جريدة الديار
الخميس 6 مارس 2025 02:58 مـ 7 رمضان 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

هل الحب قدر ام اختيار؟

الحب والجنس… وجهان لعملة واحدة أم عالمان منفصلان؟

الحُبُّ إحساسٌ يغذّيه القلب، والجنسُ رغبةٌ يوقظها الجسد.

الأولُ قد يعيشُ بلا الآخر، والثاني قد يُمارَس بلا مشاعر، ولكن متى ما اجتمعا في علاقةٍ صادقة، تحوّل اللقاءُ الجسدي إلى قصيدة، وتحولت اللمسة إلى ترجمة صامتة لأعمق المشاعر…

لكن، هل يكفي الحُبُّ وحده؟ وهل الجنس بلا حبٍّ يُشبع الروح؟الفرق بين الحب والجنس… مسألة مشاعر أم غرائز؟

الحبّ: هو أن ترى ملامحَ روحك في عينَي شخصٍ آخر، أن يكون وجوده طمأنينةً، وغيابهُ ضياعًا.

الجنس: هو توقُد الجسد، هو رقصةُ النار في العروق، هو لغةٌ لا تحتاج إلى كلمات.

قد يُخطئ البعض بالخلط بينهما… فقد تعتقد أنك محبوب، بينما أنت مجرد رغبة عابرة، أو قد تظن أنك راغبٌ، بينما قلبك قد وقع في فخ الحب دون أن تدري…

الحبُّ حين تكون فقيرًا… هل ينجو أمام اختبار المال؟

أن تكون فقيرًا لا يعني أنك لا تستحق الحُب، ولكن الحبّ الذي يصمد أمام الفقر، هو الذي يستحق أن يُسمّى حبًّا.

لكن الحقيقة القاسية هي أن المال قد يصبح حَكَمًا صامتًا في كثير من العلاقات.

فإن كنت حبيبًا بلا مال، فإما أن تُثبت أن قلبك أثمنُ من كل ثروات الأرض، أو أن ترى كيف تتحوّل المشاعر إلى مجرد رفاهية لا يطيقها الفقراء…

عندما تكون طيب القلب وحنونًا، ولكنك تلاقي العكس…

ليس كل طُهرٍ يُقابَلُ بطُهر، ولا كل حُبٍّ يُرَدُّ بحُب.

هناك من يأخذ طيبتك استحقاقًا، ومن يستغل حنانك فرصة، ومن يستهلكك دون أن يمنحك شيئًا في المقابل.

إذا كنتَ تعطي دون أن تتلقى، تحب دون أن تُحَب، تواسي دون أن تجد من يواسيك… فربما آن الأوان لتتوقف، ليس لأنك تغيرت، بل لأنك تستحق أن تكون في علاقة لا تستنزفك…الحب حين يكون من طرفٍ واحد… هل هو حبٌّ أم هلاك؟

أصعب أنواع الحب هو ذاك الذي يكون بيدٍ واحدةٍ، وقلبٍ واحدٍ، وروحٍ واحدةٍ تلهث خلف أخرى لا تبالي.

أن تمنح كلَّ شيء، وتحصل على اللاشيء، أن تكون حاضرًا دائمًا، بينما الآخر يغيب عنك حتى في حضوره…

ذلك ليس حبًا، بل حكمٌ بالسجن مدى الحياة في زنزانة الوهم…عندما تكون محبًا، لكن الطرف الآخر لا يبادلك نفس المشاعر… كيف تتصرف؟

لا تركض خلف من لا يشعر بك، لأن الركض خلف السراب لا يروي العطش.

لا تستجْدِ حُبًّا، فالحبُّ الحقيقي لا يُطلَب، بل يُمنَح طواعية.

إذا شعرت أنك الوحيد الذي يُحارب للحفاظ على العلاقة، فأنت في علاقة لا تستح

الحبّ الصادق… كيف تفرّقه عن الحبّ المصطنع؟

الحبّ الصادق يبقى حتى في أقسى الظروف، أما المصطنع فيتلاشى عند أول اختبار.

الحبّ الصادق يعطي بلا انتظار، أما المصطنع فيقدّم بقدر ما يأخذ.

الحبّ الصادق أمانٌ، راحةٌ، احتواء، أما المصطنع فهو قلق، شك، وانتظار ما لن يأتي…

متى يكون عليك أن تغادر رغم حبّك؟

حين يصبح الحبّ سبب ألمك، بدلًا من أن يكون مصدر سعادتك.

حين تشعر أنك وحدك، رغم أنك في علاقة.

حين تُقلّل العلاقة من قيمتك بدل أن تزيدها.

حين يصبح الحبّ مجرد عادة، لا مشاعر حقيقية.

الحبّ ليس حربًا، والعلاقات ليست معارك…

الحبّ لا يحتاج إلى تضحيات مؤلمة، وا إلى دموع تُسكب كل ليلة، ولا إلى قلب يُرهَق في محاولات البقاء…

إذا كان عليك أن تُحارب كل يوم للحفاظ على العلاقة، فربما تكون في علاقة لا تستحق أن تبقى فيها

وأخيرًا هل الحبّ قدر أم اختيار؟

الحبّ قد يكون قدرًا حين يقتحم حياتك بلا استئذان، لكنه اختيار حين تقرر أن تمنحه لمن يستحق.

لا تجعل قلبك مستودعًا لمن لا يعرف قيمته، ولا تمنح أجمل ما فيك لمن لا يُقدّره،الحبّ ليس ضعفًا، ولكنه يصبح ضعفًا حين تعطيه لمن لا يستحقّه…