جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 03:03 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الإعلامى محمود عبدالسلام يكتب: عودة مصر وهزيمة إسرائيل

ثلاث خيارات امام اسرائيل اما تقبل بحل الدولتين حسب القرارات الدولية ،او تدخل فى حرب جديدة وتحتل غزة وتنهى القضية بحرب غير مأمونة العواقب ، او اقامة دولة يهودية تضم تحت رايتها الفلسطنين . الحرب الرابعة على غزة  فى ظرف اقل من عشر سنوات اثبتت وهن الكيان الصهيونى ، ادعاء اسرائيل المحتلة للاراضى العربية بانها قوة لا تقهر انتهت بضرب تل ابيب العاصمة السياسية ودخول اكثر من ثلاث ملايين من الصهاينة المخابئ. وقف اطلاق النار كما خدم غزة خدم ايضا تل ابيب .تغير نتنياهو لرئيس الموساد اول من امس بعد توقف اطلاق النار مباشرة دل على عجز الدولة ذات الامكانات الهائلة والدعم الامريكى والغربى عن اكتشاف قوة نيران المقاومة الحقيقية مما وضع الحكومة الاسرائيلية فى حرج بالغ . الفرصة كبيرة بعد ان اهتزت ثقة اسرائيل بنفسها بعد فشل كل ترسانتها العسكرية فى استهداف المقاومة بغزة فذهبت تقتل الاطفال والنساء.  صواريخ المقاومة زهيدة الثمن التى تصنع من بقايا مواد البناء وبقايا بعض الصواريخ الاسرائيلية المستخدمة ضد الفلسطنين ، هزت اسرائيل بقوة. يجب استثمار هذة اللحظة والانخراط فى الضغط على اسرائيل لقبول حل الدولتين  حسب قرارات الامم المتحدة . الانتصار المعنوى فى فلسطين  قابلة هزة نفسية عند اسرائيل التى اعتبرت نفسها منتصرة . تخشى اسرائيل من الدولة الواحدة لانها تعلم ان الفلسطنيين سيصبحوا اكثر عددا من الصهاينة بعد فترة قصيرة ، كما تعلم ان حرب برية ليس فى صالحها، اذا ماذا تريد اسرائيل . اسرائيل دوما تريد ان تنخرط فى مفاوضات (اكسب انا وتخسر انت ) لاتريد ابدا ان تتنازل عن مخططها الاستعمارى ، فلسطين هى الدولة الوحيدة فى العالم المحتلة حتى الان لم يعد هناك فى العالم دولة احتلال سوى اسرائيل ،الغرب وامريكا  يدعو حقوق الانسان  ويغمضوا العين عن تجاوزات اسرائيل فى الاعتداء على المصليين بالمسجد الاقصى ، لان اسرائيل هى صناعة غربية امريكية بامتياز . فى اربعنيات القرن الماضى تخلصت اوربا من شرور اليهود باعطائهم وطن قومى بفلسطين بوعد بلفور عام ١٩١٧ فاعطى من لايملك من لا يستحق . اذا كانت اوربا استشعرت الذنب بعض موقف هتلر من اليهود فكان الواجب ان يكون وطن اليهود بالمانيا .
 العرب الطيبون دفعوا فاتورة الحساب من دمائهم منذ حرب ٤٨ . اكثر الدول التى طالتها يد العدوان بسبب دفاعها عن القضية الفلسطينية مصر ولولا القاهرة لماتت القضية الفلسطينية من سنين . العالم كله شكر مصر على دورها فى وقف اطلاق النار ، رغم خنجر سد النهضة المهدد لامننا المائى تلعب مصر دورها القيادى كقوة اقليمية يحسب لها الف حساب . من نتائج حرب غزة عودة مصر لدورها الاقليمى ونجاحها فى وقف اطلاق النار بين حماس واسرائيل .  عودة القاهرة لدورها الاقليمى المنوط بها  بعد سنوات طوال عجاف بعد ان رسمت خطوط حمراء بقلم القوة العسكرية السياسية  فى اكثر من اتجاه .المطبعون من الدول الاخرى الذين هرولوا تجاه اسرائيل هرولوا الى الجانب المظلم من القمر الاسرائيلى الزائف ، حرب غزة وقتل الاطفال والنساء بدم بارد احرجهم .اسرائيل لاتعرف لغة السلام هى فقط تعرف لغة الحرب ،القوة وحدها هى التى ستدفع اسرائيل الى مائدة المفاوضات . الرسالة المصرية كانت فى منتهى الذكاء وعلى الجميع ان يترجم ماحدث فى غزة على انه جزء من اشعال المنطقة فى حالة التعنت الاثيوبى المستند الى قوة اسرائيل . الايام القادمة حبلى بالمفاجات الاقليمية وصواريخ المقاومة ومناورات حماة النيل المشتركة بين مصر والسودان لهى اكبر دليل على قدرة مصر التى تتخطى حدودها الجغرافية .قريبا باذن الله سنسمع خبر سار يثلج قلوبنا بانتهاء ازمة سد النهضة وانخراط اسرائيل فى مفاوضات جادة لحل القضية الفلسطنية .يبقى ان تتحد السلطة الفلسطنية مع المقاومة لتكوين جبهة واحدة قادرة على مواجهة عدو صهيونى غاشم لا يعرف سوى لغة القوة ولا يعود عن مخططاته الا اذا شعر بالالم