صامدون يا سورية ! بقلم : الهام العيسى
ما زالت ترى الاجندات بتنفيذ برامجها المعدة سلفا لحرف خط سوريا وقيادتها عن مسارها العام الذي اختطته لنفسها منذ عقود وهي تعد محور هام في كل عمليات السياسية والتوازنات في الشرق الأوسط .. الا ان المتتبع للخط الآخر بكل عناوينه وتسمياته يرى انه اخذ مناح أخرى في التعاطي مع الحرب على سورية التي يسمونها (الأزمة السورية) في إعلامهم.. كمحاولة لتبرئة الجميع من التدخل بينما هي في الحقيقية حرب شعواء على دولة اعطت العالم كل حضاراته سيادة وتاريخ عريق وعلى شعب يعد مشعل من مشاعل النور في حياة الانسان منذ بواكر الحضارة حتى ما كتب الله ... ولا يستطيع احد ان يسلب منه الخط والموقع الاستراتيجي والمهمة التي حبته بها السماء .
فبعد سنوات من الهجمة الارهابية التي تعد الاعتى بالتاريخ جراء فحش الأساليب ووحشة النتائج على الأرض التي راح ضحيتها مئات الاف من الأبرياء مع ما فرضته من واقع فضلا الى تهجير وقتل وتدمير مؤسساتي وبنى حضارية ظلت مشعلا ورمزا طوال التاريخ ومع ما رافق ذلك من هجمة إعلامية سياسية ومقاطعة دولية فرضتها اطراف متضررة من مواقف سورية المتاصلة الثابتة ... ومع ما شهدته فترة حصار قيصر بصور شتى من ماساي على الشعب وتبعاتها التي ظهرت بصورة شتى وما زالت تضرب بقوة . ومع كارثة الزلزال الطبيعي وما خلفه من خسائر فادحة .. مع الهجمات الاسرائيلية المتكررة كعدوان مباشر صريح وعلني على المنشئات والمطارات والمدنيين وغيرهم .. والحرائق بالغابات والمزارع والمح ... ومع الضيم المتكرر والمقاطعة العربية الاقسى وجدانيا على الشعب لانها تمثل طعنة ( اخوة يوسف ) ..
الا ان سورية بكل مكوناتها شعبا وقيادة وحكومة ما تزال صامدة وستبقى وكل الشواهد مع مرارة النتائج على الأرض ... الا ان العزة والشرف والرفعة والصمود شعور ابدي لا بد له ان يفضي الى انتصارات ظاهرة للعيان .. تؤكد خط الله وعدالته وظفر الصابرين كما انها تثبت للاخر هزيمته وانحداره القيمي والأخلاقي في المواجهة .. وتثبت له عدم تراجع الابطال عن الخط الذي اختاروه للدفاع عن مبادئهم وتاريخهم وارداتهم .
وها قد بدات علائم النصر واضحة اذ انكسر الحصار وتراجعت بعض الدول عما اوقعوها فيه سيما العربية منها كما ان الشعب بدا يسترد عافيته تكيفا وإصرار واملا وانبثاقا بإعادة امتلاك دوره المحوري في المنطقة والعرب والعالم بما نحن عليه واهل له .. والله ولي التوفيق !