الشيخ أحمد علي تركي يكتب: ماذا أفعل فى شهر شعبان
شهر شعبان جاء بعد غياب طويل دام عاماً كاملاً ثم بعده شهر رمضان وما أدراك ما رمضان ؟
شهر الخيرات والبركات والعطايا والهبات والمنح التى ليس لها آخر منها سعة الرزق وحل المشكلات والصحة والعافية واستجابة الدعاء والوقاية من عذاب القبر والشفاعة يوم القيامة والعتق من النيران ودخول الجنة من باب الريان .
أجمع العلماء على فُرِضَ صوم رمضان فِي شَعْبَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ الْهِجْرَةِ .
المجموع شرح المهذب
وذلك للاستعداد لرمضان بكثرة الطاعات والبعد عن المعاصى والزلات .
وإذا أردت أن تحصل على خيرات وبركات شهر رمضان فعليك أن تزرع الأعمال الصالحة فى شهر شعبان حتى تستمتع بالحصاد فى شهر رمضان ويوم القيامة .
ماذا أفعل فى شهر شعبان ؟
شهر شعبان مقدمة لشهر رمضان كالوضوء للصلاة فيستحب الاستعداد النفسى والعملى والعلمى لاستقبال شهر رمضان وذلك بزرع الأعمال الصالحة فى شهر شعبان وخلع وقلع الفاسد من الأعمال وذلك عن طريق مثلاً :
صيام مُعظم أيام شهر شعبان :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ .
رواه البخارى ومسلم
عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
كَانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَصُومَهُ شَعْبَانُ ، ثُمَّ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ .
سنن أبى داود
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ :
لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي الشَّهْرِ مِنَ السَّنَةِ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ .
وقال خُذُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا .
صحيح مسلم
وفى لالْحَدِيثِ اشَارَةُ إِلَى أَنَّ صِيَامَهُ ﷺ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَسَّى بِهِ فِيهِ إِلَّا مَنْ أَطَاقَ مَا كَانَ يُطِيقُ وَأَنَّ مَنْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْعِبَادَةِ خُشِيَ عَلَيْهِ أَنْ يَمَلَّ فيفضي إِلَى إِلَى تَرْكِهِ وَالْمُدَاوَمَةُ عَلَى الْعِبَادَةِ وَإِنْ قَلَّتْ أَوْلَى مِنْ جَهْدِ النَّفْسِ فِي كَثْرَتِهَا إِذَا انْقَطَعَتْ فَالْقَلِيلُ الدَّائِمُ أَفْضَلُ مِنَ الْكَثِيرِ الْمُنْقَطِعِ غَالِبًا .
فتح البارى
خيرا الأمور الوسط بمعنى إذاكنت مستطيع أن تصوم يوم وتفطر يوما أو تصوم يومى الاثنين والخميس من كل أسبوع وثلاثة أيام البيض .
المهم لاتحرم نفسك من الصيام فى شهر شعبان .
من فوائد الصيام فى شهر شعبان :
كالتمرين على صيام رمضان ؛ لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكُلفة بل قد تمرن على .
الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط..
لطائف المعارف
أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان :قبله وبعده و ذلك يَلتحق بصيام رمضان لقربه منه وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها و بعدها فيلتحق بالفرائض في الفضل و هي تكملة لنقص الفرائض .
لطائف المعارف
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُواهَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ .
سنن الترمذى سنن النسائى
رفع الأعمال إلى السنوية الله تعالى:
عن أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ:
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ :
ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُفِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ .
سنن النسائى
ورفع الأعمال إلى الله تعالى تمر بثلاث مراحل :
فى كل يوم مرتين :
اعلم أخى فى الله بأن هناك تقرير مفصل كل أثنى عشر ساعة عن كل أعمالك وأقوالك التى فعلتها فى اليوم الواحد ترفع إلى الله عز وجل والذى يقوم بذلك الملائكة الموكلون بحفظ أعمالك :
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:
قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ ﷺ بِأَرْبَعٍ :
إِنَّ اللهَ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَرْفَعُ الْقِسْطَ وَيَخْفِضُهُ وَيُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ النَّهَارِبِاللَّيْلِ وَعَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَار.
صحيح مسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :
أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ .
رواه مسلم والبخارى
فى كل أُسبوع مرتين :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ ﷺ قَالَ :
تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ .
سنن الترمذي وصحيح مسلم
يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ أَيْ طَلَبًا لِزِيَادَةِ رِفْعَةِ الدَّرَجَةِ
فإن عمل العام يرفع في شعبان :
رَفْعِ أَعْمَالِ الْأُسْبُوعِ مُفَصَّلَةً وَأَعْمَالِ الْعَامِ مُجْمَلَةً قُلْتُ وَفِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ شَعْبَانَ آخِرَ السَّنَةِ الْعِبَادِيَّةِ وَأَنَّ أَوَّلَهَا رَمَضَانُ عِنْدَ اللَّهِ .
مرقاة المفاتيح
كما أخبر به الصادق المصدوق فى الحديث السابق وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله، وطُويت صحيفة العمل .
وإذ وهنا لابد أن تحاسب نفسك عما قدمت فى العام الماضى من أعمال فإن كانت صالحة فاحمد الله وأسأله الثبات وإن كانت غير ذلك فتب إلى الله وأصلح نفسك .
قال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
سورة الحشر
هدف النبى ﷺ قَكتاب أعمالك بصيام رمضان وينتهى بصيام شعبان لعل الله تعالى أن يعفو عنك لماذا ؟
لأن الأعمال بالخواتيم :
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ :
إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا .
صحيح البخارى
إبراء الذمة من الصيام الواجب :
عن عَائِشَةَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت :
كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ .
صحيح مسلم
ذْهَب مَالِك وَأَبِي حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَجَمَاهِير السَّلَف وَالْخَلَف :
أَنَّ قَضَاء رَمَضَان فِي حَقّ مَنْ أَفْطَرَ بِعُذْرٍ كَحَيْضٍ وَسَفَرٍ يَجِب عَلَى التَّرَاخِي وَلَا يُشْتَرَط الْمُبَادَرَةُ بِهِ فِي أَوَّل الْإِمْكَان ولَا يَجُوز تَأْخِيره عَنْ شَعْبَان الْآتِي .
شرح النووى
المحافظة على صلاة الجماعة :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللّهِ ﷺمَنْ صَلَّى لِلّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ .
صحيح الترمذي
صلى لله أربعين صلاة في جماعة متوالية، يدرك التكبيرة الأولى .
يعني :
يكون قائماً في الصف عندما يقول الإمام في تكبيرة الإحرام الله أكبر ما هي النتيجة؟
تحصل له براءتان :
براءة من النار وبراءة من النفاق .
شيء يفيد في الدنيا وينفع يوم القيامة.
المحافظة صلاة السنن النوافل :
عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ :
أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَالْمَغْرِبِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ صَلاَةِ الْغَدَاةِ .
رواه الترمذى وأبى داود
صحيح مسلم
برواتب السنين نبنى بيوتا فى الدنيا ثم نموت ونتركها وبرواتب السنن يبنى الله لنا بيوتا فى الجنة ونخلد فيها .
الأكثار من قراءة القرآن الكريم :
لما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن .
لطائف المعارف
قال تعالى :
فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ
سورة المزمل
ما أعظمها من صحبة وتجارة مع الله تعالى بالملايين من الحسنات ورفع الدرجات .
قال تعالى :
إِنَّ الذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ
سورة فاطر
الاجتهاد فى قيام الليل :
استعدادا للتدريب على صلاة التراويح .
قال تعالى :
وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا
سورة الإسراء
قوله سبحانه :
وَمِنَ اللَّيْلِ،فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ
إرشاد إلى عبادة أخرى من العبادات التي تطهر القلب، وتسمو بالنفس إلى مراقى الفلاح، وتعينها على التغلب على الهموم والآلام.من العلماء من يرى أن قيام الليل كان مندوبا في حقه ﷺ كما هو الشأن في أمته .
التفسير الوسيط لطنطاوى
فصلى أن تصلى قبل النوم ركعتين وقبل الفجر ركعتين لله تعالى .
أمسك عليك لسانك :
حتى لا تُضيع الملا يين من الحسنات أمسك عليك لسانك من غيبة ونميمة وكذب وغش وخداع وعود نفسك على عفة اللسان حتى لاتضيع نفسك فى الدنيا والآخرة .
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:
هَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ .
سنن الترمذى
كثرة الدعاء :
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ :
إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ، فَاسْأَلُوا اللهَ أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ .
صحيح الجامع
دعاء الصحابة والسلف الصالح :
كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم وقال يحيى بن أبي كثير كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلا .
لطائف المعارف