خسائر جديدة .. النفط تحت مقصلة المخاوف
واصلت أسعار النفط التراجع وسط زيادة المخاوف بشان الطلب بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي.
تراجعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات الخميس للجلسة الخامسة على التوالي بسبب توقعات باستئناف العمل قريبا في خط أنابيب رئيسي للخام من كندا إلى الولايات المتحدة، وهو ما سيعيد ضخ كمية ضخمة من الخام في السوق في الوقت الذي أدى فيه التباطؤ الاقتصادي العالمي إلى زيادة مخاوف بشأن الطلب على الوقود.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 1.02 دولار، أو 1.3 بالمئة، إلى 76.15 دولار للبرميل عند التسوية.
كما خسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 55 سنتا أو 0.8 بالمئة لتبلغ عند التسوية 71.47 دولار للبرميل.
وقالت شركة تي.سي إنرجي الكندية إنها أغلقت خط أنابيبها العملاق كيستون للنفط الخام الذي تبلغ سعته 622 ألف برميل يوميا، وهو الخط الرئيسي لشحن الخام الكندي الثقيل من ألبرتا إلى الغرب الأوسط الأمريكي وساحل الخليج، بعد تسرب.
وارتفعت أسعار النفط بعد أن أعلنت الشركة إغلاق الخط الساعة 0200 بتوقيت جرينتش الخميس. لكن معنويات السوق تغيرت بعد ذلك رغم أن الشركة لم تعلن موعدا لاستئناف الضخ.
وقال جون كيلدوف، الشريك في شركة أجين كابيتال في نيويورك "عدنا إلى النظر إلى آفاق الطلب".
وخيمت المخاوف من التباطؤ الاقتصادي وضعف الطلب على الوقود واحتمال زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة على السوق. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الأسبوع المقبل.
وبينما تراجعت مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي، ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير، مما فاقم المخاوف حيال تراجع الطلب.
وأعلنت الصين أمس الأربعاء عن أكبر تغييرات في نظامها الحازم لمكافحة كوفيد-19 منذ بدء الجائحة في حين تأخرت 20 ناقلة نفط على الأقل في العبور من موانئ روسيا على البحر الأسود إلى البحر المتوسط، وهو ما حد من خسائر النفط.
وسجل الخامان أمس الأربعاء أدنى مستوى لهما هذا العام ليتخليا عن جميع المكاسب التي تحققت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أدى إلى تفاقم أسوأ أزمة عالمية بشأن إمدادات الطاقة منذ عقود واقتراب أسعار النفط من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 147 دولارا.
وقال مسؤول بوزارة الخزانة البريطانية يوم الأربعاء إن مسؤولين من دول غربية يجرون محادثات مع نظرائهم الأتراك للتوصل إلى حل لطوابير انتظار ناقلات النفط قبالة تركيا بعد أن فرضت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي قيودا جديدة في الخامس من ديسمبر كانون الأول تستهدف صادرات النفط الروسية.
وقال تاماس فارجا من شركة (بي.في.إم) للسمسرة في النفط إن طوابير الناقلات تشير إلى أن "الإمدادات المتاحة من البحر الأسود قد تأثرت بالفعل بالإجراء العقابي".
وتابع "في مناخ اقتصادي صحي، تكون مثل هذه التطورات بمثابة إطلاق صفارة بداية السباق إلى حد المئة دولار".
إغلاق خط أنابيب "كيستون" .
وأعلنت شركة "تي سي إينرجي" الكندية الخميس أنها أغلقت بشكل موقت خط أنابيب "كيستون" لنقل النفط بين كندا والولايات المتحدة بعد اكتشاف تسرب بين ولايتي كنساس ونبراسكا، ما أحدث بعض الاضطراب في أسواق النفط.
وقالت الشركة في بيان إنها "استنفرت أشخاصا ومعدات" في أعقاب "تسرب مؤكد للنفط في مجرى مائي" في مقاطعة واشنطن، على بعد حوالى 32 كيلومترا جنوب قرية ستيل سيتي في ولاية نبراسكا.
وينقل خط الأنابيب النفط الخام من كندا إلى مصاف في وسط الولايات المتحدة الغربي وساحل الخليج الأمريكي حيث تتم معالجته لاستخراج البنزين ومنتجات نفطية أخرى.
وبدأت الاستجابة الطارئة الأربعاء قرابة الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي بعد صدور تنبيهات ورصد انخفاض في الضغط في نظام خط الأنابيب.
وأضاف بيان الشركة "تم عزل الجزء المتضرر ونشر عوائق عائمة" للسيطرة على التسرب.
وأكد أن "النظام لا يزال مغلقا حيث أن أطقمنا تعمل بفاعلية على احتواء النفط وسحبه".
وارتفعت أسعار النفط في البداية بعد الأنباء عن إغلاق الخط، لكنها تراجعت لاحقا إلى الخانة السلبية.
ويخوض ناشطون بيئيون منذ مدة طويلة صراعا مع شركات النفط بشأن مشروع يحمل اسم "كيستون أكس إل" لتوسيع خط الأنابيب.
ورفض الرئيس الأمريكي جو بايدن المشروع بعيد توليه منصبه فييناير 2021.
والأربعاء أغلق مؤشر غرب تكساس الأميركي للنفط عند أدنى مستوى لعام 2022 بسبب مخاوف من زيادة العرض وتباطؤ النمو الاقتصادي.