هل نجح الناتو في كسر الحدود الشفافة بانضمام فنلندا...؟! بقلم؛ محمد سعد عبد اللطيف.
في تحد واضح نجح الغرب في الوصول إلى حدود روسيا وتهديد الأمن القومي الروسي في حدود مشتركة تقدر بحوالي/ 1300 كم مع فنلندا التي انضمت اليوم الثلاثاء الموافق 4/4/2023... لتصبح الدولة رقم 31 في حلف الناتو.
لقد أصبحت الحدود الشفافة للجغرافيا السياسية حقيقة وواقعا من مرمى أكبر دولة أوروبية في سلاح المدفعية وقوة عسكرية تقدر ب/ 280 ألف جندي وقوة تساعد على الحفاظ على دول البلطيق المتاخمة لها في الحدود الجغرافية... جاءت الموافقة للانضمام في مضاعفة المناطق المتحالفة مع الولايات المتحدة، على الحدود الروسية.
إن المحاولات الروسية في أوكرانيا لمنعها للانضمام لحلف الناتو ودخولها في حرب شرسة مع أوكرانيا فتحت طريقا آخر من تخوف جيران روسيا من الهجوم عليها كما فعلت في أوكرانيا في التفكير ومحاولات الانضمام فكانت روسيا تريد تقليص توسع الناتو شرقا جاءت النتيجة عكسية بطلب فنلندا الانضمام وكذلك من السويد رغم معارضة كل من؛- بلغاريا وتركيا للانضمام ولكن نجحت اليوم فنلندا في قبول عضويتها وفي خلال أيام سوف يشهد مقر الحلف حفل الانضمام برفع علم فنلندا وتنتظر السويد هي الأخرى الموافقة بعد محاولات أمريكا بالضغط على تركيا بالموافقة على قبول السويد للحلف؛ إن النتيجة العكسية من الكرملين بإبعاد الناتو فشلت تماما بعد عقود من فنلندا والسويد بالوقوف على الحياد فترة الحرب الباردة وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
وكانت الحرب الدائرة شرق أوروبا قلبت الموازين وإعادة ذاكرة الهجوم السوفيتي على فنلندا عام 1939 من القرن المنقضي وحسب المادة الخامسة لحلف الناتو تصبح فنلندا محمية من أي اعتداء أو هجوم عليها كذلك تعتبر تحت مظلة الحماية النووية لحلف شمال الأطلسي وتشير هذه المادة أن أي هجوم على عضو واحد بالناتو، يعتبر هجوما ضد جميع أعضاء الناتو... كان الرد الروسي على الانضمام بالتصعيد من تصعيد في النبرة الدبلوماسية وقال الرئيس الروسي بوتين إن بلاده ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء، وذلك في واحدة من أكثر الإشارات وضوحا بشأن إمكانية استخدام الأسلحة النووية منذ بدء الحرب الأوكرانية قبل عام.
وكان المتحدث باسم الكرملين قد صرح عقب إعلان عضوية فنلندا في الناتو بأنها هجوم على أمننا القومي وقال إنها ستتخذ إجراءات مضادة بتعزيز قواتها على الحدود الغربية واصفة فنلندا والسويد قبل يوم واحد من انضمام فنلندا بأنهما "هدف مشروع" إذا انضمتا إلى الناتو وجاء تصريح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الثلاثاء، إن انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي وتحرك الحلف العسكري لزيادة الاستعدادات جديد القتالية يزيد من مخاطر نشوب صراع بتوسيع الحرب... وأضاف شويغو أن بعض الطائرات العسكرية التابعة لروسيا البيضاء أصبحت الآن قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، وأنه جرى نقل أنظمة صواريخ إسكندر إليها، مشيرا إلى أن تلك الأنظمة يمكن ااستخدامها لحمل صواريخ تقليدية أو نووية.
وقال شويغو: "بدأ بالفعل تدريب الأطقم لروسيا البيضاء لتدخل الحرب الأوكرانية الروسية في نفق آخر من توسيع ساحة الصراع في مناطق جغرافية أخرى بحجة تهديد الأمن القومي الروسي والمساس بالمصالح الوطنية... الذي قلل منها البعض في بداية الحرب منذ عام ففي جريدة الأهرام المصرية كتب سعادة السفير/ محمد إبراهيم العرابي وزير خارجية مصر مقالا... قال فيها إن تداعيات روسيا بالنسبة لامنها القومي ليس له أهمية مع تطور الأسلحة الحديثة وهذا الرأي مخالف مع انضمام فنلندا ووصول الحلف للحدود الروسية.
فهل يعيد التاريخ نفسه في أزمة نصب الصواريخ السوفييتية في جزيرة كوبا في ستينيات القرن الماضي... ويعيش العالم مرحلة تصعيد بالتلويح بحرب نووية.