جريدة الديار
الأحد 1 ديسمبر 2024 06:42 صـ 30 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الشيخ أحمد علي تركي يكتب: سؤال وجواب عن صلاة الغفلة

الشيخ أحمد علي تركي
الشيخ أحمد علي تركي

السؤال: هل هنالك صلاة تسمى صلاة الغفلة في الإسلام؟

الإجابــة:

قد استحب كثير من الفقهاء الصلاة بين المغرب والعشاء، وسموا تلك الصلاة: صلاة الغفلة.

وسبب ذلك أن هذا الوقت هو وقت غفلة الناس عن الصلاة واشتغالهم بما سواها.

قال الفقيه ابن حجر في فتاواه :

الركعتان بين المغرب والعشاء سنة .

فقد صرح الماوردي والروياني :

بندب صلاة الأوابين قالا وتسمى : صلاة الغفلة لحديث بذلك ، وأكملها عشرون، لخبر أنه صلى الله عليه وسلم كان يصليها عشرين ويقول :

هذه صلاة الأوابين فمن صلاها غفر له .

وكان السلف الصالح يصلونها .

قال الروياني والأظهر عندي أنها دون صلاة الضحى في التأكيد .

ورويت فيها أحاديث وآثار كثيرة ذكر الحافظ عبد الحق منها جملة .

قال جمع : ورويت ستا .

ففي الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال :

من صلى ست ركعات بين المغرب والعشاء كتبت له عبادة ثنتي عشرة سنة .

وكذا رواه ابن ماجه .

لكن بزيادة :

لا يتكلم بينهن بسوء .

وفي حديث غريب كما قاله ابن منده :

غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر .

ورويت أربعا .

ورويت ركعتين وهما الأقل فعلم أن تلك الركعتين يسميان صلاة الغفلة وصلاة الأوابين .

ووقع النص على استحبابها في عامة كتب الشافعية .

وقال صاحب الفواكه الدواني من المالكية :

وَبِالْجُمْلَةِ التَّنَفُّلُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ مُرَغَّبٌ فِيهِ أَيْ : حَضَّ عَلَيْهِ الشَّارِعُ لِمَا قِيلَ:

مِنْ أَنَّهَا صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ وَصَلَاةُ الْغَفْلَةِ .

وأحاديث الصلاة بين المغرب والعشاء عددا معينا من الركعات ـ ستا أو عشرين ـ غير ثابتة .

قال في مصباح الزجاجة في الكلام على حديث :

من صلى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة .

هذا إسناد ضعيف ، يعقوب بن الوليد قال فيه الإمام أحمد :

من الكذابين الكبار، وكان يضع الحديث .

وقال الحاكم : يروي عن هشام بن عروة : المناكير قلت : واتفقوا على ضعفه .

وحكم عليه الألباني في ضعيف الترغيب بالوضع .

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن بعبادة ثنتي عشرة سنة .

فقد حكم عليه الألباني في ضعيف الترغيب بأنه ضعيف جدا .

ولكن الصلاة بين المغرب والعشاء مرغب فيها في الجملة .

فعن حذيفة رضي الله عنه قال :

أتيت النبي صلى الله عليه وسلم :

فصليت معه المغرب ، فصلى إلى العشاء .

قال المنذري : رواه النسائي بإسناد جيد وصححه الألباني.

وعن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى :

تتجافى جنوبهم عن المضاجع نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة .

رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح غريب ، وأبو داود .

إلا أنه قال : كانوا يتنفلون ما بين المغرب والعشاء يصلون .

وكان الحسن يقول : قيام الليل .

وفي هذا آثار عن السلف.

والله أعلم .