صراع النفط: هل يعيد ترامب أسعار الذهب الأسود إلى العصور الحجرية؟
في مشهدٍ يشبه لعبة الشطرنج العالمية، تتأرجح أسعار النفط بين الارتفاع والانخفاض، مدفوعة بمجموعة من العوامل المعقدة، ولكن مع عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، قد نشهد تحولًا جذريًا في هذه اللعبة، حيث يتوقع البعض انخفاضًا حادًا في أسعار النفط إلى مستويات لم نشهدها منذ عقود، على الرغم من ان ترامب يدعم صناعة الطاقة الأمريكية ويسعى لزيادة إنتاج النفط والغاز ومن جهة أخرى، يدرك جيدًا تأثير أسعار الطاقة المنخفضة على الاقتصاد الأمريكي، خاصة على مستوى المستهلك.
السيناريو المتوقع
حرب تجارية جديدة: ومع فوز ترامب، فمن المحتمل أن نشهد تجددًا للحروب التجارية، خاصة مع الصين. هذه الحروب ستؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي، مما سيؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط.
زيادة الإنتاج الأمريكي: سيواصل ترامب دعم إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، مما سيزيد من المعروض العالمي ويساهم في خفض الأسعار.
ضغوط على أوبك: قد يمارس ترامب ضغوطًا على منظمة أوبك+ لزيادة إنتاجها، مما سيؤدي إلى مزيد من الانخفاض في الأسعار.
تراجع أسعار النفط إلى 40 دولار
إن الانخفاض إلى 40 دولاراً للبرميل يعني محو نحو 40% من أسعار الخام الحالية،يتم تداول خام برنت القياسي العالمي حالياً عند 72 دولاراً للبرميل، بينما تبلغ العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي حوالي 68 دولاراً للبرميل
وبما أن نمو الطلب على النفط العام المقبل ربما لن يتجاوز مليون برميل يومياً، فإن التراجع الكامل عن تخفيضات الإنتاج التي يقوم بها تحالف أوبك+ في عام 2025 سيؤدي "بلا شك إلى تراجع حاد في أسعار الخام الأسود، ربما نحو 40 دولاراً للبرميل"، وفقاً لما ذكره هينينغ جلويستين، رئيس قسم الطاقة والمناخ والموارد في Eurasia Group
يتفق معظم المحللين على أن هناك بناءً كبيراً في مخزونات النفط العام المقبل، وفقاً لما ذكره استراتيجي الطاقة في سيتي، مارتوتشيا فرانشيسكو.
وقال فرانشيسكو: "إذا استمرت مجموعة المنتجين في خططها الإنتاجية، فقد يتضاعف الفائض في السوق تقريباً... ليصل إلى 1.6 مليون برميل يومياً".
وأضاف: "حتى إذا لم تقم أوبك+ بإلغاء التخفيضات، فإن مستقبل أسعار النفط لا يبدو واعداً".
ويتوقع محللو سيتي أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 60 دولاراً للبرميل في العام المقبل.