الهام العيسى تكتب: همسات القلم!!
كنت أحلم بعض أحلام اليقظة أو طوباوية الرؤيا إن جازت التسمية ..
حلقت بعيداً جداً جداً عن محطات الواقع بخطىً واثقةٍ تنقل قلمي ، ليبحث عن وريقات يزخ فيها بعض حبره المتجمد من عصر الذات وعصف البيئة .. فقد أردت أن أكسر صنمية الحضور ، فتوالت خطاي بدرجات متصاعدة ولهة ، تفرش مرحلة العشق بورود الأحرف التي اخترتها تعبيراً عن حلم جميل رسمته في بالي ثم سألت نفسي ، أو بالأحرى بحت بين ملائكتي المبعثرة منذ زمن وأجيال لم تقدر على رسم ملامح النصر مرة ..
لو قدر لي أن أعيش يوماً آخرَ .. هل سأكتب على ذات المنوال وبنفس طريقة الأمنيات التي ظلت معطلة منذ المهد ، وها هي ذي تباشير الحد تدمع بوسع حداثتها الحزينة ..
أو لو منحت شرف الصمت .. ما كنت نطقت إلا به ...
أم سأتعرى من كل الظروف والكوابل الاجتماعية لأصدح بصرخات شاعرة عَبرَت كل الخطوط الحمر ومزقت شرنقة القبلية ، لتحلف بيمين لا يخشى التوبة بأنه آخر جيل الأحرار ، وإن حُمِل نعشه على أكتاف ملايين المنافقين فضلاً عن زعيق سيئاتهم المسموع في الدنيا قبل هضم الآخرة .
كتبت مرات ونسيت مرة أن أترجم الكتابة عن ذاتٍ دامعة وجلة ..
خفت على مشاعره وأحاسيسه الحريصة على الشدو ولو بان بعيد خف وحيد منعزل قبل نفسه المتعالية على الغرور ، المتواضعة بابتسامات وضجيج صفقات ، وإن كانت تحت عنوان مطلب شخصي ..
عند ذاك كسرت القاعدة الأفلاطونية ، محتفظة لنفسي بحق التعبير والتحليق بنصوص كتبتها بروحية مستمعة ، فأحسست بنشوة الوعي تنساب من عبير الضفاف المتلألئ على الشواطيء والخلجان كأنه خاطب متعالي يعلم الآخر أبجدية الحب في زمن شح الحب فيه ..
لو كان لوناً لا لون له .. وتفلسفت دون أن يدري حبري أنه ترجل عن فرسان الكلمة ليضع كله في مأتم الفيلسوف ، الذي ما زال عزاؤه منصوباً وحافلاً حتى يبعثون .. فلن ترضى الأنفس التواقة إلا بلون الأفق وزقزقة العصافير .. التي لا يجدب من ضجيجها الصباح ..
فلو قدر لي أن أخلق من جديد ، لما سألت السماء إلا أن يلتئم طيني وصلصالي .. وأن أتعرى على طريقة روميو في جوف جوليت ..
منذ قديم زمنٍ بالٍ ومضى ، كتب افلاطون : ( ان كنت لا تجيد فن الفلسفة... فعليك أن لا تدخل وتتدخل بمعمعة البحث عن الحقيقة ) .. وحلفت أن لا أضع نفسي تحت يافطة شعرية ، لا أجيد منها إلا ما تحبه نفسي ، حتى جلدت ( بحلم الحرية ) وتنقلات موسيقى عازفة من آهات الليل الكلثومية وحتى وجعية الولو لعبد الحليم حافظ وليس آخر محطة حناوية في أبجدية ( يا بختك ) ..
سأظل أنظر نحو السماء تضرعاً لحلم منتظر ما زال مكتنزاً متوجاً في جوف أحشائي .. فأمنياتي لا تخجل في التعبير عن مذاقاتها فضلا عن مقاساتها ولو كانت فضفاضة لا تتطابق مع مقايسس الآخرين ولا تصلح لستر عورات البيئة الفاضحة ..
لكنني ساسترسل بتراتيلي لعلها تسمع الآخرين في حكاية بوح (ألِف) قيس و(باء) ليلى .. وهما يرتديان زياً عالمياً في حفل زفاف زمنٍ ما زال غبياً وكان تحت ستار عولمي .