جريدة الديار
الخميس 17 أكتوبر 2024 02:33 مـ 14 ربيع آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مدحت الشيخ يكتب: الصناعة المحلية والأزمة الحالية

ما بين صراعات عالمية مترامية الأطراف وحدود مشتعلة وكوارث طبيعية بين الحين والأخر في شتي أنحاء العالم وأوبئة كان لها بالغ الأثر على معدلات الإنتاج العالمي كل هذه الظروف غير المعتادة كان لها انعكاسات واسعة على العديد من اقتصاديات الدول ومنها مصر.

تمثلت في العديد من الظواهر منها زيادة معدل التضخم وبالتالي ارتفعت أسعار السلع والمواد الغذائية ما انعكس بشكل واضح على مستوي المعيشة بشكل عام وأصحاب الدخول المتوسطة والمنخفضة بشكل خاص.

واقع لا يمكن إنكاره نتاج سياسات غير موفقة وقرارات ربما كانت ضرورة في وقت ما.

تحاول الحكومة جاهدة القيام بالعديد من المبادرات لتخفيف الأعباء والحد من أثار الأزمة بتوفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة وزيادة الحد الأدنى للأجور وهذا شيء محمود وحل سهل.

ولكن عادة في الأزمات يوجد طريقين للحل الأول الحل السهل وهو ما تقوم به الحكومة للتخفيف من حدة الأزمة كما ذكرت سلفا أم الطريق الأخر والذي يجب علينا اتباعه هي الحلول المستدامة والمتمثلة في إعادة بناء الصناعة المصرية وتطوير ما هو موجود وتوطين ما هو مفقود.

الصناعة وزيادة الإنتاج هي الطريق للخروج من عنق الزجاجة والروشتة الفعالة لعلاج الاقتصاد المصري، كلمة صناعة تساوي فرص عمل وقضاء علي البطالة وتقليص العجز في الميزان التجاري، فمن المؤكد أن الصناعة المحلية جزء لا يتجزأ من امن مصر القومي، وبلا شك فاتورة الاستيراد مفزعة والإنتاج المحلي ليس مستحيل فالتجربة ليست مستحدثة فقد أنشأت مصر في فترة ما بين 1956 الي 1970 ما يقرب من 750 مصنعا موزعة في كل ربوع مصر ما بين صناعات ثقيلة، والصناعات الكيماوية والغزل والنسيج وغيرها .

علينا إتباع استراتيجيات مختلفة لها أهداف محددة أولها تنمية الصناعة المحلية وتقليص العجز في الميزان التجاري وقصر الاستيراد على المواد الخام غير المتوفرة محليا أو النصف مصنعة إذا لزم الأمر.

هذه الحلول المستدامة والتي تحتاج بذل المزيد من الجهد واستخدام كافة الموارد البشرية والطبيعية لإعادة الأمور إلي نصابها الصحيح على أسس تضمن لمصر استعادة مكانتها كما ينبغي.

إن تكون الصناعة وزيادة الإنتاج وزيادة الناتج المحلي أصبح ضرورة ملحة ومسؤولية مشتركة بين كل منا.