نشر العراق لقواته على الحدود مع إيران وتركيا هل يبطل حجاجهما؟
وضعت الحكومة العراقية خطة لإعادة نشر قواتها الحدود على طول الحدود مع إيران وتركيا في مواجهة التهديدات الأمنية، التي مثلتها الهجمات التركية والإيرانية على كردستان العراق.
إلا أن القرار، الذي اتخذه العراق لأسباب أمنية، ومحاولة للتهدئة مع الجارتين إيران وتركيا، اللتين شنتا هجمات مؤخرًا على مواقع للأكراد في سوريا والعراق، يواجه العديد من العقبات، والمخاوف من احتمال مواجهات بين القوات العراقية ونظيرتها في إيران وتركيا.
كانت إيران وتركيا شنتا هجمات، خلال الفترة الأخيرة، على مواقع كردية للعراق وسوريا، تحت زعم مكافحة التهديدات الإرهابية، وحفظ أمنها القومي، إلا أن تلك الهجمات أثارت إدانات محلية وقلقًا أوروبيًا وغربيًا، من توسعها لتهديد أمن المنطقة.
إلا أن طهران زادت تصعيد الأحداث، بإعلان قائد القواتالبرية في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد باكبور الجمعة إرسال وحدات مدرّعة وقوات خاصة إلى مناطق كردية، لمنع تسلل من وصفهم بالإرهابيين من العراق المجاور.
وفي تصريحات صحفية، قال الجنرال محمد باكبور إن بعض الوحدات المدرعة والقوات الخاصة التابعة للقوات البرية تتجه إلى المحافظات الحدودية غربي وشمالي غرب البلاد، مشيرًا إلى أن هدف تلك الوحدات، تعزيز الوحدات المتمركزة على الحدود ومنع تسلل الجماعات الإرهابية التابعة للجماعات الانفصالية المتمركزة في إقليم شمالي العراق.
تقول مصادر صحفية، إنه رغم مرور يومين على قرار الحكومة العراقية، نشر قوات على الشريط الحدودي مع إيران وتركيا، فإنه لا يوجد على الأرض أي شيء حتى اللحظة، مشيرة إلى أنه من المقرر أن توضع الخطة لاحقًا، على أن تناقش بين القيادات العسكرية، ثم ترفع إلى القائد العام للقوات المسلحة لإقرارها، ومناقشتها مع الجانب الكردي قبل تنفيذها.
وأوضحت المصادر، أن العراق، لا ينوي تطبيق هذه الخطة خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن الأمر يحتاج إلى الكثير من الدعم اللوجستي البشري، وتعزيز نقاط تفتيش، والانتشار على الخط الصفري، كاشفة أن توقيت الإعلان يهدف لإيجاد حالة من الارتياح قبل التنفيذ على أرض الواقع.
وأشارت المصادر، إلى أنه بينما تريد إيران نزع السلاح من الجماعات المسلحة والأحزاب المعارضة داخل العراق، فإن أنقرة تقف في الجهة المقابلة، مطالبة بطرد حزب العمال الكردستاني من الأراضي العراقية.
وعن سبب مهاجمة إيران الأكراد، قال هنري جيه باركي، زميل أول مساعد لدراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، إن إيران تهاجم الأكراد لسببين رئيسين، الأول إيصال رسالة لقوى الداخل بأن هناك ثمنًا قاسيًا، إذا تمردوا ضد الحكومة، في إشارة إلى المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع قبل شهرين..
أما عن إمكانية نشر القوات العراقية على حدود إيران وتركيا، فقال المحلل السياسي العراقي غسان خضر، إن نشر قوات في تلك الأماكن قد يكون صعبًا، لأن الحدود العراقية الإيرانية مترامية جدًا بطول 350 كيلو مترًا وعمق 35 كم، ما يجعل السيطرة عليها صعبة نسبيًا، حتى ولو كان هناك تنسيق بين الجيش العراقي وقوات البشمركة.
وعن هدف انتشار القوات، قال المتحدث باسم قائد القوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول الزبيدي، في تصريحات صحفية، إن القوات التي ستنتشر على الحدود مع دول الجوار، تهدف للسيطرة على الخط الصفري الفاصل بين العراق وتركيا وإيران، وتعزيزه بمخافر حدودية، ومنع أي عمليات تسلل وتأمين المناطق الحدودية العراقية.
وبينما قال متحدث الجيش العراقي، إن القرار سيدفع إلى التهدئة مع الجارتين إيران وتركيا، شدد على أن انتشار القوات لا يعني مواجهات مع البلدين، خاصة أن القوات العراقية ستحاول ضبط الحدود وحماية الأراضي العراقية، ومنع استخدامها للاعتداء على أي من دول الجوار.
من جهة أخرى، قال المستشار السابق في وزارة الدفاع العراقية معن الجبوري، إن نشر القوات العراقية على الحدود خطوة جريئة وشجاعة وضعت الأمور في نصابها، مشيرًا إلى أن انتشار قوات الجيش وحرس الحدود على الشريط الحدود بين إيران وتركيا والعراق والشريط الصفري، يقلل المشكلات التي عانتها تلك المناطق.
وأوضح الجبوري، في تصريحات تلفزيونية، أن الفراغ الحاصل والخلل الكبير في منطقة الحدود سواء الناتج عن عدم التنسيق بين القوات الاتحادية في بغداد وقوات إقليم كردستان، أو بين الحكومة العراقية والإيرانية، أدى إلى هذه الفوضى التي دفع العراق ثمنًا غاليًا بسببها.
وأشار إلى أن قرارًا كهذا كان يجب اتخاذه في وقت سابق، إلا أنه قال إن الخطوة تعد استراتيجية في السيطرة على أمن الحدود، الذي ينعكس على الأمن الداخلي، مؤكدًا أن القوات المسلحة العراقية لديها الخبرة والجاهزية لمحاربة. التنظيمات الإرهابية على الحدود، بينها داعش.