الشيخ أحمد علي تركي يكتب: سنن الإحرام
يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم :
خُذوا عنِّي مناسكَكم .
فأخذوا وأحسنوا الأخْذ ونقلوا لنا فأتقنوا النقل فرضي الله عنهم .
ولذا علينا ان نجتهد في اتباع سنة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم علَّنا ننال الفضل والخير من الجواد الكريم جلَّ وعلا .
#سنن الإحرام :
#الاغتسال
لحديث زيد بن ثابت رضي الله عنه :
أنَّه رأى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم تجرَّد لإهلاله واغتسل .
رواه الترمذي
وهذا يدلُّ على أنَّ الاغتسال عندَ الإحرام مسنون .
#التطيُّب
لحديث عائشة قالت :
كنت أطيِّب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لإحرامه قبلَ أن يحرم ولحلِّه قبل أن يطوف .
متفق عليه
والأفضل أن يجعل الطِّيب على رأسه، وعلى اللِّحية أيضًا بالنسبة للرجُل .
وجاء عندَ النسائي ما يُبيِّن أنَّ هذا الطِّيب كان فيه مِسْك .
قالت عائشة رضي الله عنها :
طيَّبتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قبل أن يُحرِم ويومَ النحر قبل أن يطوف بالبيت بطِيب فيه مِسْك .
رواه النسائي
#التجرُّد من المخيط :
فيُسن لِمَن أراد الإحرام أن يتجرَّد من المخيط قبلَ الدخول في الإحرام أي قبل أن ينوي الدخول في النُّسُك ، سواء كان حجًّا أم عمرة أما إذا دخل في النُّسُك فإنَّه يجب عليه أن يتجرَّد من المخيط.
#لبس الإزار والرداء الأبيضين :
لحديث ابن عمر أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
وليحرم أحدكم في إزار ورداء .
لحديث ابن عباس :
أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
الْبَسوا مِن ثيابكم البياض ، فإنَّها مِن خير ثيابكم.وكفِّنوا فيها موتاكم .
رواه أحمد وأبو داود والترمذي
والمرأة ليس لها لباسٌ خاص بالإحرام .
#أن يكون إحرامه عقب صلاة :
يُستحب لِمَن أراد الإحرام والدخول في نُسكه أن يكون ذلك بعدَ صلاة .
ويدلُّ على ذلك :
حديث عمر عند البخاري :
أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
أتاني آتٍ من ربِّي فقال :
صلِّ في هذا الوادي المبارك وقلْ : عمرة في حجَّة .
#التلفُّظ بتعيين النسك :
فإن كان متمتِّعًا قال : لبيك عمرة ، لبيك اللهمَّ لبيك .
وإن كان مُفْرِدًا قال : لبيك حَجَّةً ، لبيك اللهمَّ لبيك .
وإن كان قارنًا قال : لبيك عمرةً وحجَّةً ، لبيك اللهمَّ لبيك .
والنية في تعيين النُّسُك تكفي ، ولكن التلفظ به سُنَّة .
ويدلُّ على ذلك :
حديث أنس عند البخاري قال :
سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول :
لبَّيْك بحجَّة وعمرة .
وكان قارنًا .
#يسن لمن كان خائفًا من إتمام حجه وعمرته الاشتراط :
لحديث عائشة :
أنَّ ضُبَاعة بنت الزُّبير قالت :
يا رسول الله إني أريد الحجَّ وأجدني وَجِعَة فقال :
حُجِّي واشترطي وقولي :
اللهم محلِّي حيث حبستني .
متفق عليه
فدلَّ على أنه مَن خاف ألاَّ يتمَّ نُسكه لعارِضٍ اشترط ومَن لم يخف فلا يشترط كما فعل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم حيث اعتمر أربع عُمَر وحجَّةً واحدة ومع ذلك لم يشترط .
#يسن للمحرم أن يلبي :
لحديث عمر قال :
سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو بوادي العقيق يقول :
أتاني الليلةَ آتٍ من ربي عزَّ وجلَّ فقال :
صلِّ في هذا الوادي المبارك وقل : عمرة في حجَّة .
رواه البخاري
#يسن في التلبية أن يجهر بها الرجل وتُسِرّ بها المرأة :
لحديث السائب بن خلاَّد :
أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
أتاني جبريل فأمرني أن آمُرَ أصحابي أن يرفعوا أصواتَهم بالإهلال .
رواه أحمد وأبو داود والترمذي
وجاء في فضْل التلبية كما في حديث سهل بن سعد عند الترمذي :
أنَّه لا يَسمع صوتَ الملبِّي من حجر ولا مدر، ولا شجر، إلاَّ شهد له يوم القيامة .
ورفْعُ الصوت بالتلبية سُنَّة باتفاق الأئمة .
انظر الإفصاح لابن هبيرة
وأما المرأة فيُكرَه أن تجهر بها .
فالسُّنة أن تُسرَّ بها بأن تخفض مِن صوتها وهو قول جمهور العلماء بقدر ما تُسمع رفيقتَها خشية الفِتنة .
#يسن الإكثار من التلبية :
لِمَا جاء في صحيح مسلم من حديث جابر وفيه :
ولم يزلْ أي النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يلبِّي حتى رمَى جمرة العقب .
وهكذا كان السلف من الصحابة والتابعين يُكثِرون من التلبية .
فقد جاء عن سعيد بن جبير :
أنَّه يوقظ الحاج النائم ليلبيَ ويقول :
سمعت ابن عباس يقول :
هي زِينة الحجّ .
رواه سعيد بن منصور