جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 10:41 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نصب واحتيال وإضرار بالاقتصاد.. مراكز الصيانة الوهمية تسيء للصناعة الوطنية وتقلل الثقة في المنتجات المحلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة مراكز صيانة الأجهزة الكهربائية، وصارت الإعلانات المضللة تحيط بالمستهلك في كل مكان، خاصة مع انتشار القنوات الفضائية غير الشرعية والتي تعرف بـ "قنوات بير السلم"، والتي لا تتحرى الدقة في تقديم الإعلانات فضلا عن إنها رخيصة الثمن في الإعلانات مما يزيد أقبال الشركات الوهمية للإعلان عليها.

تلك المراكز التي تخدع المستهلك وتدعي أنها المراكز الوحيدة والمعتمدة من الشركات المصنعة، يكتشف المستهلك مزاعمها بعد تقديم الخدمة حيث أنها مراكز غير معتمدة والعاملين بها غير مؤهلين بما فيه الكفاية ما يسبب تلفيات بالأجهزة الكهربائية، ولا تكتفي تلك الشركات بما تسببه للعميل من ضرر إلا أنها تلجئ أيضا للاحتيال عليه وخداعه، حيث أنها تقدم فواتير مرتفعة التكلفة لا تتناسب مع حجم ما تقدمه من خدمات.

تجربة مواطنة مع المراكز  الوهمية

"أم أحمد" مواطنة من أهالي منطقة شبرا، تحكي تجربتها مع هذه المراكز الوهمية، قائلة: قبل العيد الكبير بثلاثة أيام كان عندي ديب فريزر خمسة أدراج، وفوجئت أن اللمبة الحمراء لا تنطفئ وهذا يعنى انه يعمل بدون توقف، وهذا خطر على الموتور، لذلك قلت إنه من الأفضل إن اتصل بمركز صيانة الشركة.

وتابعت: بحثت عن رقم التليفون ووجدت رقم خط ساخن فقمت بالاتصال فقال إنه المهندس سوف يأتي وتكلفة الكشف 100 جنيه، وعندما حضر المهندس فوجئنا إن السيارة غير تابعة لمركز الصيانة، ثم قام بالكشف وقال إن تكلفة الإصلاح 1850جنيها، فقلنا هذا كثير ظروف الدنيا وداخل علينا عيد، فقال أنا ممكن اخفض بس يبقي خارج المصنع.

وأضافت: بعد الفصال والمحادثات الطويلة وصلت التكلفة إلى ألف جنيه، واكن مفيش فاتورة طبعا قلنا ولا ضمان، وأعطانا رقم هاتفه حال حدوث شيء أو عطل، وقال هذا تليفوني الشخصي، وقام المهندس المزعوم بتغيير المروحة وحاجة تانية لونها فضي ومشي، وبعد يومين الجهاز حصل نفس المشكلة فاتصل به زوجي، قال له افصل الجهاز من الساعة ١١صباحا إلى ٥ مساء، وبالفعل اشتغل الديب فريزر بشكل طبيعي، وبعد العيد مباشرة حصل نفس العطل، وكمان مفيش تصريف للماء واللمبة شغالة على طول.

واستكملت: قام زوجي بالاتصال به مرة أخرى فرد وقال أنا مش فاضي، طيب نعمل إيه؟، قال اطفي الجهاز شوية وأن حصل حاجة تاني اتصل بي، وبعد كام حدثت نفس المشكلة فاتصل زوجي به عدة مرات دون ردن، وحاولنا الاتصال بالشركة ولكن مفيش فاتورة ولا أي أثبات وطبعا ده نتيجة خطأنا لأننا كنا لازم ناخد فاتورة نضمن بيها حقنا، ومن خلال تجربتي انصح الناس بعدم تصليح الأجهزة إلا في المركز الأصلية وليس المراكز الوهمية.

مراكز الصيانة الوهمية تضر بالصناعة الوطنية

وفى هذا الشأن قال محمد المهندس رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات: إن الغرفة تقدمت بقائمة بمراكز الصيانة المعتمدة والتي تحمل رخصة مزاولة لمصلحة الرقابة الصناعية وحماية المستهلك لمحاصرة المراكز الوهمية في قطاع الأجهزة المنزلية بعد أن تحولت لمشكلة مزمنة تضر بالصناعة الوطنية وتؤدي لتراجع ثقة المستهلك في المنتجات المصرية وأنها أقل جودة من المنتجات المستوردة.

وأشار رئيس غرفة الصناعات الهندسية، إلى أن تلك المراكز الوهمية تقوم بالإعلان عن نفسها من خلال قنوات الفضائيات فيصدقها المستهلك في حين تقوم تلك المراكز باستخدام مكونات غير أصلية مما تؤدي إلى تلف الأجهزة الكهربائية بعد فترة قصيرة من تركيبها ليفقد المستهلك المصري الثقة في صناعته الوطنية. 

وطالب المهندس الدولة بحماية الصناعة الوطنية من خلال تشديد العقوبات والتي تصل إلى الحبس والغرامة المالية لتلك المراكز التي تضرب قلب الصناعة المحلية في مقتل وتهدد مكانتها في سوق الأجهزة الكهربائية، خاصة وأن مراكز الصيانة تعتبر المكمل لعملية التصنيع وخدمة ما بعد البيع من أهم مميزات الصناعة المحلية والتي لا يجدها المستهلك مع السلع المستوردة، لذلك يجب أن تقدم تلك الخدمة على أعلى مستوى من الجودة للحفاظ عليها وعودة ثقة المواطن في شعار صنع في مصر.