جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 08:53 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الدكتور رفعت السعيد.. المنصورة

 
ولد الدكتور رفعت السعيد في عام 1932 في مدينة المنصورة لأسرة ميسورة الحال  حيث كان والده وفديًا ووالدته سيدة بسيطة وكان  أبيها تاجر قطن كبير وخرج للمشاركة في المظاهرات عام 1930 حينما كان النحاس باشا يزور المنصورة وتم إطلاق النار على المظاهره فقتل 
وفي خلال عام  1946  أنضم( رفعت السعيد) الى منظمة( الحركة الوطنية للتحرر الوطني) وكان عمره حينذاك لايتعدي 14عاما إلى أن أصبح السعيد احد أهم رموزها بعد ذلك.

وفي عام 1947  عندما كان عمره 15 سنة  التهبت القضية الفلسطينية بدأ  يعرف (رفعت السعيد) طريقة للمظاهرات من خلال المدارس ضد الكيان الصهيوني في مصر  وارتبط اسمه بالشيوعية منذ ذلك الحين .

وفي عام 1948 دخل رفعت السعيد السجن لأول مرة وخرج أواخر عام  1950 مع حكومة الوفد حيث تمكن والده من إخراجه من السجن  ليؤدى امتحان التوجيهية ( الثانوية العامة)  ونجح  ودخل  كلية الحقوق  لينتقل نشاطه السياسي إلى القاهرة وأصبح  مسؤولًا داخل الحركه عن جامعة عين شمس وكان أسمها وقتها "جامعة إبراهيم باشا الكبير" .

وفي عام 1959 تم قبض على (رفعت السعيد) مرة أخرى وذهب إلى المحكمةوحكم عليه بالسحن بخمس سنوات وخرج فى إبريل عام 1964
وبعد خروجه من السجن عمل بأخبار اليوم وواصل دراسته حتى أخذ دبلوم قانون دولي  وأخذ دبلوم اقتصاد ولكنه لم يستطع تسجيل رسالة الدكتوراه لأنها كانت بعنوان " الآثار المقيدة للحرية في دستور 23 وما تلاه من دساتير".  

ولرفعت السعيد وجه أخر متواز مع وجهه السياسي فقد عمل على التأريخ للحركة الشيوعية المصرية خصوصا ما كان منها متعلقا بحركة (حدتو) ومن أبرز كتبه ( تاريخ الحركة الشيوعية المصرية) (1900-1949) وهو ثلاث مجلدات وكذلك توثيقه لمقتل المناضل (الشيوعي شهدي عطية الشافعي) في كتابه  الجريمة -وثائق عملية اغتيال (شهدي عطية الشافعي) كما كتب السعيد مذكراته في جزءين بعنوان مجرد ذكريات ليسرد فيها تاريخه الشخصي المختلط بالعام ومرات اعتقاله المديدة.

ولرفعت السعيد نصيب من الأدب أيضا كما في روايته (السكن في الأدوار العليا) الصادرة سنة 1979.

ورفعت السعيد  موسوعي المعرفة قام بالكتابة في مجالات عديدة وإن كان ولعه الأساسي والرئيسي كان في اهتمامه بالكتابة التاريخية حيث ألف مجموعة من الدراسات المهمة في مراحل مختلفة من تاريخ مصر الحديث والمعاصر وكان موقفه من الإسلام السياسي وجماعاتها
(الأكثر حده ) فهو الذي صك مصطلح الجماعات (المتأسلمة) ودخل في معارك كثيرةمع أقطاب هذا التيار وخاصة عندما اعد كتاب عن (حسن البنا) حيث كان ناقدًا عنيفًا لأفكار هذه الجماعات .

وعرف عن (رفعت السعيد) أيضا معارضته الصلبة لجماعة (الإخوان المسلمين) وأفكارها وعبر عن ذلك في العديد من الكتب ومئات المقالات عبر(جريدة الأهالي) واتهم السعيد (جماعة الإخوان) بإفساد الحياة السياسية المصرية بسبب (لجوئها إلى العنف) منذ تأسيسها في النصف الأول من القرن العشرين وعدائها لمكونات اجتماعية أصيلة في المجتمع.

وحصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الحركة الشيوعية من ألمانيا.

اعتقل ( د.رفعت السعيد) مرات عديدة كما اعتقل سنة (1978) بعد كتابته مقالًا موجهاً إلى السيده (جيهان السادات) زوجة الرئيس المصري( أنور السادات) بعنوان (يا زوجات رؤساء الجمهورية اتحدن) .

وحينما سمح الرئيس انور السادات بعودة الأحزاب السياسية منتصف السبعينات شارك مع الأستاذ ( خالد محيى الدين) فى تأسيس (حزب التجمع) اليسارى الذى ضم أقطاب اليسار فى مصر حينذاك وهو الحزب الذى خاض حرباً ضروس ضد سياسات الرئيس (السادات) خلال فترة حكمه بسبب سياسة (الانفتاح واتفاقيه كامب ديفيد) .

 وقد اغتيل السادات علي ايدي الجماعات الإسلامية بعدما فتح لهم( الرئيس السادات) حينذاك كل الأبواب المغلقة لممارسة نشاطهم السياسي والاجتماعي  بهدف التخلص من (اليسار) الذى كان معاديا لسياسات السادات.

ومنذ هذا الوقت سخر( د.رفعت السعيد) قلمه للهجوم  على الإسلام السيا سي والتنديد بهم وهو ما وضعه فى مرمى نيرانهم فاتهموه بالعمل مع النظام الحاكم لضربهم.

وقد تولي الدكتور (رفعت السعيد) رئاسة (حزب التجمع  بعد الاستاذ(خالد محيي الدين)  المؤسس والرئيس التاريخي لحزب التجمع 
تاريخ طويل للسياسي البارز( رفعت السعيد) لن تكفيه سطور للحديث عليه ويحتاج إلى مجلدات تكتب عن تاريخ أحد أبرز القادة السياسيين في مصر ويظل تاريخه محفوراً بين الجميع سواء معارضيه أو مؤيديه.

رحل الدكتور (رفعت السعيد) تاركًا وراءه عدداً كبيراً من الكتب والمقالات التي حاول من خلالها تفسير ما يحدث على الساحة السياسية والاجتماعية.

أول كتاب أصدره (د.رفعت السعيد) كان بعنوان «ثلاثة لبنانيين في القاهرة»، صدر في عام 1973 تحدث فيه عن ثلاثة «مناضلين» وهبوا حياتهم، بحسب وصفه، دفاعا عن الاشتراكية.

"تاريخ الحركة الاشتراكية في مصر" كتاب آخر لـ«السعيد» صدر في عام 1980 وهو الكتاب الذي عمد فيه المناضل اليساري إلى تشريح الحركة الاشتراكية، وتواجدها في مصر في أوقات الاحتلال وعلاقته بالوضع الاقتصادي وظهرت الطبقة العاملة التي تأثرت بمفاهيم العمالة الغربية في مصر.

وفي العام 1980 أصدر الدكتور رفعت كتابًا حمل عنوان: «الصحافة اليسارية في مصر»، ثم جاء الدور على جماعة الإخوان
 ليصدر المناضل اليساري كتابًا ينتقد فيه الجماعة ويفند فيه مزاعمها حمل اسم (حسن البنا متى كيف لماذا؟) والذي صدر في عام 1997.

كتابًا آخر أصدره رفعت السعيد في عام 1998، حمل اسم «ضد التأسلم»، حيث واصل فيه  حربه على المتاجرين باسم الدين وجماعة الإخوان المسلمين ثم أصدر في عام 2000 كتابًا آخر حمل اسم «تأملات.. في الناصرية» وفي هذا الكتاب حاول «السعيد» شرح وتحليل  التجربه الناصرية والتكوين الاجتماعي لحركة الضباط الأحرار وما تلا ذلك من ثورة 23 يوليو.

وفي بداية الألفية الجديد أصدر كتابا حمل عنوان كتاب «مجرد ذكريات» ، ثم  «السكن في الأدوار العليا و.. البصقة»، وبعد صدور هذين الكتابين، بعامين حان الدور على كتاب «عمائم ليبرالية.. في ساحة العقل والحرية».