حكم قراءة القرآن عند قبر المتوفى وأقوال العلماء .. بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
▪️مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
قراءة القرآن الكريم عند القبر مباحه ويستحب أن يقرؤوا عنده شيئا من القرآن .
وان ختموا القرآن كله كان حسنا .
وورد في سنن البيهقي بإسناد حسن :
أن ابن عمر استحب أن يقرأ على القبر بعد الدفن أول سورة البقرة وخاتمتها .
المصدر الأذكار للنووى .
واستدلوا على جواز القراءة بما جاء عن ابن عَبَّاسٍ قال :
مَرَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلَّم على قَبرينِ فَقَال:
إِنَّـهُمَا لَيُعَذّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرِ إِثْمٍ .
قَالَ : بَلَى ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ ثُمَّ دَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ اثْنَيْنِ فَغَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِداً وَعَلَى هَذَا وَاحِداً ثُمَّ قَال :
لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا .
قال النووي ما نصه :
واستَحَبَّ العُلَمَاءُ قِرَاءَةَ القُرْءَانِ عِنْدَ القَبرِ لِهَذَا الحَدِيثِ ، لأَنَّهُ إِذَا كَانَ يُرْجَى التَّخْفِيفُ بِتَسْبِيحِ الجَرِيدِ فَتِلاَوَةُ القُرْءَانِ أَوْلى .
شرح صحيح مسلم
فإن قراءة القرءان من المسلم أعظم وأنفع من التسبيح من عود .
وقد نفع القرآن بعض من حصل له ضرر في حال الحياة فالميت كذلك .
• جواز القراءة على القبور عند السلف :
قال أبو الفضل الدوري رحمه الله :
سألت يحيى بن معين عن القراءة عند القبر فقال :
حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه أنه قال لبَنِيه :
إذا أُدخِلْتُ القبر فضعوني في اللحد وقولوا :
بسم الله ، وعلى سُنَّة رسول الله ، وسنوا عليّ التراب سنا واقرؤوا عند رأسي أول البقرة وخاتمتها فإني رأيت ابن عمر يستحب ذاك .
تاريخ يحيى بن معين
قال عامر الشعبي رحمه الله :
كانت الأنصار إذا مات لهم الميت اختلفوا إلى قبره يقرؤون عنده القرآن .
القراءة على القبور للخلال
عن أبي الشعثاء جابر بن زيد رحمه الله تعالى :
أنه كان يقرأ عند الميت سورة الرعد .
مصنف ابن أبي شيبة
قال إبراهيم النخعي رحمه الله :
لا بأس بقراءة القرآن في المقابر .
القراءة على القبور للخلال
قال الشافعي رحمه الله :
أُحبُّ لو قُرِئَ عند القَبر ، ودُعِيَ للمَيِّت ، وليس في ذلك دُعاءٌ مؤَقَّت .
كتاب الأم للشافعي جـزء ٢ صـفحة ٦٤٥
• كتابُ الجَنائِز ، غُسْلُ الميِّت ، عدَدُ كَفَنِ الميِّت .
قال الحسن الزعفراني رحمه الله :
سألتُ الشافعي عن القراءة عند القَبر فقال :
لا بأسَ بِه .
القراءة على القبور للخلال
قال الحسن بن الحُر رحمه الله :
مررت على قبر أخت لي ، فقرأت عندها ﴿تَبَارَكَ﴾ لما يُذكر فيها .
فجاءني رجل فقال : إني رأيت أختك في المنام تقول :
جزى الله أبا علي خيرا ، فقد انتفعت بما قرأ .
القراءة على القبور للخلال
قال عبد الله بن أحمد رحمهما الله :
سُئِلَ أبي عن رجل يقرأ عند القبر على الميت فقال :
أرجو أن لا يكون به بأس .
مسائل عبد الله بن أحمد
قال محمد المروروذي رحمه الله :
سمعت أحمد ابن حنبل يقول :
إذا دخلتم المقابر فاقرؤوا آية الكرسي ثلاث مرات وقل هو الله أحد ثم قولوا :
اللهم فضله لأهل المقابر .
• وعنه أيضا عن الإمام أحمد قال :
إذا دخلتم المقابر فاقرؤوا بفاتحة الڪتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد واجعلوا ثواب ذلك لأهل المقابر فإنه يَصِلُ إليهم .
طبقات الحنابلة جـزء ١ صـفحة ٢٦٤
قال سلمة بن شبيب رحمه الله :
أتيت أحمد ابن حنبل فقلت له :
إني رأيت عفانَ يقرأ عند قبر في المصحف فقال لي أحمد ابن حنبل :
خُتم له بخير .
القراءة على القبور للخلال
قال أبو عبد الله البزار رحمه الله :
كنت مع أبي عبد الله أحمد ابن حنبل في جنازة ، فأخذ بيدي وقمنا ناحية ، فلما فرغ الناس مِن دفنه وانقضى الدفن ، جاء إلى القبر وأخذ بيدي وجلس ووضع يده على القبر وقال :
اللهم إنك قلت في كتابك الحق :
﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنزلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ﴾
إلى آخر السورة .
اللهم وأنا أشهد أن هذا فلان بن فلان ما كذّب بك ، ولقد كان يؤمن بك وبرسولك عليه السلام اللهم فاقبل شهادتنا له ودعا له وانصرف .
طبقات الحنابلة: (جـ١ صـ٢٩٣←٢٩
• قال الحسن بن الهيثم البزار رحمه الله :
رأيت أحمد ابن حنبل يصلي خلف ضرير يقرأ على القبور .
كتاب المغني جـزء ٣ صـفحة ٥١
قال الحسن بن هيثم رحمه الله :
كان خطابٌ يجيئني ويده معقودة فيقول :
إذا وردت المقابر فاقرأ :
﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾
واجعل ثوابها لأهل المقابر .
القراءة على القبور للخلال
قال أبو بكر بن الأطروش رحمه الله :
كان رجل يجيء إلى قبر أمه يوم الجمعة ، فيقرأ سورة يس ، فجاء في بعض أيامه فقرأ سورة يس ثم قال :
اللهم إن كنت قسمت لهذه السورة ثوابا فاجعلها في أهل هذه المقابر .
فلما كان في الجمعة التي تليها جاءت امرأة فقالت :
أنت فلان بن فلانة ؟
قال : نعم .
قالت : إن بنتا لي ماتت فرأيتها في النوم جالسة على شفير قبرها فقلت : ما أجلسك هاهنا ؟
فقالت : إن فلان بن فلانة جاء إلى قبر أمه فقرأ سورة يس ، وجعل ثوابها لأهل المقابر فأصابنا مِن رَوح ذلك أو غفر لنا أو نحو ذلك .
القراءة على القبور للخلال
قال أبو محمد ابن قدامة العدوي :
هذه أحاديث صحاح ، وفيها دلالة على انتفاع الميت بسائر القرب ؛ لأن الصوم والحج والدعاء والاستغفار عبادات بدنية ، وقد أوصل الله نفعها إلى الميت ، فكذلك ما سواها مع ما ذكرنا مِن الحديث في ثواب مَن قرأ ﴿يس﴾ وتخفيف الله تعالى عن أهل المقابر بقراءته ...
وأنه إجماع المسلمين ؛ فإنهم في كل عصر ومصر يجتمعون ويقرؤون القرآن ، ويهدون ثوابه إلى موتاهم مِن غير نكير .
كتاب المغني جـزء ٣ صـفحة ٥٢١ وصـفحة ٥٢٢