جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 07:18 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الشيخ أحمد علي تركي يكتب: منع الأجانب من شرب الكحوليات في بلادنا العربية

الشيخ أحمد علي تركي
الشيخ أحمد علي تركي

في الوقت الذي يسعى فيه الغرب لفرض هيمنته الثقافية ، ويقاتل من أجل استعادة تراثه ، ويحاول اختراق أمتنا بأفكاره وأخلاقه المنحطة .

نجد وكلاء الغرب في بلادنا من العلمانيين وحلفائهم يسعون لإفساد فطرنا ومعتقداتنا وأفكارنا وأخلاقنا لتتلائم مع أفكار وأخلاق ورؤى أسيادهم .

وبالتالي يبقى علينا أن نقبل ما يقرره لنا الغرب وأذيالهم وإلا كنا عنصريين متخلفين رجعيين

وأن ننسى تاريخنا ، وأن نتخفف من إرثنا ، وأن نجافي شرعنا ، وأن نتنكر لهويتنا لننال رضا غيرنا .

عالَم الإعلام عموما والإنترنت خصوصا جمع أصنافا من الشر في كل أبواب الحياة

في العلم والعمل ففيه المُروّجون للإلحاد واستحلال الفواحش بكل أنواعها مثل إبراهيم عيسى وغيره حيث يروجون للخمور وافلامُ الزِنا التي دمّرت حياة كثير من الناس رجالا ونساء وكبار وصغارا ومتزوجين وعُزّابا .

انفصلوا بها عن كل معاني الحياة وصاروا أسرى لها، وفتحت لهم أبوابا من الفسق والفجور وعذّبوا بها أنفسهم وأفسدتْ علاقاتهم بمن حولهم وصاروا عاطلين يعيشون على تلك الشهوة .

وايضا فيه البرامج التافهة والأفلام والمسلسلات والمسرحيات والإعلانات عن الأكل والشرب واللبس والفُسَح والشَّكل والتي يحرقُ الناسُ أعمارهم فيها، فيما لا ينفعهم في دين ولا معاش، ويفتح عليهم أبوابا من سوء الأخلاق والأقوال والأعمال ويشغلهم عمّا كان ينبغي أن يهتمّوا به الدين والصحة والعمل والأسرة والأصحاب .

وفيه سيل جارف من الأخبار الفارغة التافهة عن تفاصيل حياة الممثلين والمُغنيين ولاعبي الكرة ومشاهير النِت ، ومع كونهم لا يستحقون أن تهتم بهم عموما قضلا عن أن تنشغل بتفاصيل حياتهم وإنْ سلِمتْ من المُنكرات فهي من أعظم أبواب ضياع الوقت والتجسُّس والكذب والحسد وغيره .

وفيه نشرٌ للبدع والشبهات والإشكالات والاعتراضات على الشريعة تُنشر عن طريق رؤوس جُهّال صٌدِّروا للناس وانخدع بهم كثيرون إما جهلا أو لأن كلامهم وافق أهواءَهم.

وغير ذلك من صنوف الكفر والفسوق والعصيان

والنصيحة للمسلم الذي يرجو الله والدار الآخرة

أكثِر من دعاء الله بالهداية والسداد وأن يهديك في دينك ومعاشك للخير واحرص على ما ينفعك وتحرّ في أمر دينك وانظر عمّن تأخذه .

واحفظ وقتك وصحتك فأنت لم تُخلَق وتُوهَبُ الحياةَ وكل هذه القُدرات لتقتلها وتُضيّعها بل أنت مُبتلى بها :

لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا

لينظر الله وهو الأعلمُ ماذا ستعمل بها ثم تُجزى بعملك واجعل أهم ما يشغلك دينَك وخُلقك وأسرتك وعملك ولا تغرنّك الحياة الدنيا ولا تكن فريسةً لشياطين الجنّ والإنس يلعبون بك ويوجهونك إلى ما يريدون علما وعملا .

والنصيحةُ لكل من لديه علمٌ بُثّ علمك في الناس وانصح وشجِّعْ وادعو إلى سبيل ربك واصبر في هذا الطريق على ما أصابك ولا تضعف عن العطاء وبيِّنِ الخير والحق للناس وأقِم عليه الحُجج والبراهين واكشف لهم الباطل والشُبهات وادع إلى كتاب الله وسنة رسوله وادع إلى العمل الصالح ومكارم الأخلاق وخيرُ طريق لرد البدع بيانُ السُنن وخيرُ طريق لمقاومة الفساد والفواحش نشرُ الطيبات وبيانُها والتشجيع عليها .

ومن أعظم ما أحمدُ الله عليه ألّا يُوفَّق منافقٌ لموقفِ حق حتى لا يغترّ به المسلمون ويلتبس عليهم أمره ولهذا لا تجدهم ينتفضون إلا عندما يجدون مسرحا للنفاق وذبذبة المؤمنين وإلقاء الشبهات والإشكالات والشاذ من الأقوال .

ولا تحفظ لهم موقفا شريفا حتى لو لم يُكلّفهم سوى كلمة .

بل ما تزال الأحداث تستخرج من صدورهم شيئا مما يُخفونه واللهُ أكرمُ من أن يترك الأمة بلا هداة صادقين

اقرأ القرآن الكريم :

إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُۚ وَلَا تَكُن لِّلۡخَآئِنِينَ خَصِيمٗا (105) وَٱسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا (106) وَلَا تُجَٰدِلۡ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخۡتَانُونَ أَنفُسَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمٗا (107) يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمۡ إِذۡ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرۡضَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَٰٓأَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ جَٰدَلۡتُمۡ عَنۡهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا)

فنعوذ بالله أن نكون ظهيرا للمجرمين، أو نجادل عن الذين يختانون أنفسهم ونسأله أن يجعلنا من الصادقين المرضيين عنده .

وأخيراً :

إن الذي يرتشف ضياء الوحي الإلهي بوعي ويحتسي أنوار الهداية النبوية بصدق ؛ يصير ذا عقل مستضيئ وقلب مستنير ، ليصبح مع مرور الأيام داخل مجتمعه صاحب شخصية مصباحية ، بحيث لا يكف عن الإسهام في تبديد دياجير الجهل والأمية الفكرية التى يفرضها العلمانيين وغيرهم ولا يتوقف عن المشاركة في تمزيق أغلال الفقر والإكراهات التي تقيد حرية الناس في الاختيار وفق منهج الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .