على المجتمع المصري .
•• بوجهة نظرك .. يدخل "الكفار" الجنة؟
أنا استخدمت كلمة كفار نكرة ليست معرفة ب (ال) ليكون ذلك ليس حكما أو فتوى .. فهو مجرد عنوان يرتبط بالأحداث وأنا كمسلم لم أضمن الجنة لنفسى .. فأخذت هذا العنوان الصادم للفت أنظار الأشخاص الانطباعيين اللذين يصدرون أحكاما دون معرفة المحتوى ...الكفر هو عملية نسبية ..نرى نحن المسلمون أننا مؤمنون ..ويرى اليهود أنهم مؤمنون، ويرى المسيحيون ذلك أيضا ..لذلك لا يجب أن يغضب أحد من اعتباره لا خلاص له فى دين الآخر ..الكل يؤمن بالله ولكن بطريقة مختلفة حتى من عبدوا الأصنام ..قالوا وماعبدناهم الا ليقربونا زلفى من الله ...أنت كمسلم ليس عليك الا تبيليغ آية فقط وعدم تكفير الآخر والتبليغ بضوابط حيث قال تعالى: "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" .
•• ما الهدف من الرواية؟
الرواية دعوة للتسامح فحسب حكاية تحدث فى كل مكان فى مصر من أسوان للأسكندرية، وكيف نشأ الجميع فى ظل التسامح المصري حيث ذاب الجميع سويا ولم يبتعدوا قيد انملة فلا أحد فى مصر يعيش فى جيتو منعزل عن الأخر .. فيجب أن يكون هناك وقفة قبل المنعطف لمراجعة علاقتنا بالآخر .
•• على من يمكننا أن نطلق مصطلح "كفار"؟
لا نطلق على أحد كافرا فالكل يؤمن بالله لكن ما نختلف عليه هو طريقة عبادته والوصول إليه فنحن نؤمن بالله فى صورته التى عرفناها من نبينا الكريم وكتاب الله بوصفه الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد، وهذه طريقتنا فى الوصول إليه ...اما غيرنا فله طريقته كالمسيحيين هم مؤمنون بالله أيضا، ولكن بطريقة غير طريقتنا ..آب وابن وروح قدس .. إله واحد ..وهذا لم اناقشه اطلاقا فى روايتى، فهى ليست مقارنة بين طرق الإيمان بالله .. هى حكاية إنسانية .
•• هل "كفار يدخلون الجنة" رواية دينية؟
الرواية هي حكاية إنسانية وليست دينية .. تتحدث عن ظهور انقسام فى المجتمع نتيجة هجرة بعض المصريين بروح التسامح المعروفة والممتدة آلاف السنين حيث لايعيش أحد فى جيتو منعزل عن الأخر مسلمين وأقباط وغيرهم عبر الوادى الأخضر الضيق المستطيل من الأسكندرية إلى أسوان جنوبا، كما عبر عن ذلك دكتور جمال حمدان فى موسوعته الرائعة ..ثم عادوا بروح صحراوية قاسية متشددة .
•• من هو بطل الرواية؟
بطل الرواية هو كل مصري متعايش ومختلط مع جميع فئات المجتمع اللذى منحته ظروفه اختلاطا بالنبلاء والحرافيش الاغنياء والصعاليك حيث يقوم بعملية تشريح المجتمع عبر انتقاد لاذع؛ ليكون صدمة مجتمعية تطرح تساؤلات ربما تدق ناقوس الخطر . من من الروائيين تقرأ له بشغف؟ وما روايتك المفضلة؟ قرأت للكثيرين منهم باولو كويلهو ونجيب محفوظ، والسباعي، والعقاد، وأصلان، وقرأت لإبراهيم عيسى، وأحمد مراد، ورضوى العوضى، ودكتورة عزة رشاد، ويوسف زيدان وروايتى المفضله ..ذاكرة التيه لعزة رشاد .
•• كلمة لدار النشر .. كل الشكر والتقدير النشر لوك جارد ومؤسسة زحمة كتاب ساعدونى كثيرا وتركوا لى حرية الإبداع، ومنحونى مصمم فنان وهو الرائع أحمد صلاح زردق، وكل الشكر للأستاذة منة الله رأفت، والأستاذ محمد سعيد .