جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 02:56 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

خالد عامر يكتب: الاستراتيجية الجديدة للكليات العسكرية

خالد عامر
خالد عامر

تشهد الكليات والأكاديميات والمعاهد العسكرية المصرية في السنوات الأخيرة طفرة جديدة نشاهدها سنويا في حفلات التخرج لتلعب أدواراً إستراتيجية محورية على مستويات عدة بعضها يتصل بالتطور التقني والتكنولوجي للجيوش سواء على صعيد التدريب والتأهيل أو على صعيد استخدام الأسلحة القتالية المتقدمة بما يعنيه ذلك من طفرات نوعية في الأداء المخابراتى والقتالي للجيوش وبعضها الآخر يتعلق بالبناء المعرفي والعلمي للنظريات والعقائد القتالية للجيوش الحديثة.

واعتمدت الإستراتيجية التي وضعتها القيادة العامة للقوات المسلحة على تحقيق نقلات نوعية متلاحقة لمواكبة العصر عن طريق السعي لاقتناء أحدث أسلحة العصر ومواصلة التدريب عليها لتحسين استخدامها والتعامل معها ووصولها إلى أعلى درجات الكفاءة القتالية وكان طبيعياً أن تؤدي تنفيذ هذه الإستراتيجية إلى بناء قوات مسلحة تتمتع بكفاءات عالية تملك القدرة على المواجهة ومجابهة التحركات دفاعاً عن الوطن بكل مقدساته ومكتسباته في أي مكان لتحقيق أمنه واستقراره.

وقد حققت القوات المسلحة في مجال التأهيل والتدريب تطورات عسكرية مهمة على طريق استكمال بناء قواتها الذاتية إلى جانب قوتها الدفاعية وذلك بتخريج دفعات متوالية من مختلف الكليات واستحداث تخصصات تابعة لها تلاءم متطلبات العصر ومستجدات الأوضاع وعملت على إضافة هذه التخصصات بكافة الإمكانيات والعلوم العسكرية التي تسمح بأن يتلقاها الطالب العسكري لتؤهله لأن يكون قادراً على استيعاب ما يوكل إليه مستقبلاً من مهام لخدمة الوطن ودعم استراتيجياتهم في مجال الأمن القومي لتعزيز الطموحات الدولية الجديدة التي ترغب القيادة السياسية في الوصول إليها مستقبلا وتحقيق استقلالية إستراتيجية أكبر عن حلفائها وهذا يتطلب خبرات جديدة بفكر مختلف عن ما سبق والجيل الجديد من الضباط الذين هم في بداية مسيرتهم المهنية مختلف عن السابق وهذا بدا واضحا في حفل تخرج كلية الشرطة قبل أيام ومشاركة العنصر النسائي في العرض القتالي  والتدريب الجيد.

وما شاهدناه في حفل تخرج دفعة جديدة للقوات المسلحة والتدريب علي الشؤون التكتيكية والاستراتيجيات الكبرى وضبط النفس وصناعة القرار في مجال الأمن القومي تجعلنا نقف ونفكر جيدا أن هذا الفكر الجديد للقوات المسلحة يصنع جيل جديد من قادة المستقبل العسكريين لاستباق الابتكارات المستقبلية سواءً كانت تكنولوجية أو تنظيمية بموازاة هذا التقدم والتطور التاريخي التي لم تشهده القوات المسلحة المصرية من قبل على مستوى الأسلحة والمعدات وإنشاء القواعد العسكرية المختلفة والتطور ألمفاهيمي والنظري الخاص بنظريات القتال وإدارة الصراعات العسكرية في دول الجوار وتقييم تحديات الأمن الوطني والإقليمي والدولي وفهم أسس ومتطلبات إدارة وتوظيف موارد الدولة من أجل حماية المصالح الوطنية حقا إنها الجمهورية الجديدة حاضر مصر ومستقبلها تحيا مصر التي كنا نحلم بها.