العراق تغرق في دوامة الاغتيالات السياسية من جديد (ماذا يحدث؟)
ما زال إرث الماضي يطارد العراق البلد الغني بالنفط، ويهدد خطوات حلحلة الملفات الشائكة، التي دفعت مواطنيه إلى الخروج في احتجاجات شعبية.
ذلك الإرث، الذي يتمثل في ورقة الاغتيالات، التي أرقت العراق في الفترة الماضية، أطلت برأسها من جديد، بعد اغتيال القيادي في تيار الصدر صلاح بريش الشبلاوي، في حادث يعد مؤشرًا خطيرًا على احتمال عودة حوادث القتل الانتقامية، لتحقيق أهداف سياسية.
تلك الأهداف، التي تأتي ضمن سلسلة الصراع على السلطة والنفوذ والاستحواذ على الأموال بطرق غير مشروعة، في ظل نمو ظاهرة الدولة العميقة الموازية لمؤسسات الدولة، التي تشكل انتهاكـًا للدستور والقانون، وتنشر الفوضى والرعب والخوف والإرهاب في البلاد، جاءت بعد 3 أسابيع فقط من تشكيل حكومة محمد شياع السوداني، ما أثار تساؤلات عن التوقيت والدلالات.
ويعد مراقبون حادث اغتيال القيادي الصدري، محاولة لتأجيج الصراع ما يجر البلاد نحو الاقتتال واستكمال مسلسل الصدام، وطالبوا السوداني بضرورة التحرك السريع، وتنفيذ برنامجه القائم على نزع السلاح، وثورة على الفساد والقيام بعملية إصلاح شاملة وإعادة الإعمار.
ورغم غياب المعلومات عن المنفذ وأسباب الحادث، فإنها عملية جنائية إجرامية تحمل طابعًا سياسيًا، ستؤثر بالقطع في الوضع والمشهد السياسي برمته، وستهدد السلم الأهلي في العراق.
ضرورة الحوار لنزع فتيل أية أزمة محتملة على خلفية الحادث، سواء بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري أم بين الكتل المشتركة، لا أن عملية الاغتيال ستؤثر في الوضع السياسي، وستتسبب في إرباك المشهد برمته.وإذا اتسعت هذه الظاهرة وأخذت شكل الحرب بين المليشيات، فإن العملية السياسية ستكون مهددة برمتها، ما يعيد العراق إلى نقطة الصفر مرة أخرى، ويجعله بحاجة إلى سنوات لإعادة بناء إجراءات الثقة بين كل الأطراف
و إن اغتيال القيادي الصدري في هذا التوقيت، محاولة لتأجيج الصراع ، في مساعٍ جديدة لجر البلاد نحو الاقتتال واستكمال مسلسل الصدام الذي اشتعل بشكل علني، أواخر أغسطس الماضي عند المنطقة الخضراء.
الحادث قد يصعد من حدة التوترات، وأن تيار مقتدى الصدر المتوقع قد يكون تدريجيًا يبدأ بالمسار الاحتجاجي ومحاولات الضغط بهذه الحادثة على الخصوم، لتحقيق مزيد من المكاسب.
و أن الاغتيالات ورقة سياسية تستخدم من القوى المتخاصمة والمتنازعة وحتى من أطراف أخرى تحاول خلط المواقف وتصعيد الأحداث.
وفي محاولة لتحييد تلك السيناريوهات، ذكرت مصادر عراقية مقربة من دوائر الأمن ، إن هناك حالة طوارئ واستنفار نتيجة هذا الحادث، خوفًا من بدء هجمات انتقامية، أو أي استغلال له، لتسوية حسابات سياسية عبر السلاح بذريعة الانتقام.
وأشارت المصادر التي رفضت كشف هويتها، إلى أن السلطات تحاول تتبع منفذي عملية الاغتيال، مؤكدة أن هناك حالة من الترقب لتطورات المشهد على الأرض، خصوصًا مع انتشار مليشيات سرايا السلام في حي الجهاد.