جريمة عمرها 8 سنوات .. طفل دمياط اختفى وعاد لأمه هيكل عظمي
تمر الأيام عام تلو الآخر وقلب الأم كاد أن ينفطر من شدة الحزن على طفلها المختفي منذ 8 سنوات، بينما كان المتهم بقتل طفل دمياط محمد البربري يراقب في سعادة تامة ظنًا منه أنه أفلت من العقاب، قبل أن ينكشف أمره فجر اليوم، بعد العثور على جثمان الطفل داخل عقار تحت الإنشاء في قرية كفر العرب بفارسكور.
بعد 8 سنوات، هدأت والدة الطفل محمد البربري، الذي كان عمره وقت قتله 6 سنوات، بعد العثور على جثمانه والقبض على قاتل فلذة كبدها، وسقوطه في أيدي الشرطة بعد ساعات قليلة من العثور على الجثمان، إذ تمكنت المباحث من القبض على المتهم.
واعترف المتهم بتفاصيل جريمته أمام الفريق الأمني، بقيامه بتاريخ الواقعة أي قبل 8 سنوات في عام 2015 استدراج الطفل المجني عليه، واعتدى عليه بمكان العثور ولدى استغاثته، قام بكتم أنفاسه وطعنه بسلاح أبيض «سكين» فأودى بحياته، ثم قام بوضع الرمال عليه ولاذ بالهرب وتخلص من السلاح المستخدم بإلقائه بإحدى المصارف المائية المجاورة لمكان العثور.
قسوة الأيام وطول الانتظار ومرارة الفقد كانت تعصر بقلب والدة الطفل محمد البربري، لم تنس كلمات طفلها بل كانت تسمعها في أذنيها عندما كان يطلب منها الخروج للعب أمام المنزل، وبحسب أحد شهود العيان أن والدة الطفل كانت تجلس أمام المنزل المعثور فيه على جثمان طفلها باستمرار، وتبكي وكأنها عرفت مكانه بعاطفة الأمومة.
كان المتهم بقتل طفل دمياط ينظر إلى القيد الحديدي في يديه بعد القبض عليه في استغراب وهو غير مصدق، أن عقد الجريمة انفرط وانكشف أمره بعد 8 سنوات من الطي والكتمان على جريمته النكراء بحق طفل صغير في عمر الزهور، لا يقوى على المقاومة ولا يملك سوى الاستغاثة بصرخاته المكتومة التي كلفته حياته.
ملابس طفل دمياط التي كانت تحيط بهيكله العظمي كان علامة ظاهرة وبارزة عرفت بها والدته أن فلذة كبدها «محمد» في عداد الموتى، بل قالت :«مات وشبع موت» وهي تحتضن تلك الملابس حتى تبللت بدموعها في مشهد يحمل من المرارة والقسوة سنوات عجاف مرت على تلك السيدة المكلومة.
وزارة الداخلية كشفت في بيان صادر عنها تفاصيل القبض على المتهم بقتل طفل دمياط قبل ساعات، ذكرت فيه :« تبلغ لمركز شرطة فارسكور بمديرية أمن دمياط من مقاول، مقيم بدائرة المركز بعثوره على هيكل عظمى آدمى داخل ملابس حال قيامه بأعمال التشطيبات بمنزل تحت الإنشاء ملك أحد الأشخاص كائن بدائرة المركز، ولعلمه بتغيب طفل، سن 6 فى غضون عام 2015 فقام باستدعاء كل من والدة المتغيب وشقيقها واللذين تعرفا على الملابس المعثور عليها وقررا أنها خاصة بالمتغيب».
وأوضح البيان أنه من :«خلال جمع المعلومات وتكثيف التحريات أسفرت جهود فريق البحث المشكل بمشاركة قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن دمياط عن تحديد، وضبط مرتكب الواقعة مقيم بدائرة المركز بجوار منزل المجني عليه، له معلومات جنائية» .
يقول الخبير القانوني ياسر سيد أحمد المحامي بالنقض، إن جريمة مقتل طفل دمياط واقعة محزنة وتحمل من الخسة والعار الذي يظل يلاحق المتهم طوال حياته بل حتى بعد موته لما اقترفته يداه بحق طفل برئ، وعن العقوبة المتوقعة عليه أكد أن الجريمة مكتملة الأركان وفق تحقيقات النيابة فإن مصيره سيكون الإعدام شنقًا.