الشيخ أحمد علي تركي يكتب: سؤال وجواب عن صلاة الغفلة
السؤال: هل هنالك صلاة تسمى صلاة الغفلة في الإسلام؟
الإجابــة:
قد استحب كثير من الفقهاء الصلاة بين المغرب والعشاء، وسموا تلك الصلاة: صلاة الغفلة.
وسبب ذلك أن هذا الوقت هو وقت غفلة الناس عن الصلاة واشتغالهم بما سواها.
قال الفقيه ابن حجر في فتاواه :
الركعتان بين المغرب والعشاء سنة .
فقد صرح الماوردي والروياني :
بندب صلاة الأوابين قالا وتسمى : صلاة الغفلة لحديث بذلك ، وأكملها عشرون، لخبر أنه صلى الله عليه وسلم كان يصليها عشرين ويقول :
هذه صلاة الأوابين فمن صلاها غفر له .
وكان السلف الصالح يصلونها .
قال الروياني والأظهر عندي أنها دون صلاة الضحى في التأكيد .
ورويت فيها أحاديث وآثار كثيرة ذكر الحافظ عبد الحق منها جملة .
قال جمع : ورويت ستا .
ففي الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال :
من صلى ست ركعات بين المغرب والعشاء كتبت له عبادة ثنتي عشرة سنة .
وكذا رواه ابن ماجه .
لكن بزيادة :
لا يتكلم بينهن بسوء .
وفي حديث غريب كما قاله ابن منده :
غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر .
ورويت أربعا .
ورويت ركعتين وهما الأقل فعلم أن تلك الركعتين يسميان صلاة الغفلة وصلاة الأوابين .
ووقع النص على استحبابها في عامة كتب الشافعية .
وقال صاحب الفواكه الدواني من المالكية :
وَبِالْجُمْلَةِ التَّنَفُّلُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ مُرَغَّبٌ فِيهِ أَيْ : حَضَّ عَلَيْهِ الشَّارِعُ لِمَا قِيلَ:
مِنْ أَنَّهَا صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ وَصَلَاةُ الْغَفْلَةِ .
وأحاديث الصلاة بين المغرب والعشاء عددا معينا من الركعات ـ ستا أو عشرين ـ غير ثابتة .
قال في مصباح الزجاجة في الكلام على حديث :
من صلى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة .
هذا إسناد ضعيف ، يعقوب بن الوليد قال فيه الإمام أحمد :
من الكذابين الكبار، وكان يضع الحديث .
وقال الحاكم : يروي عن هشام بن عروة : المناكير قلت : واتفقوا على ضعفه .
وحكم عليه الألباني في ضعيف الترغيب بالوضع .
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن بعبادة ثنتي عشرة سنة .
فقد حكم عليه الألباني في ضعيف الترغيب بأنه ضعيف جدا .
ولكن الصلاة بين المغرب والعشاء مرغب فيها في الجملة .
فعن حذيفة رضي الله عنه قال :
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم :
فصليت معه المغرب ، فصلى إلى العشاء .
قال المنذري : رواه النسائي بإسناد جيد وصححه الألباني.
وعن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى :
تتجافى جنوبهم عن المضاجع نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة .
رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح غريب ، وأبو داود .
إلا أنه قال : كانوا يتنفلون ما بين المغرب والعشاء يصلون .
وكان الحسن يقول : قيام الليل .
وفي هذا آثار عن السلف.
والله أعلم .