روح أكتوبر والإنجاز في ( اللاوقت)

في كلمته عن حرب أكتوبر  معركة العزة والكرامة، قال أ .د عبد الراضي عبد المحسن أستاذ الفلسفة الإسلامية ومقارنة الأديان بجامعة القاهرة :  لا نكاد نجد تفسيرًا مُقنعًا يستطيع تقديم رؤية دقيقة لما يحدث على أرض مصر من إنجازات قد لامست حدود المعجزات، إلا أنها روح عبقرية قد أحاطت بقائد المسيرة ومكَّنته من الإمساك بعصا سحرية تُحرك المشهد المركّب والمُعقّد وتحوله إلى كتلة من اللهب الذي يُشعل وقود العمل والتطوير والبناء المُتسارع.

ولا نكاد نجدُ مثل هذه الروح العبقرية إلا في روح حرب أكتوبر المجيدة التي كانت قد حلّت في ظروف استثنائية قد مرَّ بها الوطن تُقارب ما تعرض له الوطن بعد أحداث الحريق العربي في 2011 م.
فالبلاد قبل حرب السادس من أكتوبر كانت تعاني أزماتٍ اقتصادية وسياسية واجتماعية وعسكرية طاحنة عقب نكسة عسكرية قاسية.
وكي يُمكن الخروجُ من تلك النكسة والخلاص من آثارها والانتقال الى مربع القدرة العسكرية والسياسية والاقتصادية مع القتال فإن الأمر قد استلزم قيادة ماهرة وإرادة قوية ورؤية استراتيجية وجهدًا دءوبًا متواصلًا.
وهذا ما استلهمه الرئيس عبد الفتاح السيسي من الروح القتالية لحرب أكتوبر المجيدة، فاستلهم أولاً الرؤية الاستراتيجية الواسعة والشاملة والنافذة إلى أعماق المشكلات المعوقة لقطار التنمية والنهضة.
واستلهم ثانيًا النفاذ إلى المشكلات الحقيقية والجذرية المتمثلة فى البنية التحتية اللازمة للاقتصاد والطرق والمشروعات والصناعات والزراعة والتجارة والتسليح، كما استلهم الانضباط والكرامة في التخطيط والتنفيذ على حد سواء حتى إننا قد وصلنا إلى مرتبة الإنجاز في (اللا وقت).
بالإضافة إلي أنه حشد كل الطاقات والإمكانات وفتح كل المشروعات الحيوية والوطنية في وقت واحد دون انتقاء .
كما أنه وفق في اختيار القيادات المدربة والمخلصة عملًا وأداء الراغبة في خدمة الوطن والعمل على نهضته.
وأخيرا حرص علي الوفاء بالوعد بأن تعود مصر كما كانت ( أم الدنيا) وتصبح (قدّ الدنيا).