جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 12:57 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”القصير” يبحث مع نظيره الصيني آفاق التعاون بين القاهرة وبكين

وزير الزراعة-نظيره الصيني
وزير الزراعة-نظيره الصيني

التقى السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي مع تانج رينجيان وزير الزراعة والشئون الريفية الصينى، في أول زيارة رسمية لوزير زراعة صيني منذ فترة على رأس وفد رفيع المستوى، وذلك لبحث وتعزيز أطر التعاون الزراعي بين الجانبين وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، في إطار التكليفات الرئاسية بتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين ورغبة في تطوير علاقات التعاون بين الجانب المصري والصينى لمستوى العلاقات الاستراتيجية.

ورحب «القصير» بنظيره الصينى ثم استعرض النهضة التى شهدتها الزراعة المصرية خلال الـ9 سنوات الماضية والتي مكنت مصر من تحقيق تقدم ملحوظ في منظومة الأمن الغذائي وتم عرض فيلم تسجيلي مختصر نال إعجاب الوزير الصيني حول تلك الانجازات.

وأكد «القصير» على قوة ومتانة العلاقات المصرية الصينية القائمة على الاحترام المتبادل والتي يرجع تاريخها الي فترة الخمسينات، قائلًا: «إن هناك تطابق في الرؤي السياسية حول القضايا الدولية بين الزعيمين فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وفخامة شي جين بينج الرئيس الصيني».

وأضاف أنه في إطار اهتمام القيادة السياسية والحكومة المصرية بدعم تطوير آليات التعاون مع الجانب الصينى، فقد تم إنشاء وحدة الصين برئاسة دكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وعضوية السادة الوزراء المعنيين والهيئات وممثلي الجهات ذات الصلة.

وأشار «القصير» إلى دور الجانب الصينى في دعم منظومة الأمن الغذائي العالمي وخاصة بدول القارة الأفريقية والمنطقة العربية، في إطار ما يشهده العالم من تحديات والتي من بينها الأزمة الروسية الأوكرانية، والذي آثرت على منظومة الأمن الغذائي، وارتفاع أسعار السلع ومشكلة التغيرات المناخية التي أثرت على إنتاجيات المحاصيل الزراعية.

كما أشار إلى التنسيق المستمر بين فريق عمل الوزارة والسفارة الصينية بالقاهرة، لزيادة التبادل التجاري الزراعي وفتح السوق الصينى أمام المنتجات الزراعية المصرية حيث من المتوقع أن يتم توقيع مذكرة تفاهم تتضمن موافقة الجانب الصينى علي دخول المانجو المصري للسوق الصينى في سبتمبر المقبل 2023.

كما نقل تحيات دولة رئيس مجلس الوزراء للسيد الوزير الصينى، وثمن دور الصين في استمرار الدعم لضم مصر إلى مجموعة البريكس والتي تعتبر من أكبر التجمعات الاقتصادية الدولية.

وأشاد القصير باهتمام الجانب الصينى بدعم قطاع الزراعة في مصر وتقديم المنح الدراسية والتدريبية وموافقة الجانب الصيني على إنشاء مركز تدريبي لمكافحة التصحر والاستعداد لصياغة مذكرة تفاهم لإنشاء مركزًا متميزًا لزراعة الأرز الهجين داخل مركز البحوث الزراعية للمساهمة في استنباط أصناف من الأرز الهجين المتحمل للجفاف والملوحة لمجابهة مشكلة التغيرات المناخية والشح المائي.

ونوه على أن مصر قد اتخذت عددا من الإجراءات الاستباقية للتغلب على المشاكل والتحديات العالمية والتي من بينها مشروعات التوسع الأفقي واستصلاح الأراضي ومشروعات التوسع الرأسي، لزيادة الإنتاجية وتقليل الفجوة الغذائية في عدد من المحاصيل الاستراتيجية واهتمام القيادة السياسية في مصر باقامة المشروعات التنموية العملاقة مثل مشروعات إعادة تحلية المياه ومشروع تبطين الترع ومشروعات الاستزراع السمكي والإنتاج الحيواني والداجني، لتعزيز القدرة الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي وزيادة فرص الاستثمار في القطاع الزراعي، وتبني التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، وكذلك استنباط أصناف من التقاوي والبذور موفرة للمياه، مؤكدًا على أن مصر تواجه مشكلة الفقر المائي لذا فالدولة المصرية أقامت عدد من المشروعات الهامة في هذا المجال من خلال إعادة استخدام المياه وإنشاء محطات عملاقة لمعالجة وتحلية المياه، كلفتها المليارات من الجنيهات لتحقيق الأمن الغذائي.

وأوضح القصير، أن الحكومة المصرية ستقوم بتقديم الدعم للجانب الصيني، وذلك من خلال إعادة اختيار دكتور شو دينيو المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة الفاو لفترة ثانية تقديرًا لجهوده الحثيثة في دعم منظومة الأمن الغذائي العالمي خاصة في دول العالم النامي، مستعرضًا أيضًا جهود الدولة لتهيئة مناخ الاستثمار داعيا الجانب الصينى إلى الاستثمار الزراعي في مصر بما يناسب إمكانيات البلدين الكبيرين ويرتقى إلى العلاقات الاستراتيجية بينهما خاصة وان السوق المصرية تستوعب الكثير بالإضافة الى أن مصر بوابة الأسواق الأفريقية.

ومن جانبه قدم الوزير الصينى الشكر لوزير الزراعة على الدعوة الكريمة وحسن الاستقبال وأعرب عن سعادته وامتنانه بوجوده في مصر لأول مرةً في زيارة رسمية لمصر وأول زيارة على المستوى الشخصي.

وأشار إلي تاريخ وحضارة مصر المحفورة في قلوب الصينين كمًا أعرب عن سعادته بوجوده بالعاصمة الادارية الجديدة لبحث وتعزيز التعاون الثنائي في المجال الزراعي وشكره وامتنانه للحكومة المصرية ونقل تحياته إلى دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على ترحيبه بتوقيع خطة العمل، مؤكدا على أن العلاقات المصرية الصينيه تشهد تطورًا كبيرًا خاصة بعد اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي بصديقه الرئيس شي جين بينغ، علي هامش فعاليات المنتدى العربي الصينى في ديسمبر من العام الماضي بالمملكة العربية السعودية.

وأشار إلي أهمية تعزيز علاقات الصين الشعبية بجمهورية مصر العربية لأهمية مصر من الناحية التاريخية وموقعها الإستراتيجي والذي يؤهلها لأن تكون مركزًا للتحرك داخل القارة الافريقية.

وأكد «رينجيان» على تقديم كل الدعم لجمهورية مصر العربية في إطار خطة العمل ذات الثلاث أعوام والتي تم الاتفاق عليها بين الجانبين والتي تتضمن تعزيز الحوار وتبادل الخبرات في قضايا المناخ وإنتاج الأصناف النباتية المتحملة للملوحة والجفاف وتبني التقنيات الحديثة المرشدة للمياه والزراعة العضوية والحيوية والابتكار الزراعي ومكافحة الآفات والامراض النباتية باستخدام المبيدات الحيوية الصديقة للبيئة والتحول الرقمي والاستزراع السمكي وصحة التربة وإدارتها بالإضافة إلى تبادل الخبرات بشأن تبني زراعة الأرز الهجين والذرة وفول الصويا والتعاون في مجال الإنتاج الحيواني والميكنة الزراعية والتدريب وبناء القدرات وإنشاء لجنة فنية زراعية مشتركة.

وفي ختام المباحثات أكد الوزيران على أهمية التنسيق والتعاون المستمر في مجالات دعم وتعزيز التعاون الزراعي المصري الصيني من خلال تقديم كافة الخبرات الصينية والميكنة الزراعية التي تتناسب مع الظروف المصرية والعمل على دعم منظومة الأمن الغذائي والاستمرار في التعاون لاستنباط أصناف متحملة للجفاف والملوحة موفرة للمياه خاصة في المحاصيل الإستراتيجية للتغلب علي مشكلة الفقر المائي والملوحة وأيضا الميكنة الزراعية ودعم صغار المزارعين، كذلك التدريب وبناء القدرات وتقديم المنح للعاملين في المراكز البحثية الزراعية المصرية للحصول علي درجتي الماجستير والدكتوراه فضلًا عن تنفيذ دورات التدريبية قصيرة الأجل.

وأكدا أيضا على التعاون في مجال البحوث الزراعية مع معهد العلوم الزراعية والاستراتيجية ومعهد العلوم للأحياء المائية مع تشكيل لجنة فنية مشتركة بين الجانبين لمتابعة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه على أن تكون العلاقات الزراعية الخارجية هي جهة التنسيق والتواصل مع الجانب الصينى، وفي نهاية اللقاء تم التوقيع على خطة العمل ذات الثلاث اعوام في الفترة من 2023-2025 للتعاون في مجال الأنشطة الزراعية المختلفة.