شعر بقلم لطيفة محمد حسيب القاضي: لتكن أنت صهوة
لتكنْ أنت صهوةً.
إلى أين تسيروكيف لك الخروج ؟
أخاف عليكَ
من قناع الرمل.
الصوت يناديني من بعيد.
صوتٌ ثقيل
، يحمل حبات الثلج ،
الصوت مثل عينيكَ الخضراوَين.
ينادي قائلا :
تعالي !
لا أريد غيركَ.
كنتُ أبحث عنك
- طوال السنين الماضيةِ -
على مرمى حياتي.
والآن فقطُّ
وجدتكَ
فوق جبال الثلج
في زهور الياسمين.
أقاسمكِ قلبي
في حوار داخلي (فينا يسير)
خفيٍّ.
هل تعلمين أنكِ سيدتي ؟
فجأة يرفع الحجاب عن وجهه
لأرى ما لا قلبَ رأى ولا عينَ.
فرحة مشتاقٍ
ترتسم على نهر ، وجبل ،
و زهرة عبّاد الشمس.
تزهو.
كتبت دفترا من القصائد الحزينة
عن لوعة العشقِ ،
والخوف ،
والضياع ،
عن الهروب وآخر الحياة !!
عن الرياح والكذب في هذا الزمان !
آه من ذلك اليوم !
لقد ابتعدت عنك مسافة موتين.
على شواطئ البحار أمشي ،
أفكِّر ،
لأصنع لنفسي قارب نجاة
لكن أستيقظ على منفى
يحملني إلى عالم آخرَ
مليءٍ بالحيوان
وصهوة جبال.
إلى عالم ينسَى معارك الحياة
ليشرقَ من جديد
ضوء الصبا.
أغفو قليلا في الميناء
لأرى لصّا
يسرق أرضا ،
وريشةَ عصفورٍ.
أراك مرة أخرى ،
في جناح طائر يطير في السماء ،
في السحاب الحالم
في قناع وثيابٍ.
لقد خبأت وجهي وراء الوجوه.
ها أنا ذا الآن أرسم شجرة عاليةً ،
وأنا أجلس عليها
فتنسدل الستارةُ
- الآن -
في عالم النسيانِ.