جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 04:12 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”القصير”: 3 إجراءات لتحقيق صفر انبعاثات عالميا

جانب من الاجتماع
جانب من الاجتماع

شارك السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في الاجتماع الوزاري برئاسة إنجلترا وبمشاركة الرئاسة المصرية والإماراتية وحضور أكثر من ٣٠ وزيرًا ممثلًا لمبادرة أجندة الاختراق الزراعي الـ Breakthrough والتي تهدف إلي تبني التكنولوجيات الحديثة في الزراعة للحفاظ علي عدم تجاوز درجة حرارة الأرض تحت ١.٥ درجة مئوية عن طريق تقليل الانبعاثات الكربونية.

يذكر أن مصر انضمت لهذا التحالف والذي تم الاتفاق على إنشائه اثناء انعقاد مؤتمر المناخ الـCOP 26، وذلك في إطار زيارته الحالية للعاصمة الأمريكية واشنطن لحضور مؤتمر المناخ والابتكار الزراعى.

وفي كلمته أمام الجلسة، أشار “القصير”، إلى أن استقرار مستوى تغير المناخ يتطلب خفض صافي انبعاثات ثانى أكسيد الكربون إلى مستوى الصفر، منوها بأنه ما دامت الانبعاثات الغازية تزيد عما يتم احتجازه أو معادلته من خلال بالوعات الكربون الطبيعية (Carbon Sink)، فسوف تستمر ظاهرة الاحترار العالمي في تزايد.

وأوضح وزير الزراعة، أنه لدعم الوصول بصافى الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050 يجب أن تراعى الدول والحكومات الأمور التالية:

الانطلاق نحو تسعير الكربون مع الوضع في الاعتبار حجم الانبعاثات الكربونية وذلك من أجل تحفيز التحول إلى استخدامات خضراء.

الاهتمام بمرحلة التحول العادل من خلال زيادة الدعم الدولى للدول النامية لزيادة قدرتها على مواجهة التكاليف الإضافية التي سوف تتحملها تلك الدول لتمويل برامج التكيف والتخفيف.

العمل على تحسين كفاءة بالوعات الكربون من خلال إعادة زراعة الغابات مع الحفاظ على القائم منها مع تحسين ادارة التربة والحفاظ على مستوى خصوبتها والتوسع في استخدام المخصبات الحيوية بما يساعد على تحقيق أهداف تحالف الاختراق الزراعيAgriculture Breakthrough والتي نحن بصدد مناقشتها خلال هذه الجلسة.

وقال وزير الزراعة على الدول المتقدمة القيام بالتدابير اللازمة للوصول بصافى الانبعاثات الى الصفر، ولا يجب أن يقتصر دورها على خفض الانبعاثات بل يجب عليها توفير التمويل والحلول التكنولوجية لمساعدة البلدان النامية مؤكدا أن خفض صافي الانبعاثات يتحقق من خلال برامج التكيف والتخفيف كعنصر فاعل للتعامل مع تغير المناخ إلا أنه يجب ألا يأتي على حساب ثوابت التنمية المستدامة والأمن الغذائي في مجال الزراعة بالاخص ولذلك لابد أن يكون هناك توازن خاصة في القطاع الزراعي حتى لا يؤثر ذلك على مقدرة الاقتصاديات النامية على تلبية احتياجات شعوبها من الأمن الغذائي وتحقيق معدلات النمو المطلوبة.

واستعرض القصير الجهود التي اتخذتها الدولة المصرية للتعامل مع ملف التغيرات المناخية حيث أطلقت الحكومة أول سوق أفريقي طوعي لإصدار وتداول شهادات الكربون، وذلك على هامش فعاليات قمة المناخ COP27 بهدف مساعدة الشركات في استعادة جزء من انفاقها الاستثماري الموجه لخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن ممارسة أنشطتها واعادة استثمار هذه الموارد في تحقيق الهدف الاكبر وهو الحياد الكربوني الذي تسعى لتحقيقه دول العالم كما انشئت " المجلس الوطنى للتغيرات المناخية " برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء لإدارة وتخطيط ملف التعامل مع التغيرات المناخية بالإضافة إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050 والتي تستهدف تحقيق نمو اقتصادى مستدام وتنمية منخفضة الانبعاثات وبناء المرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية وتحفيز التمويل للأنشطة المناخية وكذلك زيادة جاذبية مصر للاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة، حيث تحركت مصر مؤخراً نحو تصنيع الهيدروجين الأخضر عبر الاتفاقيات والشراكات الدولية.

وأكد القصير كذلك على أهمية مخرجات مؤتمر المناخ COP27 حيث تم الإقرار للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرات المناخ بقضية الخسائر والأضرار، الذي يُنشأ بموجبه صندوق للخسائر والأضرار لمواجهة تحديات المناخ خاصة في الدول النامية والاقتصاديات الناشئة ويتطلب ذلك وجود آلية تنظم عمليات التمويل والتقييم وهذا ما نأمل في انجازه خلال مؤتمر المناخ القادم الــ COP28 والذي سيعقد بدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة.

وزير الزراعة أشار إلى ارتباط مبادرة الابتكار من أجل المناخ ومبادرة FAST حيث يستهدفان للمساعدة في توفر العديد من الفرص للأنظمة الغذائية والزراعية للحد من انبعاثات الغازات الكربونية باعتبار أن الابتكار الزراعي والتكنولوجيا المرتبطة به وتوفير التمويل اللازم لهذه البرامج يمثل الحل السحري لمجابهة أثار تلك التغيرات.

وفى نهاية كلمته تمنى "القصير" من الدول الكبرى وشركاء التنمية أن تكون التزاماتها طموحة لتمكين الدول النامية والاقتصاديات الناشئة والمجتمع الدولى ككل من تنفيذ المستهدفات الطموحة نحو حيادية إزالة الكربون خاصة وأنه اذا لم يتخذ المجتمع الدولى إجراءات فاعلة الآن للتعامل مع هذه الظاهرة سيكون الأمر أكثر صعوبة في المستقبل وسيكون تأثيره أكبر على الأجيال القادمة.